رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في زيارة لطهران لمناقشة القضايا العالقة حول ملفها النووي
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: أحمد علي
وصل بالأمس رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، للعاصمة الإيرانية طهران للبدء في محادثات جادة بشأن الملف النووي الإيراني.
وخلال الزيارة التقى جروسي، اليوم، بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي علي، كما أجرى محادثات مع عدداً من المسؤولين المحليين.
وأكد جروسي في مؤتمر صحفي مشترك مع إسلامي على ضرورة حل القضايا الخلافية مع إيران، مشدداً على أن تكون لدى طهران شفافية واضحة في تعاونها مع الوكالة.
وأشاد بالتعاون الذي لمسه في سلسة اللقاءات التي أجراها من بداية الزيارة.
وجاء رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران بطلب محدد وهو إجراء مباحثات جادة “لحسم القضايا العالقة”.
وجدير بالذكر أن تلك الزيارة تأتي في الوقت الذى وصلت فيه مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن المعروف رسميًا بخطة العمل الشاملة المشتركة إلى طريق مسدود، وهو الاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018.
وبدأت مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق في عام 2021، لكنها متوقّفة منذ العام الماضي.
وكانت القيود المنصوص عليها في الاتفاق، بما في ذلك عتبة التخصيب البالغة 3,67%، تهدف إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي.
وخلال المؤتمر الصحفي أجاب جروسي على عدداً من الأسئلة التي تتعلق بقضايا الهجمات العسكرية على المنشئات النووية الإيرانية وعدم قيام الوكالة الدولية بتفتيش المنشئات الإسرائيلية.
وعند سؤاله عن عدم حصول الوكالة على إجابة بشأن ثلاث منشئات نووية سرية في إيران، أجاب: “يجب العمل والتفاوض.. زملائي يتفاوضون مع الإيرانيين، لكن القضية صعبة”.
ومع إعادة طرح السؤال الخاص بثلاثة مواقع نووية إيرانية غير معلنة، قال: “نحن نعمل بجد وزملاؤنا أيضًا”.
من جانبه، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، إن هناك من يسعى لتوتير العلاقة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفاً: “نؤكد على استمرار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتزامها بمعاهدة الضمانات”.
وأشار إسلامي إلى أن “تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوضح أن إيران لم تقم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 84%”.
من جانبه، قلل عضو لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، محمود عباس زاده مشكيني، من أهمية زيارة جروسي لطهران، مؤكدًا أن هذه الزيارة لن تنفع إيران بشيء، بحسب وكالة أنباء إيرانية
وأضاف مشكيني أن ملف الاتفاق النووي قد أغلق بعد خروج الرئيس السابق حسن روحاني من السلطة ومع مجيء حكومة إبراهيم رئيسي إلى سدة الحكم، لذا لا أتصور أن زيارة جروسي ستنفعنا بشيء، وأعتقد أنها لن تحمل النتائج المرجوة”.
وأضاف: “التجربة السابقة تؤكد أن جروسي يقلب الحقائق بعد كل زيارة يقوم بها لطهران ويبدأ بممارسة الضغوط علينا، فهو لا يعمل وفق وظائفه الفنية التقنية التي تقع على عاتقه بل يتبنى نهج الغرب ويعمل لصالحه وكأنه يؤدي مهمة سياسية خاصة، وكان على السلطات عدم السماح له بإجراء الزيارة لفترة من الزمن”.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد أكدت رسميًا في وقت سابق تسجيل نقاء اليورانيوم المخصب بنسبة 83.7٪ في المنشئات النووية الإيرانية لأول مرة.
وهذا المستوى من التخصيب أقل بقليل من تركيز 90% المطلوب لإنتاج سلاح نووي.
تلك المحادثات يهدف من خلالها جروسي تأمين مزيد من الوصول إلى موقع فوردو ومزيد من عمليات التفتيش، بعد اكتشاف جزيئات يورانيوم مخصّبة بمستوى أقل بقليل من نسبة 90% الضرورية لإنتاج قنبلة نووية.
وبحسب تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن الوكالة اكتشفت جزئيات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 83,7%، أي أقل بقليل من 90% اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية، في مصنع فوردو الواقع تحت الأرض على مسافة مئة كيلومتر جنوب العاصمة طهران.
وبرّرت إيران التي تنفي رغبتها في حيازة سلاح نووي، الأمر بالإشارة إلى “تقلّبات لا إرادية” أثناء عملية التخصيب، مؤكدة في الوقت ذاته “عدم قيامها بأي محاولة للتخصيب بما يتجاوز 60%.
جاء هذا الاكتشاف بعدما عدّلت إيران طريقة الوصل بين مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، دون إخطار الوكالة الذرية.