توترات عسكرية على خط الوسط بمضيق تايوان في انتظار زيارة بيلوسي
كتبت: نهال مجدي
حلقت عدة طائرات حربية صينية اليوم، قرب خط الوسط الذي يقسم مضيق تايوان، كما ظلت عدة سفن حربية صينية قريبة من الخط غير الرسمي منذ أمس، في الوقت الذي هددت فيه بكين بأنها سترد بحزم إذا زارت رئيسة الكونجرس الأميركي نانسي بيلوسي تايوان التي من المتوقع وصولها إلى البلاد مساء اليوم، بحسب رويترز. هذا بخلاف أن المقاتلات الصينية أجرت مرارا مناورات تكتيكية لامست خلالها لفترة وجيزة خط الوسط وحلقت عائدة إلى الجانب الآخر من المضيق صباح اليوم، في حين كانت الطائرات التايوانية في حالة تأهب على مقربة من خط الوسط، ولا تعبر طائرات أي من الجانبين عادة خط الوسط.
وفي المقابل أكدت وزارة الدفاع التايوانية، في بيان اليوم، أنها تراقب عن كثب الأنشطة العسكرية قرب تايوان وستنشر القوات على نحو ملائم ردا على “تهديدات العدو”.
وحذرت الصين مرارا خلال الفترة الماضية، منذ اعلان بيلوسي عن قيامها بجولة أسيوية بدأتها بسنغافورة، من زيارة تايوان التي تعتبرها جزءا من أراضيها وان بكين لن تسمح بإختراق سياسة “الصين الواحدة” من قبل الادارة الأمريكية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون يينج بمؤتمر صحفي، إن “الجانب الأميركي سيتحمّل المسؤولية وسيدفع الثمن في حال المساس بمصالح الصين الأمنية السيادية، وأن وقف الصين من زيارة بيلوسي واضح وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على مصالحنا، حيث يعتين علينا الاستمرار بالحوار لإبقاء شرق القارة الأسيوية منطقة آمنة”.
وردا علي التهديدات الصينية، قالت الولايات المتحدة أمس ، إنها لن ترضخ لترهيب قعقعة السيوف الصينية بخصوص الزيارة، وأن واشنطن ليس لديها مصلحة في تصعيد التوترات مع بكين”.
وذكرت صحيفة “لـيبرتي تايمز” التايوانية أن من المقرر وصول وفد بيلوسي الساعة 10:20 مساء اليوم بالتوقيت المحلي.
ومن المقرر ان تلتقي بيلوسي، برئيسة تايوان تساي إنج ون غدا الأربعاء، بالعاصمة تابييه بحسب صحيفة “فينانشيال تايمز” البريطانية.
وجدير بالذكر ان زيارة بيلوسي (التي لا يدعمها البيت الأبيض) ستكون الأولى من نوعها لمسؤول أمريكي كبير منذ عقود.
وبعث الرئيس جو بايدن كبار المسؤولين في الإدارة، بما في ذلك مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، لتوضيح المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها بيلوسي وإقناعها بالعدول عن الفكرة، لكنها قررت المضي قدمًا في الرحلة التاريخية، وسط تشجيع من عدد كبير من النواب الجمهوريين، وعدد قليل من الديمقراطيين، مؤكدين أن أي قرار بالتأجيل أو الإلغاء سيكون بمثابة استسلام للصين.
وفي المقابل اصدر مكتب بيلوسي بيان عن جولتها الاسيويةجاء فيها ا إنها ستزور أيضا كوريا الجنوبية واليابان، لكنه لم يتطرق بالذكر إلى زيارة تايوان.
ومن جانبها اتهمت روسيا الولايات المتحدة بـ”زعزعة العالم” من خلال إحداث توترات بشأن تايوان وإثارة غضب بكين بهذه الزيارة للعاصمة التايوانية تابييه، بحسب فرانس برس.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “واشنطن تزعزع العالم. لم يحل أي نزاع في العقود الأخيرة بل تم التسبب بنزاعات كثيرة”.
كما اصدرت للخارجية الروسية بيان جاء فيه “روسيا تدعم مبدأ “الصين الواحدة” وتعارض استقلال تايوان بأي شكل من الأشكال”.
وفي بيان اصدره “الكرملين جاء فيه” إن زيارة بيلوسي المتوقعة لتايوان “استفزازية بالتأكيد ولن تؤدي إلا لتصعيد التوترات”.
وتأتي حساسية الزيارة لكون بيلوسي كونها الشخص الثالث في ترتيب القيادة في الولايات المتخدة بعد الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس، ولأن الزيارة جاءت قبل أشهر فقط من المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، والذي يتوقع أن يحصل خلاله الرئيس شي جين بينج على الولاية الثالثة، وهي سابقة في تاريخ جمهورية الصين الشعبية منذ الرئيس ماو تسي تونج.