نسرين طارق تكتب: غششني يا…
كتبت: نسرين طارق
في التسعينات ظهرت مسرحية للفنانة فيفي عبده اسمها “حزمنى يا ” في البداية المسرحية ظهرت للعرض باسم” حزمنى يا بابا” ولكن لتقاليد المجتمع الشرقية المحافظة وسخط الجمهور من الأسم الصادم غيروا الأسم واكتفوا بـ “حزمنى يا..” والمعنى في بطن الشاعر.
قصدت اكتب عنوان المقال “غششني يا ..” في السنوات الاخيرة انتشرت ظاهرة الغش.. المثير مش انتشارها !! المثير ان اللي بيساعد الطلبة على الغش أولياء الأمور، الأب اللي بيشتري لأبنه سمارت فون يخترق الحيطان وسماعة تحت اللسان وبنات بتستغل الحجاب في اخفاء وسائل الغش كل ده بعلم اولياء الأمور.
الأب أو الأم اللي بيسمح لولاده بكده متخيل انه كده بيساعدهم ؟؟
آه طبعا بيساعدهم.. بيساعدهم ياخدوا حق مش حقهم.. يفرحوا بحاجة متعبوش فيها.. بيساعدوهم يبقوا بلا ضمير،
ليه كل سنة يظهر لنا شبح شاومينج بيغشش ثانوية عامة والغريب أن الناس بتصدق.. رغم ان الظاهرة دي تحديدا في امتحانات الثانوية العامة انتهت من سنة 2017 بعد الاجراءات والتدابير اللي الحكومة اضطرت تعملها لمنع الغش.
للدرجة دي مفيش ضمير واضطرينا الحكومة تعمل تدابير سرية واجراءت محكمة (مطابع سرية، ونقل الامتحانات عن طريق حراسة أمنية مشددة) وطبعا ده بيكلف الدولة فلوس كتير.
وزارة التربية والتعليم بقى دورها تطور المناهج وتحط امتحانات وتعمل تدريب للمدرسين على المناهج الجديدة وتتابع سير العملية التعليمية.. وظهر لها دور كمان مكافحة الغش.. واصبحت لجان الامتحان قنبلة موقوتة المدرس اللي بيراقب بيعمل محضر غش ومحضر حيازة موبايل ومحضر تخاطب ووو.. بقى عسكري شرطة واقف في كمين مش لجنة امتحانات.
الناس دي بتعمل كده ليه؟
لأنهم مش فاهمين ولا مقدرين قيمة العلم وأهمية الشهادة اللي هيحصل عليها ابنه أو بنته وانها بسبب أفعاله دي ممكن تكون سبب في وفاة مريض أو انهيار عمارة، لأن ابنه نجح بالغش.
الدور الاهم من وجهة نظري تعظيم قيمة التعلم.. والبداية لازم تكون من البيت، الأسرة هي الأساس.
لما الطالب طول الوقت بيسمع أمه ولا أبوه بيشتم وزير التعليم ويشتم المدرسة ويشتكي من صعوبة المناهج اللي هو ميعرفش عنها حاجة.
لو عملنا مقارنة بسيطة بين نوع أكل مفيد وصحي والأم عايزة ولاده ياكلوه هتعمل ايه.. أولا هتحاول تقدمه بشكل جذاب وثانيا هتتكلم عن الأكل ده بطريقة إيجابية جدا وآخر حيلة ممكن تلجأ لها ممكن ترصد مكافأة للي هيخلص الطبق كله، مش دي تصرفاتنا لما بنكون عايزين نشجع ولادنا على حاجة، ليه مش بنعمل كده مع التعليم، ليه مش بنتكلم بايجابية عن المدرسة والدروس والمدرسين، ليه مش بنساعد ولادنا انهم يحبوا التعليم.. ليه بنتعامل معاهم على التعليم ده عقوبة.
بكتب الكلام ده عشان أولياء الأمور تفوق.. من فضلكم ادوا فرصة لأولادكم يتحملوا مسؤلية.. ابنك أو بنتك في السن ده المسؤلية الوحيدة اللي شايلينها هي التعليم والمذاكرة.. لما هنساعدهم فيها عن طريق الغش.. هيشتغلوا ويشيلوا مسؤليه ازاي وهما متعلموش يشيلوا حاجة.
هيعرف منك إن بالغش ممكن يتحايل على أي حاجة ويوصلها.. بلاش “غششني يا بابا”.