بعد تفجيرات مطار كابول هل انقلب السحر على الساحر؟
كتب: محمد محمود عيسى
يخطئ من يظن أنه يمكن ترويض الشياطين، ويخطئ أيضا من يثق بوعود الأفاعي، فما بُني على باطل فهو باطل. منذ دخول طالبان إلى أفغانستان في مشهد أكثره زيف وبهتان وقليل منه ادعاءات كاذبة بالحفاظ على حياة المدنيين، وإعطاء المرأة حقوقها، وعدم القيام بعلميات إرهابية قذرة ضد أمريكا، وبريطانيا، واوربا، ومع مشهد تعلق الأفغان بعجلات الطائرة، وسقوطهم منها عقب إقلاعها في الهواء سقطت معهم كل الاتفاقيات، والوعود بالأمان، والاستقرار، والتي ترجمها ذلك الرعب، والخوف والفزع الذى بدا واضحًا عليهم، وكل منهم يبحث له عن مخرج من ذلك المستقبل المجهول الذي ينتظرهم في بلادهم.ومع دخول طالبان إلى أفغانستان دون مقاومة تُذكر وبعد الفرار المشبوه لرئيسها “أشرف غني” أخذت تتساقط خيوط المؤامرة خيطًا تلو الٱخر، خاصةً بعد أن صارت أفغانستان ساحة حاضنة لطالبان ومن سيأتي بعدهم ليكملوا جميعًا مؤامرة الشياطين، وتهديد المصالح، وعقد الصفقات، ومع هذا المشهد المتشابك، والمعقد كانت هناك عيون ترصد وتراقب، وتحلل، وترسم تقديرات الموقف على الأرض، وتضع الخطط البديلة للرد على رسالة معسكر الأمريكان ومن معهم في رسم مخطط طالبان، وأفغانستان فيما يمكن وصفه بعملية الخناجر الطائرة وخرجت علينا لصور من قصور أفغانستان، وقادة طالبان وهم يجلسون على مقاعد الحكم، ويقيمون ولائم الطعام والشراب فيما يشبه رسالة أخرى باطنية توحي باستقرار الأوضاع، وتمكن طالبان من تقاليد الحكم في أفغانستان، ولم تكن هذه الرسائل الكثيرة، والمتعاقبة من معسكر طالبان أفغانستان تمر مرور الكرام عند من يراقبون، ويحللون مفردات المشهد بدقة متناهية، ولم يطل الوقت حتى تمت عملية مطار كابول، التي راح ضحيتها العشرات من المصابين وثلاثة عشر جنديًا من قوات المارينز الأمريكية في رسالة قوية ومدوية ممن يتشاركون الساحة الدولية، وأزعجتهم عملية نقل مركز من مراكز الإرهاب الخطرة بجانب حدودهم، وبالقرب منهم، وخافوا على تهديد مصالحهم الاقتصادية والأمنية والعسكرية، وتغيير معادلات القوة على الأرض, وكعادة الأمريكان حينما يفتحون بابًا من أبواب النار لا تلبث الريح إلا أن تهب منعكسةً عليهم حاملةً النار، واللهب، والقتل , وبحكم تصارع المصالح من أجل تأكيد النفوذ، والقوة، وفي سياق الرد على رسائل معسكر طالبان أفغانستان ومن يقف ورائهم كانت رسائل (الرج) واضحة قوية مدوية مزعجة استغلت الإطراف الأخرى ساحة الإرهاب في أفغانستان، التي تبدو للعيان أنها قوية وفي حقيقة الأمر أنها رخوة ضعيفة يسهل اختراقها،وعقد الصفقات المضادة معها لتثبت للرعاة الحقيقيين لطالبان أنهم ليسوا وحدهم من يمتلكون زمام الأمور في هذه المنطقة وأنهم ليسوا وحدهم من يملكون نقل ساحات الإرهاب من مكان إلى مكان، وأن الدفاع عن المصالح، والنفوذ من الأطراف الأخرى يستدعي الرد السريع الحاسم، وبنفس السلاح حتى ينتبه الجميع، ويتراجعون بعض الشيء عن مخططاتهم، أو يعيدون تقييم الأمور وتغيير خططهم تجاه المنطقة، والدول المحيطة والقريبة. ولكن هل وصلت رسائل عملية مطار كابول إلى المعنيين بها أم أن الأيام القادمة ستحمل رسائل أخرى أشد قسوة