الأزمة الأوكرانية وحرية الرأي والتعبير.. أهم بنود مؤتمر بوتين الصحفي
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: عبد الفتاح عبد الواحد
فى تقليد سنوي عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم مؤتمرًا صحفيًا استمر لعدة ساعات، أجاب فيها علي أسئلة المراسلين الروس والأجانب.
الأزمة الأوكرانية
وفى المؤتمر أكد بوتين أن بلاده تسعى لتجنب صراع مع الغرب بسبب أوكرانيا، واصافا ردّ الفعل الأمريكي على المقترحات الأمنية الروسية بأنه “إيجابي”، وأضاف أن المفاوضات ستبدأ في بداية السنة القادمة في جنيف، كما نفى أن تكون روسيا وراء ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا.
وقدّمت روسيا الأسبوع الماضي للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مسوّدة مقترحات تلخص مطالبها مقابل وقف تصعيد التوترات بشأن أوكرانيا، الجمهورية السوفيتية السابقة، وتقول المقترحات إنه على الحلف الأطلسي عدم قبول أعضاء جدد في التحالف العسكري، وتدعو إلى عدم إنشاء قواعد عسكرية في دول الاتحاد السوفيتي السابق.
وأضاف بوتين في المؤتمر “يجب ألا يكون هناك أي توسع لحلف شمال الأطلسي شرقا”، وتابع “الكرة في ملعبهم، عليهم إعطاؤنا بعض الأجوبة” لكن “عمومًا، رأينا حتى الآن رد فعل إيجابيًا، أخبرنا شركاء الولايات المتحدة بأنها مستعدة لبدء هذه المناقشة، هذه المحادثات، بداية العام المقبل في جنيف”.
كما حمل بوتين حلف الناتو المسئولية عن خداع موسكو، مشددًا على ضرورة أن يوقف الحلف تمدده شرقًا ويقدم ضمانات أمنية إلى روسيا.
وأضاف “قالوا لنا في التسعينيات: لن نمتد شبرًا واحدًا إلى الشرق، فماذا حصل؟ إنهم خدعونا! خدعونا بوقاحة وأطلقوا خمس موجات لتوسع الناتو”.
حرية التعبير والإبداع
وعلي جانب آخر أعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن قناعته بأنه لا يمكن تبرير إهانة مشاعر المؤمنين بحرية الإبداع.
وتساءل بوتين، ردًا على سؤال عن ما هو الخط الذي يفصل بين إهانة مشاعر أحد و”حق الفنان في التعبير”، وما إذا كانت هناك أي علاقة بين تنزيل صورة للزعيم النازي أدولف هتلر إلى موقع “الفوج الخالد” المكرس للمحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية وحرية الإبداع.
وقال بوتين “دعونا نفكر في هذه الناحية من القضية، يجب علينا توفير الحرية بشكل عام، لأن مستقبلًا محزنًا ومملًا ينتظرنا دونها، لكن يجب الإدراك أن هذه الحرية تتناقض مع أهدافنا عندما تعبث بحرية شخص آخر”.
وتابع متسائلًا: “هل تمثل إهانة النبي محمد حرية الإبداع؟ لا أعتقد بذلك، وتستدعي مثل هذه الأمور ظواهر أخرى أكثر تشددًا”.
وذكّر بوتين بالهجوم الإرهابي الدموي الذي استهدف في السابع من يناير قبل سنوات مقر مجلة “شارلي إبدو” في باريس بعد نشرها رسومًا كاريكاتورية للنبي محمد، مشددًا على ضرورة منع السماح بحدوث مثل هذه الحوادث المأساوية.
مقاطعة أوليمبياد بكين
وفي إجابته عن سؤال حول المقاطعة لأوليمبياد بكين اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن قرار بعض الدول، من بينها الولايات المتحدة، مقاطعة أوليمبياد بكين، هو قرار غير مقبول وخاطئ.
وأعلن البيت الأبيض في وقت سابق أن مسئولي الحكومة الأمريكية سيقاطعون دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية بسبب ما اسماه “الفظائع في مجال حقوق الإنسان في الصين”، على الرغم من أن الرياضيين الأمريكيين يحظون بحرية السفر إلى هناك للمنافسة.
وقالت الصين إن الولايات المتحدة سيتعين عليها “دفع ثمن” مقاطعتها الدبلوماسية لدورة الألعاب الأوليمبية، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، خلال إفادة إعلامية في بكين، اليوم، إن الصين تعارض المقاطعة وستتخذ “إجراءات مضادة حازمة”.
تحطيم الدولة الروسية من الداخل
وردًا على سؤال حول التاريخ السياسي الروسي، قال بوتين إن الانتصار على روسيا مستحيل وغير ممكن إلا من الداخل “قبل كل شيء، وأريد أن أذكّر بما قاله خصومنا على مدى قرون: روسيا يستحيل الانتصار عليها.. يمكن فقط تحطيمها من الداخل، وهذا ما أنجز بنجاح خلال الحرب العالمية الأولى، وفي تسعينيات القرن الماضي حين حطموا الاتحاد السوفيتي من الداخل. من يفعل ذلك هم أولئك الذين خدموا مصالح أخرى أجنبية لا صلة لها بمصالح الشعب الروسي والشعوب الأخرى في الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي وروسيا الاتحادية”.
لمحة اقتصادية
وفيما يتعلق بالاقتصاد، قال بوتين، إنه من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد هذا العام بنسبة 4.5%، فيما يتوقع أن يكون التضخم عند 8%، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الروسي نجح في التعافي من أزمة كورونا بوتيرة أسرع من دول أخرى.
وأضاف أن معدلات البطالة في روسيا انخفضت في الوقت الراهن إلى ما دون مستواها قبل اندلاع جائحة كورونا، والآن هي عند 4.3% لكن بحلول نهاية العام قد يرتفع إلى 4.4%.
كذلك أشار إلى أن روسيا حققت رقمًا قياسيًا في قطاع الإنشاءات، حيث تم بناء قرابة 90 مليون متر مربع العام الحالي.
ووصف مشروعات البنية التحتية التي تم إطلاقها بأنها “ضخمة وغير مسبوقة”.
وخلال حديثه أعطى الرئيس الروسي تقييمًا إيجابيًا لأداء الحكومة الروسية خلال الجائحة، مشيرًا إلى أنه تم إطلاق إجراءات لدعم المواطنين بشكل رئيسي.