بيونج يانج تهدد بالرد على مناورات واشنطن وسول
كتبت: نهال مجدي
هددت كوريا الشمالية، برد “متواصل وقوي بشكل غير مسبوق”، في وقت تستعد فيه كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لإجراء مناورات عسكرية سنوية، كجزء من الجهود المبذولة لردع التهديدات النووية والصاروخية المتزايدة لبيونج يانج.
واتهمت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية الولايات المتحدة بإذكاء التوتر واستخدام مجلس الأمن الدولي “كأداة لسياسة عدائية غير مشروعة” للضغط على بيونج يانج.
وقالت الوزارة في بيان إن كوريا الشمالية “امتنعت عن أي عمل عسكري خاص” هذا العام باستثناء الأنشطة العادية، لكن التدريبات المقررة للبلدين الحليفين ستخلق “دوامة خطيرة من التوتر المتصاعد”.
وأضافت الوزارة، “وإذا كان خيار الولايات المتحدة هو إظهار قوتها ومواجهة كل شيء بالقوة، فإن الأمر نفسه ينطبق على خيارات جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية”.
وحذر البيان من أنه “في حال تنفيذ الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لخطة التدريبات العسكرية المعلنة بالفعل والتي تعتبرها كوريا الديمقراطية استعدادات لشن حرب عدوانية، فإنهما ستواجهان ردود فعل قوية ومستمرة بشكل غير مسبوق”.
كما حذرت الوزارة من أنه إذا استمر “تضليل” مجلس الأمن من قبل واشنطن، فإن كوريا الشمالية ستعيد النظر في إجراءات إضافية تتجاوز الأنشطة العسكرية العادية، دون الخوض في التفاصيل.
جاء البيان بعد أقل من ساعتين من إعلان كوريا الجنوبية عن تدريبات محاكاة مشتركة الأسبوع المقبل وتدريبات عادية في الربيع الشهر المقبل.
ومن جانبها قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان إن المناورة تهدف إلى التركيز على اجراءات مواجهة التهديدات النووية الكورية الشمالية ومناقشة كيفية تعزيز الردع الأميركي الموسع، أي قدرة أميركا على استخدام قدراتها الكاملة، بما في ذلك النووية، لردع الهجمات على حلفائها.
وجدير بالذكر أن المخاوف بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية تزايدن في كوريا الجنوبية بعد أن أجرت كوريا الشمالية عددا قياسيا من التجارب الصاروخية في عام 2022 واعتمدت قانونا يصرح بالاستخدام الاستباقي للأسلحة النووية.
العديد من الصواريخ التي تم اختبارها كانت أسلحة ذات قدرات نووية تضع كوريا الجنوبية في مجالها.
وفي سياق متصل، أعادت سول استخدامها لتعبير “العدو” لوصف بيونج يانج بتقريرها الدفاعي الدوري الجديد بعد امتناع 6 سنوات عن استخدامه.
ونقلت وكالة يونهاب للأنباء عن مسؤولين قولهم إن وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أشارت إلى النظام والجيش في الجارة الشمالية على أنهما “عدو”.
في المقابل، وصفت الوزارة في التقرير الدوري “الكتاب الأبيض” اليابان بأنها جارة قريبة تماشيا مع تحرك سول لتحسين العلاقات الأمنية الثنائية، وقدمت تقييما جديدا لمخزون بيونج يانج المتزايد من البلوتونيوم، المادة الانشطارية المستخدمة في صنع قنابل نووية.
ويعد التقرير السياسي الذي يصدر كل سنتين، الأول من نوعه في ظل إدارة الرئيس يون سيوك-يول التي تسلمت مهامها في مايو العام الماضي، مع التعهد بالرد الصارم على الاستفزازات الكورية الشمالية وتحقيق السلام من خلال القوة.
وجدير بالذكر انه تمت الإشارة إلى الجيش الكوري الشمالي لأول مرة على أنه “عدو” في الكتاب الأبيض في عام 1995، بعد أن هدد مسؤول كوري شمالي بتحويل سول إلى بحر من النيران في عام 1994.
وفي نسخة عام 2004، تم استبدال تعبير “العدو” بـ تهديد عسكري مباشر” وسط مزاج تصالحي بين الكوريتين.
وإعيد استخدام تعبير “عدو” في مارس 2010 عندما نسفت كوريا الشمالية سفينة حربية كورية جنوبية، ما أسفر عن مقتل 46 بحارا، وشنت هجوما مدفعيا على جزيرة حدودية، أشهرا بعد ذلك، ما أدى إلى مقتل جنديين ومدنيين، وبقي التعبير حتى نسبة عام 2016.
لكن تسمية العدو اختفت في التقارير السنوية الرسمية التي نشرتها إدارة مون جيه-إن الليبرالية آنذاك في 2018 و2020 وسط سعيها للمصالحة عبر الحدود.