الجمهورية الثانية”.. جسر الحقيقة“
كتب – ياسر بهيج
تمر مصر، الآن، بمرحلة من أخطر، وأدق مراحل تاريخها.
مرحلة هوجاء تكاد تعصف بالعالم كله.. تموج بالحرب البيولوجية التي تنال من حياة البشر، والاقتصادات العالمية.
فقد انتكب العالم كله العام الماضي بوباء “كورونا” المُخلّق اللعين الذي نجح بالفعل في أن يدمر كل اقتصادات الدول، سواء الناشئة أو المتقدمة، وأودى بحياة الملايين في شتى أنحاء العالم، والكارثة أنه يتمدد ويتوغل في كل بقاع الأرض، ومن موجة إلى أخري يزداد شراسة، ولم يفلح أحد إلى الآن في إيقافه حتى الدول العظمى كأمريكا وروسيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، وإيطاليا، لم تفلت من قبضته، فغزاها وقتل أبناءها، حتى بات التحدي الراهن لكل الدول.
ومن بعده جاء هذا العام حاملًا لنا غضبة الطبيعة جراء الاحتباس الحراري الناتج عن الانبعاثات الكربونية، حيث ضربت المحيط العالمي بالفيضانات والسيول والحرائق وسببت الكثير من الكوارث والأزمات في الوقت الذي ازدادت فيه أيضًا الاحتجاجات الشعبية والحروب السياسية والنزاعات العرقية، عنفًا في منطقتنا العربية الملتهبة كما يحدث الآن في اليمن ولبنان وتونس وكذلك إقليمنا الإفريقي الممتد في إثيوبيا وإريتريا وإقليم تيجراي.
وإلى جانب هذا كله، لاتتوقف المكائد الإقليمية المتوالية الممثلة في سد الخراب الإثيوبي والمشكلتين الليبية والسودانية، والدسائس الإخوانية المستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الزيف والخراب في نفوس مجتمعنا، وبخاصة أجيالنا الشابة الواعدة، بعيدًا عن واقع بلدنا الحبيب، رغبة في وأد أحلامهم، وإعادته من جديد للقلاقل والتظاهرات التي تنال من وحدته واستقراره وإضعاف الثقة في وطنية القيادة السياسية وقدرتها على إدارة الدفة بنجاح.
وسط كل هذا.. نجحت قيادتنا السياسية بحكومتها ومختلف كوادرها على مدار سنوات في عزل مصر بوعي وحكمة عن ذلك الجحيم العالمي، والتفرغ للبناء والتنمية وإطلاق النهضة بكل أشكالها: عمرانيًّا واقتصاديًّا وصناعيًّا وزراعيًّا وتكنولوجيًّا وصحيًّا وتعليميًّا وثقافيًّا ومجتمعيًّا ورياضيًّا في ربوع البلاد، لتعيد تشكيل خارطة مصر الحديثة من جديد بما يواكب التطور العالمي في جميع المجالات.
وبلا تردد، وبمنتهى الجرأة والوطنية والإخلاص لهذا البلد الذي ظل سنوات طوالًا يئن من الإهمال والتجهيل والفقر، حمل الرئيس عبدالفتاح السيسي على كاهله الأمانة كلها واتخذ خطوات متسارعة على أرض الواقع وحقق إنجازات فعليّة حيّة للناظري، في كل مجال، فشق قناة السويس الجديدة وقام بتحديث القوات المسلحة لحماية أركان الوطن في زمن الفتن وبدأ نهضة شاملة.
أنشأ مجتمعات عمرانية جديدة وشيد جسورًا وحفر أنفاقًا أزالت العشوائية والتكدس السكاني والاختناقات المرورية فسهلت الحياة على المواطنين، وأقام محطات نموذجية لتوليد الطاقة حلّت مشكلة انقطاع الكهرباء للأبد، وأبرم العديد من مشاريع الربط الكهربي مع الدول المجاورة لتصدير الكهرباء، والغاز، وأحيا السياحة من موتها بالمتحف الكبير لحماية آثارنا التاريخية، والمواكب الفرعونية المَلَكية لإبهار العالم بكنوز أجدادنا، وعالج القبح المكاني بثقافة النظافة والجمال والتشجير في جميع الميادين، ليوفر بيئة نظيفة نقية، خالية من التلوث بأنواعه.
كما أطلق سيادته مبادرات صحية قضت على العديد من الأمراض المتوطنة في مجتمعنا، وتعليمية طوّرت أساليب التعلم من التلقين والحفظ إلى الفهم والاستيعاب والتحليل والقياس والاستدلال، فضلًا عن ضخ مشروعات جمة زراعية ومجتمعية، وصناعية أنهت بلا رجعة التردي المعيشي للطبقات وبخاصة الفَلّاح، مثل المليون فدان وحياة كريمة والإسكان الاجتماعي والاستزراع السمكي والتمويل العقاري، فضلًا عن برامج القيادة المتنوعة للشباب، لتأهيل الأجيال الجديدة على الإدارة والتخطيط واتخاذ القرار.
ورفض الرئيس بشجاعته المعهودة دعوات الاستكانة والتقاعس، وبصراحته المعروفة واجه كل أنواع الشكاوى المجتمعية من ضغط برنامج الإصلاح الاقتصادي بالداء والدواء، وواصل تنفيذ كل خطوات البرنامج بدقة محسوبة، فاتخذ قرارات حاسمة كرفع الدعم عن الطاقة والخبز والوقود الذي كان يعرقل تطور الدولة وغيّر قوانين جامدة، واستحداث أخرى جديدة تساير عجلة الزمن، واستغل وفورات رفع الدعم في إقامة مشاريعه حتى غطت النهضة المحروسة بأسرها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها في غضون وقت قياسي سبع سنوات فقط منذ تولى قيادة البلاد.
وعلى الجانب الاقتصادي انتعشت الخزانة العامة بالفائض النقدي من العملات الأجنبية والمشاريع والاستثمارات الجديدة وعاودت البورصة المصرية نشاطها، بما عاد بالإيجاب على كل المجالات، وبدأ المواطن يشعر بتحسن ويسر في معيشته وحياته عامة.
إلى جانب جميع ماسبق، انتهج الرئيس السيسي سياسة متوازنة في التعامل وحل أي نزاعات مع الدول تقوم على التحاور والنقاش والوفاء بالعهود والالتزام بالاتفاقيات والمواثيق الدولية وتبادل المصالح بعيدًا عن فرض الرأي والصراع السياسي، فاكتسب مساحة كبيرة من المصداقية، ساعدته على الإبحار بمصر بهدوء وسلاسة ومهارة في بحار الصراعات والنزاعات والحروب الهائجة على الكرة الأرضية الآن.
كل تلك الجهود الخارقة والإنجازات الحقيقة، لم تكن بمنآى عن عيون القوى الكبرى، فحققت مصر طفرات ملموسة في التصنيفات الاقتصادية الدولية، وتغيرت نظرة العالم لها فأصبح لها مكانة سياسية كبرى بين دول العالم المتقدم وأضحي اقتصادها على رأس الاقتصادات النامية، ومتوقع له الدخول وسط الكبار خلال زمن قريب.
تبقّى بعد كل هذا دور الإعلام، وهو أدق أدوار الحياة، في تلك المرحلة الحساسة من عمر البلاد لأنه ببساطة الجسر المفترض أن تتدفق عليه جميع الإنجازات والمشاريع والمبادرات التي نجحت حتى وقتنا، وباقي الآمال والأحلام التي ستحملنا بإذن الله إلى المستقبل المشرق لبلدنا الحبيب.
ولأن الحمل سيكون ثقيلًا، فلابد أن يكون ذلك الجسر متينًا قويًّا قادرًا على حمل الإيجابيات التي تحققت لتعبر في أمان وسلام، فتصل بصورتها الصحيحة إلى المواطن المصري بمختلف طبقاته.
وليس هذا دور الإعلام فحسب، بل يجب أن يكون أيضًا سدًا منيعًا أو بمعنى آخر جنديًّا مدنيًّا خلف الدولة سواء أكان سلاحه القلم، أو الحاسب الآلي أو الشاشة الصغيرة أو الميكروفون، لرصد الأكاذيب والشائعات التي تتردد عن مصر في الداخل والخارج والرد عليها بقوة وحزم، وهي ما قصدها الرئيس في أحد خطاباته بأننا نواجه حربًا من نوع خاص هي حروب الشائعات لتخريب الدول أو مايسمى بحروب الجيل الرابع وهي أعظم تأثيرًا وأقل كلفة من الحروب التقليدية بل ويعمل في الوقت نفسه على إيصال حقيقة مصر للعالم الخارجي بالكلمة المكتوبة والصورة المرئية.
ولكن.. للأسف، المشهد الحالي للإعلام الوطني متراجع للغاية سواء في القنوات التلفزيونية أو الفضائيات أو المواقع والبوابات الإلكترونية، فالغالبية تعمد إلى الإثارة باجتزاء كلمات، أو مواقف للرئيس والوزراء من سياقها، لحصد الملايين من المتابعين، والتغاضي أو التجاهل أو التراخي في نقل الإنجازات الفعلية للدولة إلى المواطنين بصورة إيجابية تعكس جهود القيادة والمسؤولين في تصحيح ميراث طويل من السلبيات المتراكمة عبر السنين، ليؤمن المواطن بقيادته ويثق فيها ويقف خلفها فيتحمل كل الآثار السلبية للإصلاح الاقتصادي عن قناعة عقل واستقرار نفس وراحة قلب.
وعليه.. فقد قررنا نحن كتيبة الجمهورية الثانية من إعلاميين وصحافيين ومراسلين ومتدربين من كل ربوع مصر، جمعنا الإيمان بالوطن ورسالة الرئيس والانحياز للشعب أن ندشن موقعنا الإخباري الجديد على الشبكة العنكبوتية، نكون فيه جنودًا خلف الوطن والرئيس، نرصد للشعب الصورة المشرقة لمصر الجديدة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ونرد الأكاذيب والشائعات ونقف بالمرصاد في وجه كل من تسول له نفسه أن ينال من مصرنا الغالية من خلال أسلحتنا، الخبر الصحيح والتحليل الصادق الشامل والصورة الحقيقية لكل الأحداث التي تجري على أرضنا بعيدًا عن الإثارة أو التحريف أو الاجتزاء، ونعاهد كل متابعينا على أن نكون عينًا للقيادة على الشعب، وعينًا للشعب على القيادة، وجسرًا راسخًا لنقل الحقيقة.
وفقنا الله لما فيه خير العباد والبلاد.. وباسم الله نتوكل.