دور الأبوين فى تنمية قدرات الطفل “إكتشاف موهبته والتركيز والفضول” أهم سمات الموهوب
كتبت: حياة يحيى
يبدأ دور الوالدين منذ اللحظات الأولى فى الحمل فى تكوين وتنمية عقل وقدرات الطفل ، التى تتشكل مع أول تفاعل للجنين وهو فى رحم أمه مع صوتها ، كما تنتقل إليه كل انفعالاتها من سعادة وحزن وتوتر وخوف ، من خلال الهرمونات التى تنتقل إليه وتعمل على تشكيل مشاعره وعقله وقدراته المختلفة وإنفعالاته .
و صرح أ.د/ محمد عبد العزيز فؤاد أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس ، فى حوار خاص لبوابة الجمهورية الثانية :
أن تشكل قدرات الطفل مرتبطة بنمو دماغ الأطفال وبالتركيبة الوراثية والتغذية ، فأدمغة الأطفال تمر في فترات نموها بما نسميها الفترات الحرجة ، تحدث الفترة الحرجة الأولى ، في سن الثانية تقريبًا ، و يحدث الثاني خلال فترة المراهقة ، في بداية هذه الفترات ، يتضاعف عدد الوصلات (المشابك) بين خلايا الدماغ (الخلايا العصبية) وهي العامل الرئيسي في تطور القدرات ولهذا مهم جدا الأهتمام بتغذية الطفل التغذية السليمة.
كيف يمكن للأباء معرفة القدرات واكتشافها وتنميتها لدى الطفل ؟
يجب أولاً عدم إهمال الجانب الوراثي لأنه مهم جدا ومؤثر ،ثم تأتى أهمية مراقبة الطفل وإتاحة المجال له لإكتشاف اهتماماته الخاصة ، ونعرّض للطفل مجموعة واسعة من التجارب ، ونمنحه الفرصة للخطأ دون توبيخ ، وتوجيه اسئلة ، ومن المهم إشراكه في مشاريع عائلية خاصة، دون الضغط على طفلك للتعلم.
ما الاخطاء التربوية التى قد تحدث وتحد من قدرات الطفل العقلية والابتكارية والاجتماعية ؟
أولها عدم فتح المجال للطفل لإكتشاف قدراته ، بالتعنيف بالتوبيخ والإجبار على عمل شيئ يفوق قدراته ومقارنته بغيره من الأطفال ، وهذا من أخطر مايمكن ، فهو يأتى بنتائج عكسية ،ولابد من عدم اهمال العامل الوراثي ، واستكشافه وفي حال التعثر العرض على المختصين .
هل يوجد طفل غير موهوب أم اننا احيانا نعجز عن إكتشاف موهبة الطفل ؟
كل طفل يمتلك موهبة ، لكنها متفاوتة بحسب الوراثة والمستوى الثقافي ، والمجتمعي للأسرة بالإضافة للفروق الفردية
و مصطلح الطفل الموهوب ، يطلق للتعبير عن طفل عنده امكانات تميزه عن أقرانه في نفس سنه وجنسه ، الأطفال الموهوبون يصبحون موهوبين عندما استخدام مواهبهم للتعلم والتركيز ومع وجود البيئة الملائمة فمثلا الطفل الموهوب في احد الفنون لو توفرت له البيئة المناسبة سيحقق تميز ، و
تتجلى المواهب بوضوح من سن ست سنوات، وقد تتأخر فى الظهور حتى المراهقة .
سمات الطفل الموهوب
• يركز بشكل جيد على المهام
• فضولي بشدة ويسأل أسئلة محددة وجادة
• القدرة على التعلم السريع •ذاكرته قوية ومبدع في أداءه
تأثير اللعب على تنمية قدرات الطفل
هذا يتوقف على العلاقة بين نوعية اللعب ومدى توافقها مع قدرات الطفل لابراز الموهبة ، اترك الطفل يلعب بالطريقة اللى تعجبه
هل حوار الوالدين باستمرار مع الطفل يؤثر فى تنمية قدراتهم ؟
بالتأكيد فمع نمو الطفل تتغير توجهاته ، ونموه العقلي وبالتالي تتغير طريقة ابرازه لمواهبه، وقدراته وهذا يحتاج مرونة في التعامل معاه والتركيز على نقاط القوة والبعد عن التلميح بنقاط الضعف خاصة لو كان لها مردود وراثي سابق
وكيف ندير حوار مع الطفل لتنمية التواصل بينه وبيننا ؟
المشاركة في افكاره ومناقشتها في حددود سنه ولانقلل من شأنها واذا وجدناها تحتاج تعديل نعدلها بطريقة تربوية ومحاولة توفير البيئة المناسبة للتعبير عن قدراته لتنمية موهبته .
وأخيراً علينا إدراك أن جميع الأطفال منذ ولادتهم ، وعلى اختلاف قدراتهم ومواهبهم ، جميعاً فهم بحاجة إلى الإحتضان ، والحمل على الأكتاف ، والتقبيل ،ومشاركة مشاعرهم مع أبويهم ومشاركتهم فى الأحاديث الودية ، وملاعبتهم ، فهذا يشكل قدراتهم العاطفية ويطورها ويدعم نموهم النفسى والعقلى بشكل سليم ويطور أدمغتهم وتفاعلهم الإجتماعى ويمنحهم شعور الأمان والإنتماء ، وينمى ثقتهم بذواتهم وقدراتهم ، ويؤكد لهم أنهم مرغوبين .