من ٣٠٠ مليون سنة تقريبًا كانت الأرض كلها عبارة عن قارّة واحدة فقط، مجرد كتلة واحدة وكانت تسمى (بانجايا) كلمة يونانية قديمة بمعنى (كل الأرض)، وكانت (بانجايا) مُحاطة بمُحيط واحد هائل اسمه (بانثلاسّا) أي (كل المياه).
ومن هذا المسمى أطلق (ثلاسوفوبيا) أي (الخوف من المُحيط/البحر)، المُحيط الكبير هو أصل المحيطات الحالية، وفي هذه الفترة كانت أغلب يابسة الأرض متمركزة في النصف الجنوبي منها.
قبل ما تبدأ القارات في الإنفصال والتباعُد عن بعض من حوالي ٢٠٠ مليون سنة، ماذا حدث ليصل العالم الى الشكل الحالي الموجود في الخرائط؟.
تتكون الأرض من ٤ طبقات، وهم بالترتيب الـ Crust أو (القشرة الأرضية)، وهذه الطبقة التي نعيش عليها وفي منها نوعين نوع (مُحيطي) تحت المُحيطات ونوع (قاري) تحت اليابسة.
تحتهم الطبقة التانية وتُسمى الـ Mantle أو (الوشاح) وبتمثل حوالي ٨٤% من إجمالي حجم الكرة الأرضية، بسُمك الـ ٣٠٠٠ كم تقريبا، مقسومة لطبقتين فرعيتين تحت بعض، الأولى (وشاح علوي) والثانية (وشاح سُفلي).
ثم تليهم الطبقة الثالثة وهي مقسومة لطبقتين رئيسيتين الأولى تُسمى Outer Core (لُب الأرض الخارجي) والثانية الـ Inner Core أو (لُب الأرض الداخلي).
القشرة الأرضية
من اسمها نتخيّلها مثل قشرة البيضة المسلوقة، طبقة رفيعة جدًا وباردة مُقارنةً بالطبقات التي تليها ولهذا السبب في إمكانية للحياة عليها، وسُمكها متفاوت على حسب الموقع، على اليابسة بتصل حتّى ٦٠ كم عُمقًا، بينما تحت المُحيطات مُمكن يصل سُمكها حتى ٥ كيلومتر.
تحت القشرة الأرضية طبقة النص العلوي (الوشاح العلوي) وهي مقسمة لجزئين، الجزء الأقرب للقشرة عبارة عن (غلاف صخري) يشبه (القشرة الأرضية) ويسمى Lithosphere ومُرتكز على الجزء الثاني والذي بيُطلق عليه Asthenosphere أو (الغُلاف المائع) أو (الغُلاف الموري) درجة حرارته بتكون أعلى من الجزء الاول بتصل إلى درجة إنصهار الصخور نفسها، فبالتالي حالة هذا الجزء بتكون شبه سائلة أو غير صلبة زيّ طبيعة الجُزء العلوي.
يمكن تخيّله مثل العجينة بالتالي تُعتبر المنطقة دي هي الأضعف بعُمق قد يصل إلى ٢٠٠ كيلومتر، وفي بعض الأحيان حتى ٤٠٠ كيلومتر.
الغلاف الصخري تحت القشرة الأرضية منقسم إلى ٧ أقسام كبرى و١٢ قسم اصغر، وكل قسم بيُطلق عليه (لوح) أو (صفيحة) فيما يعرف باسم (الصفائح/الألواح التكتونية) أو Tectonic Plates.
الصفائح التكتونية
الصفائح التكتونية تعوم على الطبقة شبه السائلة دي اللّي اسمها (الغلاف الموري)، وبالتالي يتحركوا مع حركة السائل من تحتهم.
هل حركة الصفائح التكتونية سريعة؟ هل نقدر نشعر بيها؟
الإجابة.. لا، حركتها شديدة البطيء، لدرجة إن الألواح أو الصفائح تتحرك بمُعدّل متوسط ٢ إلى ٣ سم وحتى ١٠ سم في السنة.
متى تتحرك هذه الصفائح؟
الحرارة العالية جدًا تحت فالصخور تؤدي الى انصهار المعادن، وبالتالي كثافتها تقل وتطفو لأعلى وينزل مكانها الصخور والمعادن الصلبة.
هذه الحركة تؤدي الى تيار شبه تيار الميّاه اسمه (تيارات حمل) وهذه التيارات بتحّرك السائل وبالتالي بتحرّك الصفائح الطافية عليه.
وبالرغم من إننّا لا نشعر بحركة السائل ولا الحركة الطبيعية للألواح التكتونية، الا اننا أحيانًا بنقدر نعرف إنّهم إتحرّكوا؟
لان حركتهم هي اللّي بتسبب الزلازل وخاصةً المُدمرة منها، يعني كل البلاد والمُدن اللّي بتُقع فوق نقاط إلتقاء الصفائح التكتونية هي.. الأكثر عُرضة للزلازل والبراكين عند تحرك الألواح التكتونية.
وتسمى الصفائح السبع الرئيسية وفقا لموقعهم:
الصفيحة الإفريقية.
الصفيحة القطبية الجنوبية.
الصفيحة الأوراسية.
الصفيحة الهندو-أُسترالية.
الصفيحة الأمريكية الشمالية.
صفيحة المُحيط الهادي.
الصفيحة الأمريكية الجنوبية.
تحمل هذا الصفائح الكوكب بكل قاراته، وهذه الصفائح لا تتحرّك عشوائيًا، تتحرّك في ٣ أنواع رئيسية من الحركة:
الأولى حركة (مُتقاربة) أو Convergent وتحدث عندما تقترب صفيحتين مُتجاورتين من بعضهما.
اذا كانت واحدة مُحيطية والأخرى قارية، المُحيطية تنزل تحت القارية عشان كثافتها النوعية أعلى وتصل الى طبقة (الوشاح) المُنصهرة، فتنصهر.. ويحدث مكانها على السطح هبوط أو أخدود ومثال عليها أخدود (بيرو – شيلي) في أمريكا الجنوبية.
واذا كانت الصفيحتين مثل بعض، مُحيطيتين الصفيحة ذات الكثافة الأعلى تنزل تحت اللّي ذات الكثافة الأقل، وتحدث (صدع) مثل (صدع سان أندرياس) في فيلم يحمل نفس الاسم.
اما اذا كانت الصفيحتين قاريتين نجد إن الإثنين بيخطبوا في بعض وواحدة تنزل تحت التانية وترفعها لفوق والجُزء اللّي بيرتفع دا بيرفع كل اللّي فوقيه، وهذا النوع من الحركة بيكوّن الجبال والتلال والهضاب وكل التضاريس المرتفعة.
وبسبب هذه الحركة تكوّنت أغلب الجبال المعروفة مثل (الهيمالايا) و(الأورال) و(الإنديز) وغيرهم، واذا رفعت هذه الحركة أجزاء مُنصهرة الى الأعلى تتكون البراكين وتخرج الصهارة من فتحات التنفيس للتخفيف من الضغط العظيم اللّي تحت، وهي ما يطلق عليه فوهات البراكين، مثل براكين (اليابان) و(إندونيسيا) و(هاواي).
الحركة الثانية اسمها حركة (مُتباعدة) أو Divergent ومن اسمها نستنتج انها تحدث عند تباعد صفيحتين عن بعض وفي الغالب بتكون عند الصفائح المُحيطية والأماكن الفاصلة بين القارات وعند حدوث هذه الحركة يتكّون فراغ فيما بينهم، كل اللّي فوق ينزل وبالتالي تتكوّن أحواض مُحيطية مليئة بالميّاه.. وهذا ما يفسر وجود خندق (ماريانا) الشهير في المُحيط الهادي، أعمق منطقة معروفة لنا على سطح الكوكب بعُمق حوالي ١١ كيلومتر تحت سطح الميّاه.
وحدث هذا عندما تتباعد الصفيحتين تحت المُحيط الهادي وحصل هبوط فيما بينهما على مدار ملايين السنين، مثل (الأخدود العظيم) في الولايات المُتحدة، والأشهر بالنسبة لنا هو (بحر القلزم) سابقًا أو (البحر الأحمر) حاليًا الذي تكّون بنفس الطريقة من ملايين السنين، وفي يوم ستنفصل إفريقيا تمامًا عن آسيا.
أي أخدود عميق بين قارتين تكّون من ملايين السنين من حركة (تباعدية) بين صفيحتين تكتونيتين تباعدوا عن بعض والأرض هبطت فيما بينهم وامتلئ الفراغ بينهم بالمياه من (المُحيط الهندي) والفراغ يتسّع شيئا فشيئا.
الحركة تحدث في ملايين السنين، لدرجة إن هناك رأي يقول إن شبه الجزيرة العربية كانت أساسا جُزء من إفريقيا وصدع (البحر الأحمر) هو اللّي فرقهم عن بعض من ملايين السنين.
(إفريقيا)، القارة السمراء فيها صدع أو (شق) أو (خندق) إلى الشرق، والصدع تكّون من بداية العصر (الميوسيني) للأرض، تقريبا من حوالي ٢٢ إلى ٢٥ مليون سنة نتيجة (حركة تباعدية) للصفائح التكتونية.