الانتهاء من ترميم قبة السلطان المملوكي قانصوة أبوسعيد (قبة الغفير)
كتبت:حياة يحيي
تمتلك مصر إرثاً عريقاً من الفنون المعمارية ذات الطرز الحضارية المختلفة ، التى تسرد تاريخاً من التنوع الحضارى والثقافى والدينى الذى حظيت به مصر ، عبر العصور المختلفة ، وفى إطار إهتمام الدولة المصرية بإعادة الرونق الحضارى والجمالى للقاهرة وإرثها المعمارى الفريد ، قامت بترميم قبة السلطان قانصوه أبوسعيد والمعروفة باسم ( مقابر الغفير ) ، والذى تم تحت إشراف الإدارة العامة للقاهرة التاريخية وقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة السياحة والآثار، والجهاز التنفيذي لتجديد أحياء القاهرة الفاطمية بوزارة الإسكان.
السلطان قانصوة أبوسعيد
هو السلطان الثالث والعشرين، من سلاطين الدولة المملوكية البرجية، التي حكمت مصر لنحو 120 عاماً.
تولى السلطان الظاهر أبو سعيد قانصوه حكم مصر في ظروف شديدة الاضطراب، وجلس على كرسي العرش، ولم يبلغ الثلاثين من عمره بعد، وتم اختياره من قبل أمراء الدولة المملوكية، نظراً لصلة القرابة التي كانت تجمعه بالسلطان الأشرف قايتباي؛ إذ كان أبو سعيد هو خال السلطان، لكن ذلك لم يمنع المصريين من الاحتفاء به، في الفترة الأولى من جلوسه على العرش، في عام 1498، بسبب كراهيتهم لابن شقيقته الناصر محمد بن قايتباي، قبل أن يجلدوه بسخريتهم اللاذعة بعد ذلك بشهور قليلة، بعدما عرف بانسياقه وراء أمراء الدولة المملوكية، وتنفيذ رغباتهم، دون دراية بأحوال البلاد والعباد، فاطلقوا عليه اسم «السلطان ماعرفش».
تاريخ قبة السلطان قانصوة أبوسعيد
القبة هى الآثر رقم 164 المعروف “بقبة السلطان قانصوه ابو سعيد” بقرافة المماليك الشرقية ،انشأها السلطان المملوكى قانصوه ابوسعيد عام 904هـ / 1498م عام تسلمه سلطنة البلاد لتكون مدفنا له على غرار مدافن السلاطين السابقين وكانت المنطقة حينها مزدحمة بالترب والمنشأت الدينية ، لكن لا أحد يعرف إذا ما كانت تضم رفاته بالفعل، أم أنه دفن في مكان آخر، بعد انقلاب الأمراء عليه، لكنها في النهاية تظل واحدة من أجمل القباب المملوكية في مصر، إن لم تكن أجملها على الإطلاق، وهو ما يتجلى في عمارتها، التي تشمل مختلف فنون العمارة الإسلامية، بخوذتها وهلالها النحاسي، إلى جانب الشبابيك الجصية المعشقة بالزجاج الملون، وعشرات القناديل التي تميز القبة، وتضفي عليها مهابة كبيرة، وهي تتلألأ تحت الأضواء في الليل.
سبب تسميتها بقبة الغفير
أطلق عليها العامة قبة الغفير، وذلك لأنه كان يسكنها غفير المباني الأثرية في تلك الجهة. ومن هنا أتى هذا الاسم الذي يطلق الآن على قرافة القاهرة الشرقية ، (قرافة الغفير ) ،
وبسبب تلك القبه اطلق علي المنطقه باكملها قبه الغفير لانه ببساطه كان يقيم فيها غفير مصلحه الاثار بها ، وتم تشيدها في شهر ذي الحجه 904ه يوليو 1499م
الطراز المعمارى للقبة
يتكون من مساحه مربعه ذات الأربع واجهات المشيده من الحجر المشهر ، علاوه على اختلاف زخرفه الواجهات من حيث أوجه الابداع الفني ، بالاضافه للرنك الكتابي باسم المنشئ ونصه أبو سعيد قانصوه / عز لمولانا السلطان الملك الظاهر /عز نصره يلي مناطق الانتقال ،ويحزها شريط كتابي يحوي سوره الكرسي ، ثم ناتي الى القبه من الداخل فنرى محراب بسيط مجوف في صدر الجدار الشرقي يتوجه عقد مدبب من حجاره مشهره، وشغل طاقيه المراب لفظ الجلاله( الله ) ، نفذت بحجراه حمراء مشهره ونرى إزار كتابي يزين أسفل عقود الدخلات ، والمحراب آيات قرآنية بخط النسخ تنتهي بتاريخ الانتهاء ،ثم يعلوها مناطق الإنتقال ، التى تشتمل على مثلثات كرويه ومقرنصات حجريه ، يفصل بينها قندليات مركبه ، وكانت النوافذ مغطات في الأصل بستائر جصيه معشقه بزجاج ملون ، إلا أنه لم يتبقى منها الا القليل ، تبدء بعدها صنجات القبه في التكور حتى القطب الذي نقش بجامه دائريه مشعه ملونة .
ترميم القبة وأعادتها للحياة
أكد الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المجلس قد انتهى من ترميم قبة السلطان قانصوه أبو سعيد بسكة المحجر ترميمها.
وأضاف وزيري، أن أعمال الترميم شملت الترميم المعماري لمربع القبة، والتنظيف الميكانيكي لجدرانها من الداخل والخارج وإزالة طبقات السناج والاتساخات المتراكمة نتيجة للعوامل الجوية، وكذلك إزالة طبقات الملاط المستحدثة على الجدران الداخلية لإظهار الأحجار والحالة الأصلية مع تكحيل العرانيس.
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، أنه تم ترميم سقف الممر الجانبي، وإعادة فتح شباك القبة الجنوبي الغربي الذي كان مسدودا في فترة سابقة بأحجار حديثة وإعادته إلى رونقه الأصلي، كما تم إظهار بقايا الكتابات الأثرية بالقبة من الخارج.
وشملت الترميمات تركيب نظام إضاءة داخلية وخارجية جديدة للقبة، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق، للمحراب والقبة من الداخل، وكافة الرنوك (شعار السلطان) والأشرطة الكتابية المزخرفة بهم، وتنظيفها وتثبيت ألوانها وإظهارها، مع مراعاة الأصول الفنية والأثرية المتبعة، كما شمل الترميم الأثري تبليط ورصف المنطقة ووضع أحواض نباتات ملائمة لطبيعة الأثر، وتركيب اللوحات التعريفية الخاصة بالقبة بالإضافة إلى تركيب كاميرات للمراقبة.