لقاء أبو مازن و بيني جانتس.. يفتح نيران الانتقادات في الجانبين
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي
التقىٰ الرئيس الفلسطيني “محمود عباس أبو مازن”، مساء أمس، وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني جانتس” بمنزل الوزير بمدينة روش هعين، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وتناول اللقاء مباحثاتٍ حول القضايا الأمنية والتنسيق فيها بين الجانبين، كما أعرب “جانتس” عن عزمه مواصلة التعاون في المجالين الاقتصادي والمدني، بحسب بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وحضر الاجتماع مِن الجانب الإسرائيلي، مُنسِّق أنشطة الحكومة في المستوطنات اللواء “رسان عليان”، ومِن الجانب الفلسطيني رئيس السلطة العامة للشئون المدنية “حسين الشيخ”، وهو أيضًا عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح.
وقال الشيخ أنَّ اللقاء تناول أهمية خلق أفق سياسي يقود إلى حلٍ سياسي ينسجم مع حلول الشرعية الدولية، بالإضافة إلى الوضع المتوتر في الضفة الغربية بسبب ممارسات المستوطنين ضد الفلسطينيين.
ويُعَدُّ هذا اللقاء هو الأول “لأبو مازن” مع مسئول إسرائيليٍ في إسرائيل منذ 2010، ولكنه اللقاء الثاني مع “جانتس” الذي كان قد وصل إلى رام الله أغسطس الماضي للقاء الرئيس الفلسطيني.
ومِن جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي على تويتر اليوم الأربعاء، إنه اجتمع مع الرئيس الفلسطيني “محمود عباس”، وناقشا اتخاذ إجراءاتٍ اقتصادية ومدنية، وشدَّدا على “أهمية تعزيز التنسيق الأمني ووقف الإرهاب والعنف”.
وقال الصحفي الإسرائيلي “جال بيرجر” مِن قناة كان العبرية عبر تويتر، إنه خلال اللقاء اتفق “أبو مازن”و “جانتس” على أنْ يقدم الجانب الإسرائيلي مائة مليون شيكل على شكل قرض مِن أموال الضرائب التي تخص الفلسطينيين، بالإضافة إلى تحديث عنوان الإقامة لعشرة آلاف فلسطيني في الضفة الغربية وغزة، وِفق مكان إقامتهم الراهنة”، إضافة إلى عشرات بطاقات الـVIP لشخصياتٍ فلسطينية رفيعة بالإضافة إلى مئات الموافقات على منح بطاقة VIP لرجال الأعمال.
كما ناقش “جانتس” خلال الاجتماع إمكانية تخفيض الرسوم المفروضة على مشتريات الوقود، ودراسة إمكانية شحن الحاويات عبر جسر اللنبي، بالإضافة لعدد مِن الملفات الأخرى.
وجديرٌ بالذكر أنَّ جميع الواردات تمر إلى السلطة الفلسطينية عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية، وتجمع إسرائيل ضريبة القيمة المضافة والتعريفات الجمركية بالنيابة عن السلطة الفلسطينية، وفقًا لاتفاقيات أوسلو.
هذه الأموال هي أكبر مصدرِ دخلٍ للسلطة الفلسطينية، كما تحصِّل إسرائيل أيضًا ضريبة الدخل وأموال التأمين الصحي للفلسطينيين الذين يعملون لصالح إسرائيليين.
ويأتي هذا اللقاء بعد نحو أربعة أشهر على اجتماع الرجلين في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وناقش الاجتماع حينها القضايا الأمنية “الروتينية” والاقتصاد.
هذا ولَمْ يصدر بيانٌ أو تعليق مِن رئيس وزراء إسرائيل “نفتالي بينيت” حول لقاء “جانتس” مع “أبو مازن” الليلة الماضية.
ومِن جانبه، قال وزير الشئون المدنية الفلسطينية “حسين الشيخ” عبر حسابه على تويتر، إنَّ الاجتماع “تناول العديد مِن القضايا الأمنية والاقتصادية والإنسانية”.
وفي المُقابل أثار هذا اللقاء موجة انتقاداتٍ لاذعةٍ لِ “جانتس” مِن أعضاء حزب الليكود، وبدأ هذه الحملة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي قال “إنَّ جانتس يعيد القضية الفلسطينية إلى جدول أعمال الإسرائيليين مرةً أخرىٰ”، وتَبِعَهُ بعد ذلك أعضاء حزبه واليمين الإسرائيلي بشكلٍ عام.
وأوردت صحيفة “إسرائيل هيوم” القريبة مِن “نتنياهو” في تفاصيل الانتقادات التي قادها وزراء الليكود ضِد “أبو مازن” وضد “جانتس” واصفةً الرئيس الفلسطيني بأنه المُمَول الأول للإرهاب.
وفي وقت سابق كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنَّ وزير الجيش الإسرائيلي “بيني جانتس” كان ينوي لقاء رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس” قبل تشكيل الحكومة الحالية، لكنه “أجَّل الاجتماع حتى لايفشل تشكيل الحكومة”.
وفي المُقابل أدانت حماس بشدة لقاء جانتس وعباس ووصفته بأنه “طعنة للانتفاضة” في الضفة الغربية، وقالت في بيانٍ لها “هذا اللقاء يكشف مرة أخرىٰ التراجع الكبير الذي انزلقت فيه السلطة الفلسطينية ورئاستها”، وأضاف البيان، “الشعب الفلسطيني يستحق قيادة وطنية نزيهة ومخلصة قادرة على حماية حقوقه الوطنية والدفاع عنها والتعبير عن تطلعاتها، وسيعمق هذا الاجتماع الانقسامات بين الفلسطينيين”.
واتهم “عزت الرشق”، القياد بحركة حماس ، عباس بـ “ازدراء” الفلسطينيين، وخاصة المحتجزين في السجون الإسرائيلية، ووصف الزيارة بأنها “مُشينة” و “جريمة” بحق الفلسطينيين.