تظاهرات في السودان قرب قصر الرئاسة بالخرطوم
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي
اندلعت اليوم، بالعاصمة السودانية الخرطوم وعدد من المدن الأخرى، موجة من الاحتجاجات، لإحياء الذكرى الثالثة لمليونية 30 يونيو 2019، وللمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين، وكانت قد قطعت خدمات الإنترنت استباقًا للاحتجاجات لمنع المتظاهرين من التواصل.
وقالت الوكالة الفرنسية للأنباء إن خطوط الهاتف والإنترنت متعطلة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم.
وتوجهت التظاهرات صوب قصر الرئاسة بوسط الخرطوم، فيما أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع، وأعلنت لجنة الأطباء في السودان سقوط خمسة قتلى في التظاهرات.
وفي وسط العاصمة الخرطوم، استخدمت قوات الأمن خراطيم المياه إلى جانب قنابل الغاز لمنع المتظاهرين من الزحف باتجاه القصر الرئاسي، بحسب وكالة بي بي سي.
وحددت تنسيقيات لجان المقاومة في العاصمة الخرطوم، القصر الرئاسي كوجهة مشتركة للتظاهرات التي أطلقت عليها “مليونية فجر الخلاص” لتحقيق خمسة أهداف على رأسها تشكيل حكومة مدنية.
وحددت التنسيقيات 5 نقاط رئيسية للتجمع بمحليات الخرطوم المختلفة، حيث سيضطر متظاهرون وفق بيانات، إلى عبور جسور “المك نمر، شرق النيل، السلاح الطبي” و هي ضمن الجسور التي أعلنت السلطات إغلاقها.
كما دعت عددًا من الأحزاب والقوى السياسية السودانية على رأسها الحزب الشيوعي، وتلك المنضوية تحت تحالف المجلس المركزي للحرية والتغيير إلى الخروج في التظاهرات.
وأغلقت القوات الأمنية جسورًا فوق نهر النيل بين الخرطوم ومدينتَي أم درمان وبحري، في خطوة أخرى تُتخذ في أيام المظاهرات الكبرى لإعاقة حركة المتظاهرين.
وعلى الصعيد الخارجي دعت بعثة الاتحاد الأوروبي وسفارات الترويكا وعشر دول في الخرطوم، السلطات السودانية إلى ضمان حرية التعبير والالتزام بحماية المدنيين.
كما دعا المبعوث الأممي الخاص، فولكر بيرتس المنظومة الأمنية إلى ضبط النفس وعدم استخدام العنف وإلى تجنب الاستفزاز وضمان حق التعبير السلمي، وهو ما دفع الخارجية السودانية لاستدعائه و إبلاغه استياء الحكومة ورفضها لتصريحاته لما تحمله من وصاية ومساس بالسيادة السودانية “على حد وصفهم”.
وفي المقابل استدعت الخارجية السودانية مبعوث الأمم المتحدة للبلاد فولكر بيرثيس، على خلفية تصريحات أدلى بها الأخير بخصوص المظاهرات المناهضة للجيش.
كما نقلت الوكالة الرسمية للأنباء في السودان عن وكيل وزارة الخارجية دفع الله حاج علي، القول إن تصريحات بيرثيس غير مقبولة لما تنطوي عليه من وصاية وانتهاك للسيادة الوطنية.
وقال بيرثيس إن “العنف ضد المتظاهرين لن يتم التسامح معه”، وأضاف بأن أحدًا لا ينبغي أن “يعطي فرصة للمخربين الباحثين عن تصعيد في السودان”.
وفي غضون ذلك، يعكف الاتحاد الأفريقي، وتكتُّل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في شرق أفريقيا (إيجاد)، والأمم المتحدة على محاولات لعقد محادثات بين الجنرالات والمدنيين، لكنها تلقى مقاطعة من جانب كل الفصائل المدنية الرئيسية.
وتحذر الأمم المتحدة من مغبة الأزمة الاقتصادية والسياسية في السودان، والتي تهدد بدفع ثلث سكان البلاد الذين يربوا تعدادهم على الـ 40 مليونًا صوب نقص في الغذاء على نحو مُهدِّدٍ للحياة.