المضادات الحيوية.. ناجحة حتى الآن.. ولكن
كتبت: نسرين طارق
تدقيق: أحمد علي
تستخدم المضادات الحيوية للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تغير البكتيريا نفسها استجابة لاستعمال تلك الأدوية.
وتبدأ البكتيريا مقاومة المضادات الحيوية وقد تسبّب للإنسان والحيوان عدوى التهابات يكون علاجها أصعب من تلك التي تسببها نظيرتها غير المقاومة للمضادات.
مقاومة المضادات الحيوية
من أكبر المخاطر التي تواجه الصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية.
يمكن أن تُلحِق مقاومة المضادات الحيوية الضرر بأي شخص بصرف النظر عن السن أو الجنس أو الحالة الصحية.
تحدث مقاومة المضادات الحيوية بشكل طبيعي، ولكن وتيرة عمليتها تتسارع بفعل إساءة استعمالها مع الإنسان والحيوان.
أصبح العالم في حاجة ماسة إلى تغيير طريقة وصف المضادات الحيوية واستعمالها، حتى في حال استحداث أدوية جديدة فإن مقاومة المضادات الحيوية ستظل تمثل تهديداً كبيراً ما لم تغيّر سلوكيات استعمال تلك الأدوية، وكذلك اتخاذ إجراءات تحدّ من انتشار عدوى الالتهابات بفضل التطعيم وغسل اليدين وممارسة الجنس على نحو آمن والاهتمام بنظافة الأغذية.
ارتفعت مقاومة المضادات الحيوية إلى مستويات خطيرة بأنحاء العالم كافة، وظهرت أشكال مقاومة وانتشرت على مستوى العالم وهي تهدد قدرتنا على علاج الأمراض المعدية الشائعة.
ويوجد قائمة متزايدة من عدوى الالتهابات – مثل الالتهاب الرئوي والسل وتسمم الدم والسيلان- التي أصبح علاجها أصعب، بل مستحيل أحياناً، بسبب تدني فاعلية المضادات الحيوية.
وتزداد ظهور مقاومة المضادات الحيوية وانتشارها في الدول التي يسمح فيها بشراء المضادات بدون روشتة طبية.
و أيضاً عدم تطبق مبادئ معيارية في مجال العلاج حيث أن الأطباء غالباً ما يغالون في وصف المضادات الحيوية التي يفرط الجمهور في استعمالها دون الرجوع للطبيب.
أصبحنا على أعتاب عصر ما بعد المضادات الحيوية الذي يمكن أن تصبح فيه عدوى الالتهابات الشائعة والإصابات الطفيفة “قاتلة” نظرًا لانتشار مقاومة المضادات الحيوية.
– الوقاية والمكافحة:
تؤدي إساءة استعمال المضادات الحيوية والإفراط في استعمالها إلى تسريع وتيرة مقاومتها جنباً إلى جنب مع تردي الوقاية من عدوى الالتهابات ومكافحتها، ويمكن اتخاذ خطوات على جميع مستويات المجتمع للحد من تأثير تلك المقاومة وتقييد نطاق انتشارها.
– طرق الوقاية من مقاومة مضادات الحيوية:
عدم استعمال المضادات الحيوية إلا بروشتة طبية.
عدم طلب المضادات الحيوية من الطبيب إذا لم تكن الحالة تستدعي ذلك.
عدم مشاركة المضادات الحيوية المتبقية أو استعمالها مع الغير.
تنظيم وتعزيز استعمال الأدوية الجيدة النوعية والتخلّص منها كما ينبغي.
إتاحة المعلومات عن آثار مقاومة المضادات الحيوية.
الوقاية من عدوى الالتهابات عن طريق ضمان نظافة الأيدي والأدوات والبيئة.
الحرص على عدم وصف المضادات الحيوية وصرفها إلا عند الحاجة إليها.
إبلاغ فرق الترصد بعدوى الالتهابات الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية.
التحدّث إلى المرضى عن كيفية تناول المضادات الحيوية بشكل صحيح وعن مقاومة تلك المضادات ومخاطر إساءة استعمالها.
التحدّث إلى المرضى عن كيفية الوقاية من عدوى الالتهابات (بوسائل من قبيل التطعيم وغسل اليدين وممارسة الجنس على نحو آمن وتغطية الأنف والفم عند العطاس).
الاستثمار في مجال البحث والتطوير فيما يخص المضادات الحيوية واللقاحات وأدوات التشخيص وغيرها من الأدوات الجديدة.
الحرص على عدم استعمال المضادات الحيوية لأغراض تعزيز نمو أو الوقاية من الأمراض.
– نتائج سوء استخدام المضادات الحيوية:
استعمال أدوية أغلى ثمناً في الحالات التي لا تعود فيها المضادات الحيوية من الخط الأول قادرة على علاج عدوى الالتهابات.
البقاء لمدة أطول في المستشفيات للعلاج.
زيادة تكاليف الرعاية الصحية وإثقال كاهل الأسر والمجتمعات بأعباء اقتصادية.
وتتعرض إنجازات الطب الحديث للخطر بفعل مقاومة المضادات الحيوية، وباتت عمليات زرع الأعضاء والعلاج الكيميائي والعمليات الجراحية، مثل عمليات الولادة القيصرية، أكثر خطورة من دون توفير مضادات حيوية فعالة للوقاية من عدوى الالتهابات الناجمة عنها وعلاجها.