سوريا وتركيا تعاني من آثار زلازل مدمرة أودت بحياة 1300 قتيل حتى الآن
كتبت: نهال مجدي
تم تسجيل هزة أرضية جديدة، اليوم ، بقوة 7.8 درجات في وسط تركيا، شعر بها سكان دمشق وبيروت وبغداد، بحسب خدمة الجيوفيزيائية الموحدة التابعة لأكاديمية العلوم الروسية.
وكان مركز الزلزال الثاني، والذي تم تصنيفه على أنه مدمر، على بعد 10 كيلومترات جنوب مدينة البستان بإقليم كهرمان مرعش.
وشعر بتلك الهزات الأرضية عدد من الدول المجاورة لتركيا، مثل لبنان والأردن ومصر، في حين تأثرت سوريا بشدة وسقط فيها مئات القتلى، حسب تقديرات أولية.
وقدر المركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل قوة الزلزال الجديد بـ 7.7 درجات، كما قدرها المسح الجيولوجي الأمريكي بـ 7.5 درجات.
من جهتها، حذرت الطوارئ التركية من وجود نشاط زلزالي خطير في المنطقة (قهرمان مرعش)، مع استمرار الهزات الارتدادية لتصل قوتها إلى 6.5 – 6.7.
وحتى الأن وصلت حصيلة ضحايا الزلزال في جنوب تركيا وسوريا المجاورة لتتخطى 1300 شخص، بحسب واشنطن بوست الأمريكية.
وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إصابة 5385 شخص في الزلزال الأشد الذي يضرب تركيا منذ عقود.
هذا وأكد وزير العدل التركي، بمؤتمر صحفي ان السلطات تقدم كل المعلومات والمستجدات بشفافية عن الكارثة، وأن هناك تصدعات في كثير من المباني ونعمل على إجلاء سكانها.
ومن جانبه وقال وزير الداخليّة التركي سليمان “إن جميع فرقنا في حالة تأهب، وأصدرنا إنذارًا من المستوى الرابع. هذا نداء من أجل تقديم مساعدة دوليّة”.
وبالفعل أرسل الاتحاد الأوروبي فرق إنقاذ إلى تركيا من هولندا ورومانيا، بحسب ما أعلن المفوض الأوروبي المكلف إدارة الأزمات يانيش لينارسيتش.
وأوضح متحدث باسم المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدة تأتي بناء على طلب من تركيا.
كما عرضت كلا من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا وبولندا وإسبانيا وفنلندا مساعدة السكان في المناطق المنكوبة فضلا.
وغرد المستشار الألماني أولاف شولتس قائلا “نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة.. سترسل ألمانيا المساعدة بالتأكيد”.
وبدوره قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا “مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان” في تركيا وسوريا بعد الزلزال العنيف الذي أودى بالمئات في البلدين.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لنظيريه التركي رجب طيب إردوغان، والسوري بشار الأسد، استعداد روسيا للمساعدة في مواجهة تداعياته، كما أعرب، في برقية، عن تعازيه إلى نظيره السوري، مؤكداً استعداد روسيا لتقديم المساعدة لمواجهة تداعيات الكارثة، التي تسببت في مقتل وإصابة المئات، بالإضافة إلى خسائر مادية كبيرة.
وقال وزير الطوارئ الروسي ألكسندر كورينكوف: «إن وزارة الطوارئ الروسية مستعدّة دائماً لمدّ يد العون للدول الصديقة في المِحن»، لافتاً إلى إصداره أمراً لـ100 منقذ متخصص من فرقة الإنقاذ الجوي، التابعة لوزارة الطوارئ، بالاستعداد للمشاركة في المساعدة وعمليات الإنقاذ.
كما أبدت منظمة الصحة العالمية قلقها بشأن مناطق في تركيا لم تصلها منها أنباء بعد الزلزال المميت الذي ضرب البلاد.
وقال متحدث باسم المنظمة: “السلطات الوطنية ستصب تركيزها على البحث والإنقاذ في الوقت الحالي”.
وفي وقت سابق، ضرب زلزال مدمر بقوة 7.4 درجات، مناطق جنوب تركيا وشمال ووسط سوريا، كما طال مناطق شمال وشرق لبنان وعمت ارتداداته منطقة شرق المتوسط مخلفا حتى الآن مئات الضحايا ودمارا كبيرا.
هذا وأكدت السلطات التركية على مصرع 912 شخصا وإصابة 5 آلاف و385، في حصيلة غير نهائية.
وتُعدّ هذه الهزّة الأكبر في تركيا منذ زلزال 17 أغسطس 1999 الذي اسفر عن مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف بمدينة إسطنبول وحدها.
وأواخر نوفمبر الماضي ضرب زلزال بقوة 6.1 درجة شمال غربي تركيا موقعاً نحو 50 جريحاً، ومتسبباً في أضرار محدودة، وفق أجهزة الإسعاف التركية.
وفي يناير 2020 ضرب زلزال بقوة 6.7 درجة منطقة إلازيغ، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً.
وفي العام نفسه، ضرب زلزال بقوة 7 درجات بحر إيجه، مما أسفر عن مقتل 114 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين بجروح.
وعلي الجانب السوري أعلنت السلطات إيقاف العمل في مصفاة بانياس النفطية لمدة 48 ساعة لمعالجة أضرار لحقت بها تسبب في تسرب نفطي جراء الزلزال الذي ضرب البلاد.
هذا وترأس الرئيس السوري بشار الأسد، اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء لبحث تداعيات الزلزال الذي ضرب البلاد، متسبباً بسقوط مئات الضحايا وعدد كبير من الإصابات وانهيار وتصدع العشرات من الأبنية السكنية.
وأفاد بيان عن الرئاسة السورية بتقييم الوضع الأولي الراهن عقب الزلزال الكبير وتحديد المحافظات والمواقع الأكثر تضرراً والتي تركزت بشكل أكبر في محافظات حلب وحماة واللاذقية.
وبناء على الواقع الراهن تم وضع خطة تحرك طارئة على المستوى الوطني تقودها غرفة عمليات مركزية تعمل على مدار الساعة بالإضافة الى فرق ميدانية على الأرض.
ووفق ما أعلنت وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة، قتل أكثر من 780 شخصاً وأصيب 2280 بجروح في أنحاء سوريا جراء الزلزال الذي ضربها فجراً ومركزه تركيا، في حصيلة جديدة غير نهائية.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أسقطت مبانٍ بشكل كامل وجزئي في 58 قرية وبلدة ومدينة في سورية غالبيتها ضمن مناطق شمال غرب سوريا، منها اللاذقية وحماة وحلب ضمن مناطق نفوذ النظام ومارع والباب وإعزاز وجنديرس، وسرمدا ومعرة مصرين ودركوش وحارم وعزمارين وزردنا وسلقين ورام حمدان وجسر الشغور، كما تسبب بأضرار في عموم مناطق شمال غرب سوريا.
وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجهات الدولية بالتدخل الفوري لإنقاذ المصابين والوقوف على الكارثة الإنسانية، في ظل ضعف فرق الإنقاذ السورية.
وأضاف أن نحو 2000 مفقود ومصاب في المناطق المتضررة بشمال غرب سوريا.
وقالت «الخوذ البيضاء»، وهي خدمة إنقاذ تأسست في الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة لمعالجة المصابين من القصف، إن 147 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في شمال غربي سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة. فيما قدَّر المسؤولون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة عدد الضحايا بأكثر من 300 قتيل وما يزيد على ألف جريح.
كما حشدت وزارة الدفاع جميع وحداتها وتشكيلاتها ومؤسساتها في جميع محافظات البلاد لتقديم المساعدة الفورية للسكان المتضررين من الزلزال، والبحث عن الأشخاص تحت الأنقاض وإزالة عواقب الدمار.