منتدى دافوس يبدأ فعالياته ليواجه فاتورة التعافي الاقتصادي العالمي التي تصل إلى 1.6 تريليون دولار
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي
انطلقت أمس فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس، بعد ثلاثة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، والمخاطر التي يطرحها على انتعاش الاقتصاد العالمي.
وتنعقد تلك النسخة من المؤتمر تحت شعار “التاريخ في نقطة تحول: سياسات حكومية واستراتيجيات اقتصادية”، وسينصب تركيز المنتدى على الأزمات العالمية بما في ذلك الحرب الأوكرانية وتبعاتها على سلاسل التوريد، وإمدادات الطاقة والأمن الغذائي، وكذلك جائحة كورونا والتغيرات المناخية.
ويأتي المؤتمر في الوقت الذي يحاول فيه الاقتصاد العالمي التعافي من تبعات كل تلك الأزمات، وتراجع معدلات النمو، والارتفاع الهائل في مستويات التضخم غير المسبوقة منذ ما يقرب من 40 عامًا.
وخلال 2022 يدفع العالم فاتورة كل تلك الأزمات التي تصل إلى تراجع بقيمة ما يقرب من 1.6 تريليون دولار، بحسب توقعات بلومبرج.
وعلى مدار ثلاثة عقود، تميز الاقتصاد العالمي بقدرته على إنتاج مزيد من السلع بأسعار منخفضة باستمرار، فيما يمثل عصر الوفرة للكثيرين، بسبب دخول أكثر من مليار عامل من الصين ودول الاتحاد السوفييتي السابق إلى سوق العمل العالمي، وتراجع الحواجز التجارية، وزيادة كفاءة الخدمات اللوجستية.
لكن السنوات الأربع الماضية شهدت سلسلة متصاعدة من الاضطرابات، حيث تضاعفت الرسوم الجمركية أثناء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، كما تسببت جائحة الكورونا في عمليات إغلاق، والآن تسببت العقوبات والرقابة على الصادرات في نقص إمدادات السلع والبضائع الاستهلاكية.
وزاد من سوء الأوضاع الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، خاصة فرض تعريفة جمركية نسبتها 25% على كل السلع ضمن تدفقات السلع بين البلدين، وهي أعلى تعريفة جمركية تم فرضها بين الولايات المتحدة والصين ضد بعضهما البعض، مع الأخذ في الاعتبار إمكانية اتخاذ إجراءات أخرى تزيد تلك التكلفة، مثل العقوبات وحظر التصدير.
والنتيجة: تراجع بنسبة 20% في حجم التجارة العالمية مقارنة بسيناريو عدم الانقسام، كما تتراجع نسبتها من الناتج المحلي الإجمالي إلى مستوياتها بنهاية التسعينيات، قبل انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية.
هذا بخلاف أن هناك 263 مليون شخص حول العالم تحت خط الفقر المدقع هذه السنة، أي بمعدل مليون شخص في كل 33 ساعة، وهي وتيرة يقابلها إحصاء ملياردير جديد كل ثلاثين ساعة خلال أزمة الوباء، بحسب تقرير صدر من منظمة أوكسفام قبيل افتتاح منتدى دافوس.
وجدير بالذكر أن هناك كثيرًا من الدول التي تتمتع باقتصاديات قوية، ولاسيما أوروبا التي تعاني الآن من مشكلة ندرة السلع وهو ما لم تتعرض له منذ الحرب العالمية الثانية، وعلى جانب آخر تعاني الدول الناشئة من تهديدات فيما يخص أمن الطاقة والغذاء، مثل التي تسببت بالفعل في حدوث اضطرابات في بلدان عديدة تمتد من سريلانكا إلى بيرو، لذلك يتعين على الجميع التعامل مع ازمة التضخم وارتفاع الأسعار.