حدث في مثل هذا اليوم 21 ديسمبر 1832م”معركة قونية”.. يوم اكتسح الجيش المصري الجيش العثماني
في مثل هذا اليوم، من العام 1832م، ومنذ قُرابة قرنين من الزمن؛ خلّد التاريخ ذكرى لاتُنسى لأعظم انتصارات الجيش المصري في العصر الحديث؛ إذ حقق جيشنا الباسل، بقيادة إبراهيم باشا، ابن محمد علي حاكم مصر وقتها؛ انتصارًا ساحقًا على الجيش العثماني، بقيادة رشيد محمد خوجة باشا، في معركة “قونية”، وبات الطريق ممهدًا أمام المصريين لدخول “الآسِتانة” عاصمة الخلافة العثمانية؛ ما دفع الخليفة العثماني إلى اللجوء لإمبراطور روسيا، على الرُّغم من خلافه معه؛ لإنقاذه من براثن الجيش المصري، الذي أصبح على مقرُبة من عاصمة الخلافة، وطلب منه إرسال مدد من الجيش الروسي، لحمايته، و”الآسِتانة” من إبراهيم باشا وجيشه.
النصر المُبين
وأظهرت تلك المعركة مدى بسالة الجنود المصريين، وعقيدتهم القتالية الراسخة، في التفوق على العدو، مهما كان عدده، وعتاده، وحِنكة، وخبرة قائدهم المِغوار إبراهيم باشا .. وبالفعل تحقق لهم ذلك عن جدارة واستحقاق، وكان النصر حليفهم؛ على الرُّغم من تفوق العثمانيين من حيث العدد؛ إذ بلغوا 53 ألف جندي، بينما وصل قُوام الجيش المصري إلى 15 ألفًا فقط !! فضلًا عن تفوق العثمانيين في العتاد، إذ كانوا يحملون 100 بندقية؛ في حين امتلك الجيش المصري أقل من نصفها، وبالتحديد 48 بندقية !
اكتساح
وأسفرت المعركة عن اكتساح الجيش العثماني، وقتل العديد من جنوده، إذ بلغ عدد قتلاه 3000 جندي، فيما فقد الجيش المصري عددًا زهيدًا من أفراده؛ لم يزد على 262 جنديًّا، وجُرِح منه 530 فقط.
كما بلغ انتصار المصريين مدى واسعًا، فلم يكتفوا بهذا الكم الكبير من القتلى العثمانيين، بل نجحوا في أسر عدد أكبر من جنود الجيش العثماني؛ وصل إلى 5000، في الوقت الذي لم يقع فيه أي جندي مصري في الأسر.