البرازيليون يختارون ما بين مدان سابق بتهم فساد أو يميني شعبوي للرئاسة
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: أحمد علي
يتوجه 156 مليون ناخب برازيلي لصناديق الإقتراع اليوم لإختيار رئيساً جديداً في الوقت الذي أظهرت فيه أحدث إستطلاعات للرأي تقدم الزعيم اليساري والرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بشكل قوي على الرئيس اليميني المتطرف الحالي جايير بولسونارو وقربه من إستعادة منصبه.
كما ينتخب البرازيليون نوابهم الفدراليين الـ513 وحكام الولايات الـ27 ونواب مجالس الولايات، وينتخب هؤلاء المسؤولون كالرئيس لولاية من أربع سنوات.
كما سيتم تجديد ثلث مقاعد مجلس الشيوخ الـ81 إنما لثماني سنوات.
ويحمي العملية الإنتخابية أكثر من 500 ألف عنصر من قوات حفظ النظام لضمان الأمن، هذا بحانب عشرات المراقبين الأجانب للتأكد من حسن سير عمليات التصويت.
والمواجهة بين المرشحين الأبرزين العدوين بولسونارو (67 عاماً) ولولا (76 عاماً) حجب تماما المرشحين التسعة الآخرين الذين لم يكن لهم حضور يذكر.
وستقرر أكثر إنتخابات البرازيل إستقطاباً منذ عشرات السنين ما إذا كان سيعود إلى السلطة رئيس سابق قضى وقتاً بالسجن بتهم فساد (دي سيلفيا) أو يميني شعبوي هاجم نظام التصويت وهدد بالطعن في هزيمته(بولسونارو).
وتكمن صعوبة هذه الإنتخابات في كونها حاسمة لمستقبل الديموقراطية في البرازيل، أكبر قوة في أميركا اللاتينية وتعاني إنقسامات شديدة.
وخيم التوتر أيضا على الحملة الإنتخابية التي خاضها المرشحان مرتديين سترات واقية من الرصاص، وترافقت مع هجمات شخصية فيما لم يطرح خلالها الكثير من المشاريع من أجل البرازيل.
وأظهر إستطلاعان للرأي أن لولا لديه أغلبية الأصوات الصحيحة ويمكن أن يفوز في الإنتخابات من الجولة الأولى، الأمر الذي من شأنه تجنب جولة إعادة صعبة في الـ 30 أكتوبر الجاري.
وكشف إستطلاع آخر للرأي نشر نتائجه معهد آيبيك أن 51 % من الأصوات الصالحة ستذهب للولا مقابل 37 % لبولسونارو في الدورة الأولى الأحد.
وشملت الإستطلاعات عينة أكبر من المعتاد ضمت 12800 شخص، خلال يومي الجمعة والسبت، وهي ما إعتبرها بولسونارو إستطلاعات “مضللة” ويؤكد أنه سيتم إنتخابه هو في الجولة الأولى.
وأعلن بولسونارو أنه سيكون “من غير الطبيعي” ألّا يحصل على 60% على الأقل من الأصوات.
وشكك بولسونارو بصورة متكررة في مصداقية نظام التصويت الإلكتروني المعتمد في البرازيل منذ العام 1996، ملوحاً بتحرك عنيف، ما بعث مخاوف من وقوع أحداث شبيهة بالهجوم على مبنى الكابيتول في واشنطن يناير 2021 بعد هزيمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وجدير بالذكر أنه إذا لم يحصل أي من المرشحين البالغ عددهم 11 على أكثر من 50% من الأصوات فإن أكثر مرشحين حصلا على أصوات سيخوضان الجولة الثانية من الإنتخابات في 30 أكتوبر.
وتبادل لولا وبولسونارو إتهامات بالفساد في المناظرة الأخيرة قبل الإنتخابات.
ووصف الرئيس بولسونارو منافسه اليساري، الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بأنه رئيس عصابة إجرامية كانت تدير “حكومة من اللصوص” خلال رئاسته التي إستمرت لفترتين 2003-2010.
من جهته وصف لولا بولسونارو بأنه كاذب “وقح” قامت حكومته بالتستر على الكسب غير المشروع في شراء اللقاحات خلال جائحة كورونا التي حصدت أرواح أكثر من 680 ألف برازيلي.
وبسبب هجمات بولسونارو على نظام التصويت وإحتمال نشوب نزاع، دعت الهيئة الوطنية للإنتخابات عدداً غير مسبوق من المراقبين الدوليين لإنتخابات هذا العام.
وأدلي لولا بصوته قبل الظهر في ساو بيرناردو دو كامبو قرب ساو باولو، فيما صوت بولسونارو في ريو قبل أن يتوجه إلى برازيليا لمتابعة النتائج.
وجمع لولا زعيم حزب العمال إئتلافاً واسعاً من عشرة أحزاب وصولاً إلى يمين الوسط الذي إختار بين صفوفه مرشحه لمنصب نائب الرئيس حاكم ساو باولو السابق جيرالدو ألكمين، في مسعى لطمأنة الأوساط الإقتصادية، وهو يحظى بغالبية أصوات النساء والشباب والطبقات الفقيرة.
أما بولسونارو، فهو مرشح عن الحزب الليبرالي الصغير ويحظى بتأييد كبير بين الإنجيليين ولوبي تجار المواد الغذائية وأنصار الحق في حمل الأسلحة الفردية، وبدعم أكثر تحفظاً بين أرباب العمل.
ويترقب معظم البرازيليين من رئيسهم أن يكافح الفقر الذي يطال 30 مليوناً منهم والتضخم والبطالة اللذين ساهما في تصاعد الفساد وتردي الظروف المعيشية.
وبعدما نجح لولا خلال رئاسته في إخراج 30 مليون برازيلي من الفقر، وعد بتوفير لحوم للجميع وبـ”الديموقراطية ضد الفاشية”، غير أن الكثيرين يرون فيه نموذجاً للفساد.
وفي المقابل، يدافع بولسونارو عن القيم التقليدية رافعاً شعار الله والوطن والعائلة، غير أن إدارته الكارثية لازمت تفشي فيروس كورونا الذي حصد أرواح 685 ألف شخص في البرازيل قد تكلفه غالياً، وكذلك الأزمات التي رافقت ولايته.