نسرين طارق تكتب: متلازمة تأجيل الدراسة
كتبت: نسرين طارق
تدقيق: أحمد علي
تأجيل الدراسة..
وزير التعليم يوضح حقيقة تأجيل الدراسة..
التعليم تنفي تأجيل الدراسة..
دي عينة من عناوين الأخبار قبل بداية كل عام دراسى أو حتى تِرم دراسي، الشعب بقى مصاب بمتلازمة تأجيل الدراسة، كل سنة قبل بداية العام الدراسي تظهر العناوين دى في الصحف والمواقع الإخبارية وعلى جروبات الماميز وكأنها أمنية جماعية عايزين نوصلها لوزير التربية والتعليم بطريق غير مباشر.
إحنا عايزين نعلم ولادنا ولا إيه؟
ليه بنطلع إشاعة زى دى كل سنة وكل تِرم وبعد كل إجازة وقبل الأكل وبعده كمان؟.
التعليم عندنا مرهق للطلبة مثلاً…. لا أعتقد لأن أغلب الطلبة حسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم مش بيروحوا المدرسة، نسب الغياب مرتفعة جداً في المدارس وخصوصاً المدارس الثانوية.
جروبات الماميز غالباً بيكونوا بداية الشائعة، ممكن يكون بسبب ضغط الواجبات المدرسية عليهم لأنه تقريباً هما اللي بيعملوا الواجب بدل ولادهم، عشان يا حرام الولاد بيتعبوا كتير، وكمان نوفر وقت ومجهود وصوت عالي وضغط أعصاب ونعمل إحنا الواجب أسهل وأوفر في الوقت.
ظهرت متلازمة تأجيل الدراسة دى مع أول تأجيل حصل للدراسة بسبب ظروف خارجة عن إرادة الوزارة زى مثلاً إنفلوانزا الطيور أو كورونا أو إنه يحصل زلازال مثلاً، لكن تحولت الظاهرة بعد كده لمطلب شعبي…!
كل سنة قبل بداية الدراسة نقول ياريت الدراسة تتأجل، ولما تسأل ليه تلاقى الأسباب التالية:
– ملحقناش نصيف.
– خارجين من عيد ومش معانا مصاريف المدرسة(كأنهم إتفاجؤا إن عندهم ولاد في المدارس).
– يعنى هيروحوا المدرسة يعملوا إيه؟
– أصلى بروح الشغل ومش عارفة مين هيودى الولاد المدرسة ويجبهم.
– العيال مش قادرة تصحى بدرى.
– الجو الصبح بيبقى صعب جداً.
– ولادى مش بيحبوا السندويتشات.
– التجمعات في المدرسة بتنقل أمراض وعدوى( لكن في النادى والمول لا)
وغيرها كتير من الأسباب الغير منطقية، بس عادية جداً عند أولياء الأمور.
إحنا فعلاً تحولنا لمجتمع غير معترف بالعلم ولا التعليم، التعليم بقى مجرد شهادة أو ورقة عشان الوظيفة أو الوجاهة الإجتماعية مش اكتر.
فين حرص أولياء الأمور على التعليم وتشجيع ولادهم على إنهم يروحوا المدرسة، ولا المدرسة أصبحت مكان طارد للطلبة؟
أتمنى أن تنجح خطة الوزير الجديد بجذب الطلبة للمدرسة عن طريق الأنشطة الرياضية والفنية المختلفة اللي هتطبق مع بداية العام الدراسى الجديد.
متلازمة تأجيل الدراسة دى علاجها في قوانين حازمة، بداية الدراسة أو تأجيل الدراسة ده قرار دولة مش رغبة أفراد ومُلزم للجميع.
للأسف منصات التواصل الاجتماعي أتاحت الفرصة لمن يعلم أو لا يعلم بأنه يفتي ويخطط ويقرر بمزاجه حسب الأهواء الشخصية.
الأهم.. ليه المواقع الإخبارية بتتناقل خبر تأجيل الدراسة أصلاً؟… وهو خبر لم تصدره وزارة التربية والتعليم!
ليه الوزارة مش بترفع دعوى قضائية على مروج إشاعة تأجيل الدراسة عشان تنتهي الظاهرة دى من المجتمع؟… لإنها بتسئ للجميع، بتحطنا في صورة “المجتمع رافض التعليم”.