موسكو تستعد لهجوم بري بأوكرانيا.. وواشنطن ترسل بطاريات باتريوت لكييف
كتبت: نهال مجدي
حذرت كييف من الخطط الروسية لشن هجوم بري واسع النطاق مطلع العام المقبل، فيما أكد الرئيس فلاديمير زيلينسكي ومسؤولون آخرون على ضرورة توخي الحذر، حيث ان هذا الهجوم من الممكن أن يطال منطقة دونباس الشرقية أو الجنوب أو حتى العاصمة كييف، بحسب مسؤولين عسكريين بارزين في أوكرانيا.
ومن جانبه أكد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي رزنيكوف إن الأدلة تتزايد بشأن تخطيط روسيا، لشن هجوم جديد واسع النطاق، كما توقع وتكهن بأن يبدأ الهجوم مطلع فبراير المقبل، بعد انتهاء تدريبات عشرات الآلاف من الأشخاص جندتهم روسيا في أكتوبر الماضي لمساندتها في حرب أوكرانيا، بحسب جريدة الجارديان البريطانة.
وأضاف رزنيكوف أن “الجزء الثاني من التعبئة يشمل 150 ألف شخص تقريبا… يحتاجون ما لا يقل عن ثلاثة أشهر للتحضير. هذا يعني أنهم يحاولون بدء الموجة التالية من الهجوم على الأرجح في فبراير، مثل العام الماضي. هذه خطتهم”.
كما أوردت مجلة الإيكونوميست الأمريكية، أن الهجوم الروسي الجديد يمكن أن يحدث في وقت قريب مثل يناير، لكن المرجح أن يبدأ في فصل الربيع.
وقال الجنرال فاليري زالوجني، قائد القوات المسلحة الأوكرانية، إن “الروس يحضرون نحو 200 ألف جندي من القوات الجديدة. ليس لدي شك بأنهم سيحاولون مرة أخرى نحو كييف”.
وأضاف أن “مهمة أوكرانيا الاستراتيجية… هي إنشاء احتياطات والاستعداد للحرب، التي قد تبدأ في فبراير أو في مارس أو في أسوأ الحال مع نهاية يناير ، وقد لا يبدأ الهجوم في دونباس، بل باتجاه كييف … ولا أستبعد الاتجاه الجنوبي كذلك”.
ورفضت كلا من موسكو وكييف هدنة قبل فترة عيد الميلاد، ولا توجد محادثات تهدف لإنهاء الصراع.
ويقول محللون عسكريون إن مأزق الشتاء قد يبدأ، حتى في ظل استمرار القتال العنيف، لا سيما في منطقة دونيتسك حيث تضغط القوات الروسية للسيطرة على بلدة باخموت.
وعلى جانب أخر وبعد أن كانت وزارة الدفاع الأمريكية تقدم للجنود الأوكرانيين برامج تدريبية مكثفة وتقتصر على تدريبهم على الأسلحة الجديدة التي تمدهم بها باتت استراتيجيتها تعتمد على برامج تدريب أكبر لمنحهم مهارات أوسع.
كمت أعلن البنتاجون أنه يعتزم إطلاق الجديد برنامجا يستهدف تدريب عدد أكبر من الجنود الأوكرانيين وتزويدهم بمهارات أوسع مع بداية العام استعدادا للهجوم الروسي المرتقب.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال بات رايدر إنه في حين يقتصر تدريب الجنود الأوكرانيين على الأسلحة التي تمنحها واشنطن لكييف، إلا أن الولايات المتحدة ستنظّم الآن مناورات مشتركة لتعليمهم كيفية تنسيق مناورات قوات المشاة مع دعم المدفعية.
وميدانياً حسنت أوكرانيا بشكل واضح دفاعاتها الجوية ضد الصواريخ الروسية، بدعم غربي، لكنها تدعو إلى الحصول على أسلحة أكثر تقدما.
كما وافق قادة الاتحاد الأوروبي على تقديم 18 مليار دولار، كتمويل لأوكرانيا العام القادم، وعلى فرض حزمة عقوبات جديدة على موسكو.
كما أعلن الجيش الأمريكي عن توسيع تدريبات عناصر من الجيش الأوكراني في ألمانيا.
وفي تطور جديد حذرت الخارجية الروسية ، في بيان ، من عواقب إرسال واشنطن لصواريخ باتريوت لمساعدة أوكرانيا، مؤكدة أنها سيكون “تحركا استفزازيا”.
وأضاف البيان انه إذا أكدت الولايات المتحدة التقارير التي تفيد بأنها تخطط لتسليم صواريخ دفاع جوي متطورة إلى أوكرانيا، فسيكون ذلك “تحركا استفزازيا آخر”، وقد يؤدي إلى رد من موسكو.
ولطالما كانت أنظمة صواريخ باتريوت درعا هاما للولايات المتحدة وحلفائها في المناطق المتنازع عليها كما يخشى حلفاؤها في أوروبا والشرق الأوسط والمحيط الهادئ، من ضربات محتملة من إيران والصومال وكوريا الشمالية.
وجدير بالذكر ان هناك تقارير إعلامية أمريكية أوردت ان الولايات المتحدة تعتزم ارسال بطارية صواريخ باتريوت لأوكرانيا مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لبدء العملية العسكرية الروسية، هو أمر سعى إليه زيلينسكي منذ شهور لتعزيز الدفاعات الجوية لبلاده.
وأكد المسؤولون الأمريكيون الاتفاق ومن المتوقع صدور إعلان رسمي قريبًا.
ويذكر ان بطاريات باتريوت، عبارة عن نظام صاروخي موجه “أرض – جو” تم نشره لأول مرة في الثمانينيات من القرن الماضي، ويمكنه استهداف الطائرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية قصيرة المدى.
وتتكون كل بطارية باتريوت من نظام إطلاق مثبت على شاحنة مع ثمانية قاذفات يمكنها استيعاب ما يصل إلى أربعة صواريخ اعتراضية لكل منها، ورادار أرضي ومحطة تحكم ومولد.
ولدى الجيش الأمريكي بطاريات لباتريوت يمكنها تشغيل 50 بطارية بها أكثر من 1200 صاروخ اعتراض.
والعقبة الرئيسية ستكون التدريب، فسيتعين على القوات الأمريكية تدريب القوات الأوكرانية على كيفية استخدام النظام وصيانته.
ويتلقى جنود الجيش المعينون في كتائب باتريوت تدريبًا مكثفًا ليكونوا قادرين على تحديد موقع الهدف بشكل فعال.
ودربت الولايات المتحدة القوات الأوكرانية على أنظمة أسلحة معقدة أخرى، بما في ذلك أنظمة الصواريخ المعروفة باسم هيمارس، في كثير من الحالات، تمكنوا من تقصير فترة التدريب، وإخراج القوات الأوكرانية إلى جبهات القتال في غضون أسابيع.
ويمكن للباتريوت حماية قاعدة عسكرية صغيرة بشكل فعال، ولكن لا يمكنها حماية مدينة كبيرة مثل كييف بشكل كامل لكن يمكنهم فقط توفير تغطية لجزء من المدينة.