“بوتين” يستقبل نظيره الفرنسي “ماكرون” في الكرملين
كتب: ثروت سلامة
تدقيق: ياسر فتحي
وصل الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” إلى موسكو اليوم الإثنين، لإجراء محادثاتٍ مع نظيره الروسي “فلاديمير بوتين” مُعربًا عن “تفاؤله المعتدل دون توقع أي معجزات” حيال اللقاء.
صرح “ماكرون” على متن الطائرة الرئاسية الفرنسية قبل الوصول إلى موسكو حسب قناة “BFM” “أتوقع اللقاء مع تفاؤل معتدل، لكنني لا أصدق بالمعجزات الفورية”.
وفي ذات الإطار أكد الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في مُستهَل لقاءٍ مع نظيره الفرنسي “إيمانويل ماكرون” في الكرملين، أنَّ لروسيا وفرنسا مباعِث قلق مشتركة في مجال الأمن.
وأعرب “بوتين” خلال استقباله “ماكرون” عن سعادته برؤية نظيره الفرنسي مُشيرًا إلى أنَّ هذا اللقاء هو الأول بينهما منذ سنتين.
وأضاف “بوتين” أنَّ هناك العديد مِن القضايا التي مِن الممكن ويجب مناقشتها في الصيغة المباشرة، لكن وعلى الرغم مِن ذلك، إلا أنَّ اتصالاتنا لَم تنقطع أبدًا خلال هذه الأعوام مُشيرًا إلى أنَّ حجم التبادل التجاري بين روسيا وفرنسا ارتفع على الرغم مِن الجائحة، حيث ازداد خلال الأشهر الـ11 الأخيرة بنسبة تفوق 70%، فضلًا عن استمرار العمل السياسي المشترك على مستوياتٍ عدة، إضافةً إلى تطوير العلاقات في المجال الإنساني.
وشدد “بوتين” على ذلك بقوله “أنني أفهم أنَّ لدينا مباعِثُ قلقٍ مشتركة بشأن ما يحدث في مجال الأمن بأوروبا”.
وتابع “بوتين” مخاطبًا “ماكرون” في ذات السياق “بودي أنْ أشكرك على أنَّ فرنسا تشارك بأنشط شكلٍ وعلى أساسٍ ثابت في وضع قرارات مبدئية في هذا الاتجاه، وهذا أمرٌ مستمر منذ بداية علاقاتنا في العهد الحديث”.
وأشار “بوتين” إلى أنه مِن اللافت أنَّ اللقاء يجري في هذا اليوم بالذات لأنه يصادف الذكرىٰ الـ30 لتوقيع الوثيقة التأسيسية حول إقامة علاقات خاصة بين روسيا وفرنسا.
وأضاف “بوتين” مُخاطبًا “ماكرون” “كما قلت تشارك فرنسا بأنشط شكل في حل القضايا المحورية للأمن الأوروبي، وهذا ما قام به أسلافك، وهذا الأمر يخص بما في ذلك الأزمة التي نشبت بعد هجوم جورجيا على أوسيتيا الجنوبية ووضع اتفاقات مينسك ومِن ثَمَّ تنظيم عمل صيغة النورماندي، وأنا أرىٰ حجم الجهود التي تبذلها القيادة الفرنسية الحالية والرئيس شخصيًا؛ مِن أجل إنهاء الأزمة المتعلقة بضمان الأمن على أساسٍ متساوٍ في أوروبا وكذلك حَل الأزمة الداخلية الأوكرانية الجارية جنوب شرق البلاد”.
مِن جانبه، شدد “ماكرون” على ضرورة إبداء كل الأطراف المسئولية في حَل التوتر “الحَرِج” الذي يسود أوروبا على خلفية الأوضاع حول أوكرانيا.
وأضاف “ماكرون” “أنَّ الأوضاع الحرجة في أوروبا تثير قلقًا لدينا، لذا يجب أنْ نتصرف جميعًا بشكل مسئول، لقد وضعنا أُسُسًا للحوار الشفاف والملزِم والشامل عام 2019، هذا الحوار حيوي الآن لدرجةٍ لم يكن عليها في أي وقت مضىٰ، إنه ضروري، وهو الأمر الوحيد الذي سيتيح ضمان الأمن والاستقرار في القارة الأوروبية”.
يُذكَر أنَّ “ماكرون” استهَلَّ رحلته بزيارة إلى موسكو قبل أنْ يتوجه إلى كييف الثلاثاء، على خلفية التوتر حول أوكرانيا والادعاءات الغربية بشأن غزوٍ روسيٍ محتملٍ لها.