مؤتمرٌ صحفيٌ بين شولتز وبوتين بعد 3 ساعات مِن المُباحثات

كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي

أكَّد المستشار الألماني أولاف شولتس، أنَّ لروسيا دورٌ حاسمٌ في الحفاظ على الأمن في أوروبا، وذلك بعد محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو، بشأن التوتر القائم بين موسكو وكييف، واستغرقت المحادثات أكثر مِن ثلاث ساعات.

وقال شولتس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بوتين “بالنسبة إلى الأوروبيين، من الواضح أنه لا يمكن تحقيق أمنٍ مُستدام مِن دون روسيا، لذلك يجب أنْ يكون ممكنًا إيجاد حل، ورغم صعوبة الوضع الحالي وخطورته فهو “ليس ميؤوسٍ منه”.

ومِن جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، “إنَّ موسكو لا تريد حربًا بسبب أوكرانيا، ولهذا السبب قدَّمنا اقتراحاتنا لعملية تفاوضية”، لكنه وصف الوضع في المناطق الانفصالية بشرق أوكرانيا بأنه “إبادة جماعية”، ودعا إلى حل الصراع هناك مِن خلال تحقيق السلام في مينسك.

كما أكد بوتين على ضرورة البَت في إغلاق موضوع عضوية أوكرانيا في الناتو اليوم، وليس في المستقبل، فإذا انضمت أوكرانيا إلى الحِلف بعد غد وليس في الغد، فذلك لا يغير شيئًا بالنسبة لروسيا.

وأضاف أنَّ بلاده “جاهزة للتفاوض بشأن كافة القضايا الشائكة، لكن ليس بمعزل عن الاقتراحات الروسية التي نعتبر تطبيقها مِن أولىٰ الأولويات القومية لروسيا”.

ويهدف ذلك اللقاء بين بوتين وشولتز إلى نزع فتيل أزمة غربية-روسية، نجمت عن نشر أكثر مِن مائة ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية، والتي أثارت مخاوف الغرب مِن حصول غزو.

وعلى جانب آخر اقترح رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألماني، ديتمار بارتش، الاستعانة بالمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، كوسيط في النزاع الأوكراني، وقال إنَّ المستشارة السابقة “تتمتع لدىٰ طرفي الصراع بالمكانة الضرورية لتهدئة الوضع، وهو ما لا تتمتع به الحكومة الاتحادية التي يقودها المستشار أولاف شولتس، وأشار لدور الوساطة الذي قامت به ميركل كمستشارة خلال إبرام اتفاقية مينسك في عام 2015.

واستكمالاً للجهود الدبلوماسية والاتصالات المكثفة لاحتواء الأزمة، أجرىٰ وزير الخارجية الروسي سيرچي لافروف، محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم، أكد خلالها على عدم قبول الخطاب العدواني الذي تنتهجه الولايات المتحدة وأقرب حلفائها، داعيًا إلى حوار عملي حول مجموعة كاملة مِن القضايا التي أثارتها روسيا، مع التأكيد على مبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة، بحسب بيان نشرته الوزارة.

وفي لندن اعتبر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، اليوم، أنَّ التقارير الاستخباراتية الخاصة بالوجود الروسي على الحدود الأوكرانية “لا تزال غير مشجعة” رغم الإعلان عن سحب بعض القوات وقول موسكو إنها “منفتحةٌ على الحوار”.

وقال في ختام اجتماع أزمة حول أوكرانيا “إنَّ روسيا تُبدي انفتاحًا على الحوار، لكن مِن الجانب الآخر معلومات الاستخبارات التي لدينا اليوم لا تزال غير مشجعة”.

كما أشار إلى “مستشفيات ميدانية روسية أقيمت قُرب الحدود الأوكرانية في بيلاروسيا” و”المزيد مِن المجموعات التكتيكية تقترب مِن الحدود”، وأضاف أنَّ “الإشارات متفاوتة حتى الآن”.