حدوتة صايم(2).. محمد عيسى يكتب: عم ثابت المسحراتي

يرتبط برمضان أو يرتبط رمضان به فكلاهما وجهين للبهجة والفرح والسعادة، تنتظره مع قدوم شهر رمضان بجسده النحيف، وبشرته السمراء، وصوته الرخيم ـ وهو يطوف بين شوارع المدينة مذكرا بموعد دخول وقت السحور.

مع سكون الليل في رمضان ومع اقتراب وقت السحور ننتظر في شوق وترقب عم ثابت المسحراتي ننتظره ونترقب صوته من بعيد وهو يدخل إلى الشوارع المجاورة ينادي على الجيران بصوته الجميل، وهو يمسك طبلته الصغيرة بيده، وكانه يقربها من قلبه، لكي تسمع منه أسماء الجيران وتلقنه النداء عليهم لكي ينتبهوا إلى دخول وقت السحور يقترب منا المسحراتي وكل واحد منا يحرص أن يستقبله أولا لكي يحظى بنداء إسمه قبل غيره من بقية الأطفال، كل واحد منا يمسك قطعة صغيرة من النقود في يده لكي يعطيها لعم ثابت المسحراتي بعد أن ينادي على إسمه يقترب منا وهو يبتسم ابتسامته الصافية الراقية المضيئة يكاد يحضننا جميعا وهو يقول لنا سأنادي على كل واحد منكم باسمه قبل الآخر نترقب نحن من منا سيحظى بنداء المسحراتي أولا ينظر إلينا وفجاة يغني أغنية جميلة من أغاني شهر رمضان ويختمها وهو يقول” اصحوا يا أولادي اصحوا يا أطفال اصحى يا نايم وحد الدايم وحد الرزاق”.

يتركنا وهو يقول لنا غدا سأنادي عليكم كل واحد باسمه يدخل إلى الشارع الذي نسكن فيه وهو يغني أغاني رمضان ويبدأ في النداء على الجيران كل واحد باسمه حتى من فرط سعادته ونقاء قلبه كان ينادي على جيراننا من المسيحيين أيضا وكان يقول لنا كلنا أهل ورمضان كريم يستكمل رحلته بين الجيران ممسكا بطبلته الصغيره وهو يحتضنها ويقربها إلى قلبه وكأن قلبه يلقنه الغناء والأناشيد وأسماء الجيران اصحى ياعم نجيب اصحى ياحاج صالح اصحى ياشيخ محمود اصحى ياعم أحمد اصحى يا نايم وحد الدايم وحد الرزاق رمضاااااااان كريم.