يوستينا نبيل تكتب: ازاي تخلي حواسك حاضرة وقوية (2)
الـ”Mindfulness” قايم على مفهوم أساسي وهدف رئيسي هو تركيز إدراكك على ٣ حاجات جسمك، ذهنك، البيئة المحيطة بيك في اللحظة الحالية”الآن وهنا” حتى يصبحوا في إنسجام وتوافق لتصل إلى قبول نفسك و الآخرين. ومن هنا هنمشي خطوة خطوة ونبدأ نوظف المفهوم دا في تدريب عملي حتى نصل للهدف.
مطلوب تركيز مع واحد او اكتر من العناصر ديه أثناء نشاط بتعمله وليكن غسل الصحون أثناءه هتركز مع تنفسك، حركة جسمك، حواسك، أفكارك وخبرتك تجاه غسل الصحون” ملمسه وملمس الصابون والميه اللي نازله على ايدك وشعورك تجاههم”.
ومن خلال التدريب دا هتقدر تكتشف إزاي أنت بتعمل أبسط الأنشطة اليومية بل وأكثرها تعقيداً بدون وعي زي ما قولنا قبل كده بال “auto pilot” تلقائي ردود أفعالك تجاه المواقف المختلفة هتبقى بنفس الطريقة، عشان كده البداية من هنا، تركيزك على الأنشطة البسيطة لحد ما توصل لإدراك ردود أفعالك اللي بقيت بتعملها وانت مش فاهم ولا عارف ليه وازاي، وكتير بنسأل نفسنا السؤال دا”أنا ايه اللي خلاني ارد الرد دا!؟” “ايه اللي خلاني اتصرف كده!؟” دلوقتي بقى عندك الإجابة، وتقدر تغيرها بالمواظبة على التدريبات البسيطة دي لحد ما توصل لتركيز وتنبيه ذهنك في اعقد الأمور والأفكار، فهو بمثابة منبه لعقلك بيصحيك من غفلتك.
ناخد تدريب كمان بسيط.. التذوق، كام مره أكلت وانت بتتفرج على التليفزيون، أو وانت بتتكلم مع أشخاص آخرين دون أي وعي بطعم وريحة وملمس الأكل في ايدك أو فمك؟! دلوقتي دا وقت انك تبدأ تركز.
سنة ١٩٧٠ البروفيسور “John Zinn” كان عامل التدريب دا ضمن الورشة اللي اتكلمنا عنها المقال اللي فات، تذوق حبات العنب؛ خد حبة عنب تخيل انك اول مرة تشوفها بص كويس على شكلها، لونها،ريحتها، الضوء اللي عليها، تخيل طعمها.. لاحظ أفكارك تجاهها.. وبعدين حطها في فمك ببطء، ابدأ ركز على رد فعل حاسة التذوق بتاعتك تجاهها، لعابك، وكيفية مضغك ليها، ركز كل ذهنك على التذوق، ثم البلع وحاول تحس بيها حتى تصل للبلعوم ثم المريء ثم المعدة.. واكتب ملاحظاتك وأفكارك بعد التمرين دا. حاسس ايه؟!
ملحوظة؛ لو مفيش عنب تقدر تعمل دا في أي حاجه بتاكلها.
تدريب أعمق شوية أو شويتين.. ال”pause” الوقت المستقطع، خدلك كل يوم وقت مستقطع، ودا على فكرة ممكن جداً يكون وقت الصلاة.
الوقت دا هتركز على نفَسك، حركة جسمك،كلماتك، أفكارك ومشاعرك.. هتوقف كل شيء بتعمله لإدراك انت فين؟! وإيه اللي بيحصل؟! اتنفس بوعي.. اتحرك بوعي.
وبالتدريبات ديه هنوصل لفكرة اننا بنقدر نركز على اللي بنختاره، وبقينا في اللحظة الحالية”الآن وهنا” مش في المستقبل ولا الماضي، قدرنا منحكمش لا قولنا حلو ولا وحش ولو لثواني معدوده”ودا بيزيد مع الوقت” فنبدأ نوصل للهدف العظيم من تدريبات تنبيه الذهن” قبول نفسي والآخرين”.
مهم اوي تفتكر ان الموضوع مش بالسهولة ولا البساطة دي وانك كتير هتلاقي أفكار بتهاجمك اثناء التمرين وتشتت، ودا طبيعي لأن زي ما قولنا اننا عايشين على “auto pilot” وإعادة برمجة العقل بتحتاج وقت ومجهود بس الأكيد انه يستاهل.
دمتم في وعي.
رابط المقال الجزء الأول: ازاي تخلي حواسك حاضرة وقوية