وثائق سرية للبنتاجون تكشف عن برنامج الأجسام الطائرة المجهولة
تدقيق: ياسر فتحي
بعد أكثر من أربع سنوات من المعارك القانونية، أصدرت وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، أكثر من 1500 وثيقة.
كانت صحيفة “صن أون لاين” البريطانية أول مَن طلب نسخة من جميع “الملفات أو التقارير أو ملفات الفيديو” المتعلقة ببرنامج الأجسام الطائرة المجهولة في 18 ديسمبر/ كانون الأول 2017، “بموجب قانون حرية المعلومات”.
وتتضمن هذه الوثائق تقارير علمية أجريت بتكليف من الحكومة ورسائل إلى البنتاغون بخصوص برنامج الأجسام الطائرة المجهولة، وتقارير عن الأبحاث حول التأثيرات البيولوجية لمشاهد الأجسام الطائرة المجهولة على البشر، وتحدد تصنيفات للتجارب الخارقة، ودراسات في تقنيات الخيال العلمي.
وقالت وكالة الاستخبارات، إن “بعض أجزاء الوثائق تم حجبها جزئيًا” بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية والسرية.
وتضمنت الوثائق- بحسب الصحيفة- معلومات مذهلة عن أبحاث وكالة الاستخبارات بشأن الآثار البيولوجية لمشاهدة الأجسام الطائرة المجهولة على البشر، والتي يأتي من بينها الحروق ومشاكل القلب واضطرابات النوم، وحتى الأحداث الغريبة مثل “الاختطاف الواضح”.
وأشار التقرير إلى أن هذه الإصابات غالبًا ما تكون مرتبطة بالإشعاع الكهرومغناطيسي؛ حيث عثرت السلطات على أشخاص أصيبوا بجروح جراء التعرض لمركبات فضائية مجهولة عندما كانوا على مقربة منها، بحسب “صن أون لاين” البريطانية.
وأضاف التقرير أن هناك 42 حالة طبية و300 حالة مماثلة لم تُنشر أصيب فيها بشر بعد مواجهات مع مركبات مجهولة.
كان برنامج تحديد التهديدات العسكرية الفضائية المتقدمة برنامجًا سريًا للبنتاغون، أُدير بين عامي 2007 و 2012 لدراسة الأجسام الطائرة المجهولة.
وكان قد تم الكشف عنه من قبل مسؤول المخابرات السابق لويس إليزوندو، الذي ترأس البرنامج في عام 2017، والذي نشر مقاطع فيديو لمشاهدات الأجسام الفضائية المجهولة من قبل أفراد الجيش الأمريكي.
ونشر البنتاغون رسميًا ثلاثة مقاطع فيديو لـ”أجسام غريبة” رصدتها البحرية الأمريكية،
وتظهر مقاطع الفيديو بالأبيض والأسود، سجلها طيارون تابعون للبحرية الأمريكية في عامي 2004 و 2015، فيما يبدو أنه سباقات لأجسام عالية السرعة في السماء.
وتُظهر مقاطع الفيديو التي تعود لعام 2004، جسمًا يشبه الصحن يحوم ويدور في الهواء قبل أن يبتعد.
ووفقًا لما قاله الطيارون الذين التقطوا الفيديو لصحيفة نيويورك تايمز فإن الحادث وقع على بعد 100 ميل من الشاطئ فوق المحيط الهادئ.
ومقطعين آخرين، تم التقاطهما عام 2015، من قبل طياري البحرية الأمريكية على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، تظهر فيهما أجسام تتحرك بسرعة عبر السماء، أحدها يدور في الهواء.
وكان الكشف عن البرنامج بمثابة خطوة تغيير في الطريقة التي تتحدث بها الولايات المتحدة عن الأجسام الطائرة المجهولة، والتي تُعرف الآن بشكل أكثر شيوعًا باسم الظواهر الجوية غير المحددة (UAPs).
وقد انتقلت هذه الظاهرة من الهامش إلى مصدر قلق خطير للأمن القومي، ناقشه المشرعون ومسؤلوا الدفاع، وحتى الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون.
من بين تحوية الوثائق أيضًا دراسات في التقنيات المتقدمة مثل عباءات الاختفاء والروبوتات التي يتحكم فيها العقل، ودراسات في التواصل مع الحضارات الغريبة وخطط لاستكشاف واستعمار الفضاء السحيق.
وتحتوي مجموعة المستندات التي تم إصدارها حديثًا على رسائل من السيناتور هاري ريد – الذي يطلب تصنيف المشروع على أنه سري للغاية – ووثائق حول المقاولين.
ويشار إلى أن البنتاغون أصدر في العام الماضي تقريره الذي طال انتظاره حول ما يعرفه عن سلسلة الأجسام الطائرة الغامضة التي شوهدت في الأجواء على مدى العقدين الماضيين، التقرير الذي نشر على الموقع الإلكتروني لمكتب مدير المخابرات الوطنية، فحص 144 بلاغًا عن مواجهات مع ما اعتبرته الحكومة “ظاهرة جوية مجهولة”.
يأتي ذلك في الوقت الذي يفتح فيه البنتاغون مكتبًا جديدًا للتحقيق في الأجسام الطائرة المجهولة وأصولها ومحاولات “الاستيلاء على أو استغلال” إحدى المركبات الغامضة بعد تعديل مشروع قانون الدفاع المقدم في مجلس الشيوخ الأمريكي، تحت مسمى “مكتب مراقبة والتعامل مع الحالات المجهولة.”
وستتحقق الوحدة مما إذا كانت المركبة الغريبة التي قيل إنها أثارت قلق الجيش الأمريكي تقنية غير معروفة من روسيا والصين أم أنها شيء آخر؟