كتب: محمد عبد السميع
تدقيق: ياسر فتحي
عبدالسلام العباسي من مدينة القرين بمحافظة الشرقية، الشهير بالبطل محمد العباسي، هو أول من رفع العلم المصري على أرض سيناء الحبيبة، بعد أن حقق خير أجناد الأرض النصر المبين على الجيش الصهيوني.
البطل (العباسي) تم تجنيده في سلاح المشاة قبل النكسة بأربعة أيام، كان يشعر بالحزن الشديد مثل باقي زملائه، على الذين استشهدوا من زملائه، وعلى السلاح الذي تم تدميره، ولكنه أصر بالجهد والعرق على أن يرد الصاع صاعين للعدو، تحت شعار (العرق في التدريب يوفر الدم في المعركة).
انتقل البطل مع بداية عام 1968 إلى جبهة القتال، وكان الموقع نمرة “6 بالإسماعيلية”، وفي هذه الآونة كان يتم بناء خط بارليف الإسرائيلي شرق القناة، وسُمي بذلك نسبة لمصممه “حايف بارليف”، وكان الجيش الإسرائيلي يقوم حينها بتجهيز الدُّشَم الحصينة أمام عينيه، وكانت حوالي 33 دشمة حصينة خط أول، وأطلق عليه خط بارليف الذي لا يقهر.
لم يلتفت البطل إلى استفزازات العدو الصهيوني الذي استخدم حربًا نفسية قاسية، في ظل وجود ساتر ترابي ارتفاعه 25 مترًا، ولكنه قام مع زملائه بقوة وعزيمة وإصرار بوضع الألغام على الطرق التي تتجول بها دبابات العدو ذهابًا وإيابًا.
ومع رفاقه، كانوا يزرعون الألغام ليلًا، ومع 12 من زملائه الذين تم اختيارهم بعناية، يحملون قذائف آر. بي. جي وعشر بنادق آلية، ونجحوا في عبور القناة في الساعة 12 من منتصف الليل، وتمركزوا إلى أن جاءت دورية في الساعة 2 بعد الظهر، وهي القادمة من التينة باتجاه الكاب، وقاموا بتدمير الدبابتين، الأولى والأخيرة، وناقلات جنود وأسروا ثلاث جنود إسرائيليين، وعادوا بهم سباحة لمسافة ألف متر.
وفي يوم السبت 6 أكتوبر، بدأت المدافع المصرية في صب نيرانها على العدو الصهيوني و عبروا القناة، وبوصولهم للبر الشرقي الذي توجد به الدشم الحصينة رقم “1” بالقنطرة شرق، وفي دقائق معدودة تمت السيطرة على الدشمة، وكان البطل أول من رفع العلم المصري على تراب سيناء الغالية ليرفرف خفاقًا في سماء الوطن بعلامة النصر المبين