أوكرانيا تصر على حقها في الانضمام للناتو.. وألمانيا تلوح مِن جديد بالعقوبات علي روسيا
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي
وصل المستشار الألماني أولاف شولتز، اليوم، للعاصمة الأوكرانية كييف، للتباحث مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، حول مخاطر الاجتياح الروسي للبلاد قبل أنْ يتوجه غدًا للعاصمة الروسية موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، وقبل وصوله، طالب شولتز روسيا بـ”إشارات فورية لخفض التوتر” في محاولةٍ لتبديد التهديد باندلاع الحرب، في أزمةٍ غير مسبوقةٍ بين روسيا والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة ونشر موسكو 130 ألف جندي على طول الحدود الأوكرانية.
وفي المؤتمر الصحفي المشترك بين الزعيمين، أكَّد زيلينسكي أنَّ انضمام بلاده لحلف شمال الأطلسي الناتو، سيضمن أمنها، وأنَّ كييف ما زالت تسعىٰ لذلك، فيما تستخدم روسيا خط غاز “نوردستريم 2” كسلاح جيوسياسي.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الرئيس الأوكراني سيرجي نيكيفوروف، أنَّ تطلعات أوكرانيا إلى الانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي، منصوصٌ عليها في دستورها وستظل الأولوية المُطلقة للبلاد، وهذا المسار لا ينعكس فقط في الدستور، بل يحظىٰ أيضًا بموافقة السلطات والمجتمع الكاملة.
“بحسب رويترز”
وقال المستشار الألماني، أنَّ بلاده مستعدة لفرض عقوبات قوية على روسيا إنْ غزت أوكرانيا، داعيًا في الوقت ذاته روسيا لتخفيف التوتر واستخدام لغة الحوار.
وعلى جانبٍ آخر التقىٰ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، بكلٍ مِن وزير خارجيته سيرجي لافروف، ووزير الدفاع سيرجي شويجو، واطلع بوتين على الرد الذي أعدته الوزارة لواشنطن و”الناتو” على المقترحات الروسية للضمانات الأمنية صِيغَ في 10 صفحات.
كما أعلن شويجو أنَّ النشاط العسكري للولايات المتحدة في أقصىٰ شرق روسيا يبدو غير مفهوم وغير مبرر.
وقدم شويجو تقريرًا لبوتين عن الحادث الأخير مع غواصة أجنبية تم الكشف عن وجودها في المياه الإقليمية الروسية قُرب جزر الكوريل، والتي طردتها القوات البحرية الروسية المضادة للغواصات باستخدام وسائل خاصة.
وأشارَ إلى أنَّ الغواصة الأجنبية، وعلى الأرجح أنها أمريكية، اكتُشِفَت أثناء تدريبات الأسطول الحربي الروسي في المحيط الهادئ، وتوغلت إلى داخل المياه الإقليمية الروسية على مسافة 4 كم، وتم طردها نتيجة اتخاذ إجراءات مناسبة باستخدام “وسائل خاصة”، استغرقت ثلاث ساعات.
وأضاف شويجو “لا يمكن فهم هذا النشاط للولايات المتحدة في الشرق الروسي غير المبرر”.
وقال لافروف في اجتماعه المنفصل مع بوتين “الإجابات التي وردتنا على طلب روسيا لتفسير مبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة كانت غير مرضية، وستواصل موسكو السعي للحصول على إجابات واضحة مِن كل بلد على حدة”.
وأضاف لافروف أنه “تلقى رسائل مقتضبة مِن كلٍ مِن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، جوزيف بوريل مفوض السياسة الخارجية الأوروبي، قيل فيهما أنه لا داعي للقلق، ويجب أنْ نواصل الحوار، الشيء الرئيسي هو ضمان وقف التصعيد حول أوكرانيا، وبالتالي روسيا ليست مستعدة للدخول في محادثات لا نهاية لها مع الولايات المتحدة والناتو حول القضايا الأمنية الرئيسية التي تهم موسكو، ومع ذلك فهناك فرصة للتوصل إلى اتفاق”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف “أنَّ بوتين وافق على المسودة التي قدمها لافروف مِن حيث المفهوم، يقوم الدبلوماسيون الآن على الانتهاء مِن صياغة النص الذي سنقوم بإرساله”.
وعلى الصعيد الدبلوماسي قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم، أنه سيتحدث قريبًا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر الهاتف ليبحث معه الوضع في أوكرانيا.
وقال جونسون “سأفعل كل ما بوسعي لمساعدة العملية الدبلوماسية سأتحدث في القريب العاجل مع قادة عدّة بينهم جو بايدن”.
وفي وقتٍ سابق أعلن مكتب جونسون أنه يعتزم زيارة عدة دول في شمال أوروبا ودول البلطيق، بعد لقائه الأسبوع الماضي الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، وقادة الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وكندا، وإيطاليا، وبولندا، ورومانيا، وليتوانيا، وهولندا، والاتحاد الأوروبي.
وأكد المتحدث باسم مكتب جونسون أنَّ “الأزمة على الحدود الأوكرانية وصلت إلى نقطة حرجة، وكل المعلومات التي في حوزتنا تشير إلى أنَّ روسيا يمكن أنْ تغزو أوكرانيا في أي وقت، ستكون لهذا عواقب كارثية على أوكرانيا وروسيا”.