مؤتمر المناخ يختتم فعالياته بعد الوصول لخطة نهائية لخفض الانبعاثات المسببة لارتفاع درجات الحرارة
كتبت: نهال مجدي
فشل مؤتمر المناخ (كوب 27)، بعد ان مدد أيام عمله يوما إضافياً، في الوصول لخطة نهائية لخفض الانبعاثات المسببة لارتفاع درجة حرارة الكوكب بشكل جذري.
وأبدي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أسفه لعدم التوصل لنتائج مرضية، وقال “كوكبنا لا يزال في قسم الطوارئ. نحتاج إلى خفض جذري للانبعاثات الآن وهذه مسألة لم يعالجها مؤتمر المناخ هذا”.
وبدوره قال نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس في الجلسة الختامية للمؤتمر “ما لدينا ليس كافياً كخطوة للأمام، ولا يأتي بجهود إضافية من كبار الملوثين لزياد خفض انبعاثاتهم وتسريعه..خاب أملنا لعدم تحقيق ذلك”.
وأقر المؤتمر إعلاناً ختامياً يحث على خفض “سريع” لانبعاثات غازات الدفيئة ويعيد التأكيد على هدف حصر الاحترار بـ 1,5 درجة مئوية، وهو ما اعتبره بعض الأطراف ليس طموحاً بشكل كافي.
ومن جانبه وأعلن وزير الخارجية سامح شكري رئيس المؤتمر، أن الوثيقة التي تمثل الاتفاق السياسي في المؤتمر جرت الموافقة عليها بالإجماع.
واتفقت الدول المشاركة في المؤتمر، على إنشاء صندوق لمساعدة الدول الفقيرة المتضررة من الكوارث المناخية، كما وافقت الجلسة على بند في النص يقضي بإنشاء صندوق “للخسائر والأضرار” لمساعدة الدول النامية على تحمل التكاليف الفورية للتداعيات تغير المناخ مثل العواصف والفيضانات. لكنها أطلقت عديداً من القرارات الأكثر إثارة للجدل في شأن الصندوق في العام المقبل عندما تقدم “لجنة انتقالية” توصيات للدول لاعتمادها بعد ذلك في قمة المناخ “كوب28” في نوفمبر 2023.
وستغطي هذه التوصيات “تحديد مصادر التمويل وتوسيعها” في إشارة إلى السؤال الشائك حول أي البلدان التي ينبغي أن تسهم في الصندوق الجديد.
وعقب الموافقة على إنشاء صندوق للخسائر والأضرار، دعت سويسرا إلى تعليق المحادثات لمدة 30 دقيقة من أجل إتاحة الوقت لدراسة النص الجديد للاتفاق الشامل، وتحديداً الصيغة المتعلقة بالجهود الوطنية لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بحسب المندوب السويسري.
وأكد كولينز مزوفو وزير البيئة الزامبي “هذا تاريخي. هذا فعلاً تاريخي برأيي. هذه نتيجة إيجابية جداً لـ1.3 مليار مواطن أفريقي”.
وقال المبعوث الصيني للمناخ شي جينخوا، إن الصندوق يجب أن يشمل كل الدول النامية لكن يجب أن يوجه خصوصاً “للدول الضعيفة”.
وينص الاتفاق على تشكيل لجنة خاصة للبت بالتفاصيل التنفيذية بحلول مؤتمر الأطراف المقبل “كوب28” بعد 12 شهراً في دبي.
وجدير بالذكر ان عام 2022شهد تسارع العواقب الكارثية لارتفاع درجات الحرارة من جفاف وانعدام الأمن الغذائي في منطقة الساحل والقرن الأفريقي وفيضانات مدمرة في باكستان ونيجيريا.
وفي الغالب تسهم هذه الدول بشكل محدود جداً في التغير المناخي لذا كانت تطالب بآلية مالية محددة ودائمة لتعويض “الخسائر والأضرار” التي تتكبدها وتقدر من الآن بعشرات مليارات الدولارات. لكن الدول الغنية المسؤولة الرئيسة عن هذه الكارثة كانت ترفض هذه الآلية على مدى سنوات خشية تحميلها مسؤولية قانونية في هذا المجال.
وزاد استياء الدول النامية خصوصاً بسبب عدم إيفاء الدول المتطورة بتعهد وقعته عام 2009 بزيادة تمويلاتها المناخية للبلدان النامية إلى 100 مليار دولار سنوياً. ووافقت الدول الغنية بعد رفض استمر سنوات، على إدراج القضية في جدول أعمال مؤتمر شرم الشيخ الرسمي.
وبقيت الولايات المتحدة ثاني أكبر ملوث في العالم متكتمة للغاية حول هذه المسألة تاركة الأوروبيين يتولون المواجهة. وقد وافق الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف على مبدأ إنشاء صندوق خاص.