على خطى قدماء المصريين.. فرنسا تضئ مسلة كونكورد باستخدام الطاقة النظيفة
كتبت: ندىٰ حسن
تدقيق: ياسر فتحي
منذ أيام سأل المصور الشهير حسام عباس على حسابه الشخصي سؤالاً:
“عن تجربة فرنسا على مسلة رمسيس الثاني بميدان الكونكورد في باريس، لكي تثبت أنها كانت مصدرًا للطاقة الضوئية بتثبيت قمة هرمية من المعدن في الجزء العلوي منها، تلك التجربة التي تعيد للأذهان أن المسلات والأهرامات لم تكن مقابر للملوك، أو مجرد أعمدة نُقِش عليها بعض الكتابات والرموز، بل كانت رمزًا للطاقة والإنارة في مصر على مر العصور، وهنا يجب أن نطرح سؤالًا: هل عرف المصري القديم الطاقة النظيفة المعتمدة على المياه أو ضوء الشمس أو الرياح ؟
وبسؤالنا السابق للدكتور مجدي شاكر خبير الآثار المصرية أكد أن المسلة المصرية البالغ ارتفاعها 22,55 مترًا، والتي أهداها حاكم مصر محمد علي للملك الفرنسي لوي فيليپ هي من الجرانيت الوردي ويبلغ وزنها حوالي 227 طنًا.
وأكد شاكر أن معابد الشمس كانت هي المرحلة النهائية هنا (الولادة و إعادة الإحياء) تتجسد في رمز الشمس (المسلة)، فإنها تعبر أيضًا عن اتجاه الشرق، وكانت قمة المسلة تغطىٰ بطبقة من معدن الألكتروم وهو خليط من الفضة والذهب، ونسبة الذهب فيه أكثر من الفضة حوالي 30:70 وكان الذهب يستورد بكميات كبيرة من بلاد في الصحراء الشرقية وبلاد النوبة وبلاد بونت في الصومال، وكان يوضع على قمة المسلة ليعكس أشعة الشمس لتضئ كل جوانب المعبد، ومِن هنا يمكن القول بأن الدور الذي يؤديه رب الشمس والملك للانتقال من مرحلة الموت إلى إعادة الإحياء و الولادة يرتبط بالاتجاه الجغرافي من الجنوب إلى الشمال (حيث اتجاه فيضان النيل في مصر) ثم إلى الشرق (حيث شروق الشمس وصعودها نحو السماء)
• المسلة رمز الشمس
يرى البعض أن المسلة ترمز لأشعة الشمس الهابطة من السماء من حيث كونها ترابطًا معماريًا بين الطول وهرم “البن بن”.
ويرون أن القمة الهرمية للمسلة تلعب نفس الدور الذي يلعبه الهرم كمقبرة، من حيث أنه التل الأزلي الذي بدأت عليه الخليقة.
وربط بعض الباحثين بين المسلة والإله “آتوم” حيث اعتبروا أن “بن بن” بذرة “آتوم” الحجرية “المني الحجري الذي نزل من آتوم في المحيط الأزلي”.
وافترض آخرون أن المسلة ماهي الا الصخرة المخروطية التي كانت تعلوا التل الأزلي في هليوبوليس والتي ظهر على قمتها للمرة الأولى آتوم عندما خرج من نون في هيئة طائر البنو (العنقاء).