كتب: أحمد علي
انعقدت اليوم الأحد 6 نوفمبر في شرم الشيخ قمة المناخ (COP-27) والتي تمتد فاعلياته 15 يوماً كاملاً حتى يوم 18 نوفمبر، ففي عام 1992، نظمت الأمم المتحدة قمة الأرض في ريو دي جانيرو بالبرازيل، حيث تم إعتماد إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وتم إنشاء وكالتها التنسيقية (أمانة الأمم المتحدة لتغير المناخ).
وفي هذه المعاهدة، وافقت الدول على “تثبيت إستقرار تركيزات غازات الإحتباس الحراري في الغلاف الجوي لمنع التدخل الخطير من النشاط البشري في نظام المناخ”، وقد وقع عليها حتى الآن 197 طرفاً مختلفاً.
ومنذ عام 1994، عندما دخلت المعاهدة حيز التنفيذ، أقدمت الأمم المتحدة بشكل سنوي على جمع كل بلد على وجه الأرض تقريباً لحضور مؤتمرات القمة العالمية للمناخ، المعروفة بأسم “COP”، والتي تعني “مؤتمر الأطراف.”
خلال هذه الاجتماعات، تفاوضت الدول على ملحقات مختلفة للمعاهدة الأصلية لوضع حدود ملزمة قانوناً للانبعاثات، على سبيل المثال، بروتوكول كيوتو في عام 1997 واتفاق بـاريس الذي اعتمد في عام 2015، حيث وافقت جميع دول العالم على تكثيف الجهود من أجل محاولة الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق درجات حرارة ما قبل الصناعة، وتعزيز تمويل العمل المناخي.
الأهداف الرئيسية للمؤتمر:
• التخفيف: كيف تعمل البلدان على خفض إنبعاثاتها.
• التكيف: كيف ستقوم الدول بالتكيف مع تغير المناخ ومساعدة الآخرين على ذلك.
• التمويل: توجيه النداءات للدول الغنية بتمويل جهود خفض الإنبعاثات الكربونية وتوفير الأدوات لها.
ما هي التغييرات المناخية وتأثيرها على الكوكب:
التغييرات المناخية المتسبب الأول بها هي ” الإنبعاثات الكربونية” الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، وبسبب ذلك إرتفعت نسبة الإنبعاثات الكربونية في العالم مما يؤدي إلى:
• الإحتباس الحراري.
• التصحر.
• ذوبان الجليد.
• بالإضافة إلى تلوث الجو بسبب إستخدام الفحم والوقود الأحفوري في تشغيل المصانع والسيارات.
يهدد الإحتباس الحراري توزان درجات الحرارة على كوكب الأرض؛ إرتفاعاً مما يسبب حرائق الغابات، مثل التي حدثت في الولايات المتحدة وشمال أفريقيا، وبالتالي زيادة نسبة التصحر، والذي بدوره يُخفض نسبة الأكسجين، مما يرفع درجات الحرارة أكثر مسبباً بذلك ذوبان جبال الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي، بالتالي زيادة نسبة الماء والذي يهدد بغرق المدن الساحلية والجزر وإختفائها من على الكوكب، بالإضافة إلى تهديد الحياة لبعض الكائنات البرية والبحرية بسبب عدم تلائم البيئة مع طبيعتها مستقبلاً، الأمر الذي يؤدي لإنقراضها.
والتأثير على الزراعة وأنواع بعض النبات، الأمر الذي سيؤدي إلى حدوث نقص في الموارد الغذائية في العالم مما يسبب مجاعة في بعض الدول الفقيرة، ويؤثر على السلم والأمن الدولييّن.
الدول الأكثر نصيباً لإنبعاثات الكربون:
أكثر من 70% من حجم الإنبعاثات الكربونية على سطح الكوكب من 6 مصادر فقط و هي على الترتيب الآتي:
• الصين 29%.
• أمريكا 14%.
• الهند 7%.
• روسيا 5%.
• اليابان 3%.
• الإتحاد الأوروبي تصل إلى 15% تقريباً.
وذلك حسب بيان للأمم المتحدة لسنة 2019.
وتأتي مصر بنسبة ضئيلة تصل إلى 0.6%، وإنخفضت الآن بفضل تقليل إستخدام الوقود الأحفوري والتوجه نحو الطاقة النظيفة.
الجهود العالمية للسيطرة على التغير المناخي:
تعمل عدد من دول العالم من بينها مصر على التوجه نحو إستخدام الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة ( الرياح/ الشمس/الماء/الوقود الحيوي).
وتستثمر دول كبرى أيضاً في مصر في مشاريع الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة في مشروعات كبرى، وذلك من شأنه تقليل إستخدام الوقود الأحفوري بالتالي نقص نسبة الإنبعاثات الكربونية.
أهمية مؤتمر قمة المناخ (COP) دوليًّا:
تأتي أهمية قمة المناخ السنوية فرصة لزعماء العالم لعقد اللقاءات الثنائية بين القادة للتشاور في المصالح المشتركة وبحث المشكلات والأوضاع الإقليمية وسبل حلها، بالإضافة إلى أنها تجّمُع مهم نظراً لأهمية القضية التي يتبناها المؤتمر لبحث كيفية مكافحة التغير المناخي وإتخاذ خطوات نحو ذلك.
أهمية مؤتمر قمة المناخ (27-COP) لمصر:
• سياسياً: إستضافة مصر الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر المناخ تزيد من ثقل مصر السياسي، نظراً لرؤية مصر ومشروعاتها للطاقة المتجددة، وأنها ستصبح مركز إقليمي لتداول الطاقة العالمية.
• إقتصاديًّا: يحضر القمة في مدينة شرم الشيخ 197 من قادة العالم، بالإضافة إلى وفود عشرات المؤسسات الدولية، الأمر الذي نتج عنه شغل الفنادق بنسبة 100٪ بأسعار أعلى من المعتاد وذلك بسبب الحدث العالمي وحضور مسؤوليّ وقادة ووفود دول العالم، والذي تتحمل بلدانهم والأمم المتحدة تكلفة الإقامة والتنقلات ورحلاتهم من دولهم إلى شرم الشيخ بمصر، بالتزامن مع زيادة نسبة السياحة الأمر الذي يؤدي بدوره توفير فرص عمل للمصريين العاملين في قطاع السياحة والفنادق والمطاعم.
• تغيير صورة المنطقة العربية والشرق الأوسط، التي كانت تعُج بالإضطرابات السياسية والصراعات المسلحة، الأمر الذي أدى إلى عُزلة المنطقة دولياً من الأحداث ذات الأهمية العالية.
• زيادة ثقة المستثمرين في الطاقة المتجددة في مصر وإقامة المشاريع بها.