أفضل مشروع ترميم في العالم من نصيب متحف محمد محمود خليل
كتبت: ندى حسن
فازمشروع ترميم متحف محمد محمود خليل كأفضل مشروع ترميم في العالم في مسابقة التحكيم العالمية، التي أعلنتها مؤخرًا مؤسسة ENR الأمريكية العالمية الخاصة بالاستشارات الهندسيةوذلك ضمن فوز خمسة مشروعات مصرية في مسابقة التحكيم العالمية، كأفضل أعمال إنشائية على مستوى العالم لعام ٢٠٢٢.
ومن هنا أكدت الدكتورة نسرين أباظه مدير المتحف إن خبر فوز المشروع بهذا الجائزة شئ عظيم أن تحصل مشارعينا على جوائز عالمية وخاصه أن الجوائز الدولية تعبر عن تطور العقل المصري في التصميم وإنجاز المشروعات، وحصول متحف محمد محمود خليل على جائزة عالمية مهمة، فهو تأكيد على أهمية الحرص على صيانة وحفظ المجموعات الفنية بالمتحف و أشارت إن متحف محمود خليل يتبع وزارة الثقافة ممثلة في قطاع الفنون التشكيلية، يعتبر المتحف أحد منارات الثقافة في مصر وحتى في العالم العربي.
يضم المتحف مجموعة من الأشياء الثمينة يحمل قيمتين مهمتين وهما: فنية استثنائية داخل مصر وعلى مستوى العالم، ومعمارية استثنائية أيضًا على مستوى العالم، ولذا فالفوز بالجائزة يشرف الفنانين وأي مواطن مصري، واتمنى أن يحظى الكثير من المشروعات الوطنية بالاعتراف الدولي بها.
ونوهت أباظه بأن السياسي محمد محمود خليل من أهم المقتنين للأعمال الفنية على مستوى العالم، كما كان راعيًا كبيرًا للفن الحديث في مصر وأسس جمعية محبي الفنون الجميلة، وكان يتمتع بذائقة فنية عالية درجة أن الحكومة المصرية نفسها فوضته لكي يقتني أعمالا لصالحها، هي نواة أساسية لمتحف الفن الحديث.
وحول أهميه المتحف والأعمال النادره به أوضحت مدير المتحف أن أهميه المتحف ترجع إلى قيمة الأعمال الفنية التي يضمها المتحف، كونها جزءًا مهما في تاريخ الحركة التشكيلية الحديثة من منتصف القرن السابع عشر إلى منتصف القرن العشرين، أذ أن هذه الأعمال لأسماء فنانين عظماء أمثال جوجان ورودان ورينوار غيرهم، أى أن مصر لديها أعمال مناظرة للقطع الفنية الموجودة في متحف اللوفر أو متحف أورسيه لافته إلى أن عدد اللوحات فى المتحف 304 لوحات من إبداعات 143 من بينها 30 لوحة لتسعة مصورين، كما يبلغ عدد التماثيل البرونزية والرخامية والجبسية نحو 50 تمثالا من صنع 14 مثالاً.
وحول اعمل التطوير قالت أباظه أن اعمال التطوير بدأت في 2014، بالرغم من إغلاق المتحف منذ 2010، وكانت هذه السنوات الأربع الأولى من إغلاقه فترة ثورة ٢٠١١ وما بعدها مما أدى إلى تعطيل أعمال التطوير، ومنذ 2014 بدأت الأعمال بجدية شديدة جدا وذلك تحت إشراف الهيئه الهندسية للقوات المسلحة وكان هناك ضرورة لتأسيس كل النظم الأمنية بالمتحف، وترميم جميع الأعمال الموجودة وهو ما استغرق وقتا طويلا وتم ذلك بنجاح لأننا لدينا إدارة ترميم متميزة فى قطاع الفنون التشكيلية مسؤولة عن ترميم وصيانة الأعمال الفنية بشكل مستمر.
اما بالنسبة لأعمال التطوير جرت على عدة مراحل، وتم إحلال وتجديد البنية الأساسية للمتحف، والتي شملت جميع الأعمال والمعالجات الإنشائية من شبكات التكييف والتهوية، والبنية الخاصة بالموقع من منظومة الكهرباء والمياه، مكافحة الحريق وتطوير نظم الإطفاء، تطوير محطة الطاقة الرئيسية، تحديث تجهيزات الموقع ككل وتحديث سيناريو العرض المتحفي إلى جانب إضافة خدمات للجمهوركما تم تأمين المتحف وجميع محتوياته بتكنولوجيا ألمانية تشمل أحدث أنظمة الكاميرات ووسائل التأمين العالمية المعتمدة في أكبر متاحف العالم وبأكثر من أسلوب تأميني، هناك عدة مستويات للنظام الأمني فهناك مراقبة مستمرة للأعمال الفنية، بالإضافة للكاميرات وكذلك هناك مستشعرات حركة ومستشعرات ليزر.
وقالت اباظه بعد الانتهاء من أعمال الترميم أعيد افتتاح متحف محمد محمود خليل وحرمه فى ابريل ٢٠٢١ بعد عشرة أعوام من الإغلاق. المتحف مفتوح للجمهور.
ووصفت المتحف بأنه ” قيمة مضافة لقوة مصر الناعمة وباعتباره إثراء لبنيتها الثقافية، حيث يعد من أهم المواقع المتخصصة في العالم لما يضمه من مجموعات فنية نادرة، تشكل جزءاً من كنوز إبداعات الحضارة الانسانية
وحول المشروعات القادمه للوزارة أوضحت ان إعادة افتتاح متحف محمد محمود جزءاً من خطة شاملة تهدف لتطوير المتاحف الفنية والوطنية في مصر وتشجيع المشاركة العامة.
حيث أن وزارة الثقافة استثمرت ناجح تجربه متحف محمد محمود خليل وتم ورقمنة محتويات 7 متاحف فنية و321 فعالية فنية وثقافية حيث تم تصوير مقتنيات 23 متحفا بإجمالي عدد 26435 عملا فنيا، بالتعاون وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هي النصر للفن الحديث ببورسعيد، عفت ناجي وسعيد الخادم، الفنون الجملية بالإسكندرية ومحمد ناجي، راتب صديق ومحمود سعيد بإجمالي 3891 عملا تم توصيفه و3410 تم تصويره.
وحول نبذة عن المتحف قالت اباظه متحف محمد محمود خليل يعتبر مبنى خدمي وقصر تاريخي ومتحف فني أسسه محمد محمود خليل وجمع فيه مقتنيات فنية عالية القيمة. وعندما توفى محمود خليل عام 1953 كان قد أوصى بهذه المقتنيات إلى زوجته على أن توصى بها وبالقصر كمتحف للحكومة المصرية بعد وفاتها. وكان افتتاح القصر كمتحف لأول مرة عام 1962، نقل بعدها إلى قصر الأمير عمرو إبراهيم بالزمالك عام 1971 ثم اعيد افتتاحه بالزمالك عام١٩٧٩.
تشمل مقتنيات المتحف مجموعة نادرة من علب لأنرو ذات الطراز الياباني، وهي المقتنيات التي تشغل الدور الأرضي للمتحف ومعه الطابقان الأول والثاني، بينما يشغل الدور تحت الأرضي الإدارة والمكتبة ومركز المعلومات وقاعة كبيرة لمناقشة البحوث.
فيما يضم الدور الأرضي للمتحف خمس قاعات، منها قاعة مستديرة يتوسطها تمثال «نداء السلاح» من البرونز للفنان رودان، وتضم القاعة أيضا فازتين من الصين كبيرتي الحجم، وفازتين من اليابان ومجموعة من أطباق تركية. وفي هذه القاعة سجادة حائط كبيرة ترجع إلى القرن السابع عشر من بلجيكا.
وفي داخل هذه القاعة أيضا صورتان لمحمد محمود خليل وزوجته، وعدد من الفازات الصينية التي ترجع إلى القرن السادس عشر، وعند دخول الزائر للقاعة الثالثة بهذا الدور يجد أمامه لوحة كبيرة للفنان أمان كانت مهداة إلى اميلين زوجة محمود خليل، وفي نفس القاعة بعض من قطع الأثاث الخاصة بمحمود خليل.
وفي نهاية هذا الدور توجد القاعة الأخيرة وبها لوحة كبيرة تمثل رحلة صيد كانت مهداة إلى الرئيس الراحل أنور السادات، إضافة إلى لوحة بيضاوية تمثل صورة الأميرة دي فاجرام الزوجة الثانية لنابليون بونابرت وابنة ملك النمسا فرنسيس الأول، وكان زواجهما سياسيا بالدرجة الأولى.
ومن أشهر مقتنيات المتحف لوحة فان جوخ الشهيرة «زهرة الخشخاش» ولوحة «الحياة والموت» لجوجان كما يضم المتحف 208 لوحة من أعمال الفنانيين الذين مهدوا الأرض للمدرسة التاثيرية، مثل «ديجا» ولوحاته التعبيرية وأعمال رومانسية «ديلاكروا» إلى جانب واقعية «ميليه» وكلاسيكية «فيترهالتر» وجمع من المستشرقين الذين عشقوا شمس الشرق وإنسانه، وعاداته وتقاليده أمثال فورمنتان، وبيرشيد، وماريلات، وجبرييل بيسي.