كتبت: حياة يحيى
منذ أن أطلقت وزارة الصحة مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكشف المبكر عن أمراض (الأنيميا والسمنة والتقزم) لدى طلاب المدارس بالمرحلة الابتدائية، بالتزامن مع بدء العام الدراسى الجديد 21/2022 في إطار حرص الدولة للحفاظ على صحة وسلامة الطلاب، وهناك كثيرين منا تسائل عن مفهوم التقزم وأهمية هذا النوع من المبادرات للكشف عنه وهل هناك إمكانية لعلاجه والوقاية منه.
التقزم عند الأطفال
د.سامي صبري إستشاري طب الأطفال والأمراض الصدرية بجامعة عين شمس أوضح ان التقزم نوعان:
* النوع الأول هو التقزم غير المتناسق القوام
عدم تناسق طول الأطراف ويتم تشخيصه بسهولة بعد الولادة وتلاحظه الام بالعين المجردة فيكون الجزع أطول من الأطراف وقصر الأصابع الشديد، وهو يحدث بسبب إضطراب جينى يؤدى لخلل فى نمو العظام ولا أسباب معروفة له ويتم تشخيصه منذ وقت الحمل حيث يظهر فى السونار ثلاثى الأبعاد.
وهذا النوع من التقزم لاعلاج له الا اذا كان هناك طرف أطول من طرف فيتم التدخل جراحيا وقد يحقن بهرمون النمو لاحداث تناسق بين الساقين او الزراعين او اطاله اصابع اليد لتفادي صعوبات الكتابة والإمساك بالاشياء.
هذا النوع من التقزم غير مرتبط بالذكاء او ضعف عقلي بالعكس هم غالبا اطفال شديدي الذكاء بشكل ملحوظ لكنهم قد يعانون غالبا من نوبات اختناق ليلي بسبب نقص ققرات الرقبة مما يستلزم جراحة استئصال اللوز.
ويجب الحذر عند ممارستهم الرياضة لانهم قد يصابوا بكسور فى المفاصل والعظام والتواء العمود الفقرى.
*والنوع الثاني هو التقزم المتناسق القوام
وهو قد يحدث لعوامل وراثية مثل قصر طول الأب والأم وقد يحدث بسبب سوء التغذية التي تبدأ من فترة الحمل او أمراض القلب والكلى والكبد ومشاكل في عمل الغدة الدرقية او النخامية المسئولة عن هرمون النمو ونقص الكالسيوم.
ويرتبط التقزم بسبب سوء التغذية بضعف معدل الذكاء والضعف العقلي عامة بسبب خلل تطور خلايا الدماغ نتيجة قلة المغذيات التي تصل للمخ.
ولكن وبرغم كل ذلك فهذا النوع يمكن علاجه ونتائجه تكون ممتازة جدا خاصة كلما تم التدخل مبكرا والتشخيص هنا يتم عن طريق تحليل مستوى هرمون النمو ووظائف الكبد والكلى وتحليل الغدة الدرقية والنخامية لتحديد السبب ووضع برنامج علاجي مناسب والذى قد يكون بحقن الهرمونات الخاصة بالنمو والتدخل الجراحي لاطالة الأطراف وبرنامج غذائي متكامل وممارسة رياضات إطالة العضلات والعظام.
والعلاج الدوائي متاح بجميع مستشفيات الدولة إلا أن الحقن الهرموني مكلف جدا وخاصة انه احيانا يمتد لسنوات.
الوقاية من التقزم الناتج عن سوء التغذية :
أوضحت د. عبلة الألفي استشاري طب الأطفال أن من كل خمس اطفال يصاب طفل بالتقزم الناتج عن سوء التغذية 20% منهم يتم اصابتهم أثناء الحمل ويمكن تفادي هذه النسبة بتغذية الحامل بمغذيات غنية بالزنك والكالسيوم والحديد وفيتامين د
وبعد الولادة مباشرة على الأم ان تبدأ فورا بالرضاعة الطبيعية لأنها تعمل على إلتحام الأمعاء فلا يفقد الطفل العناصر الغذائية اللازمة للنمو.
ومنع الرضاعة باللبن الصناعي خلال اول ثلاث اشهر من عمر الطفل لانها تدمر جدار المعدة فيفقد المغذيات اللازمة ويسبب سوء التغذية
وايضا ادخال الطعام المبكر للرضيع قبل سن ٦ اشهر كما اوصت منظمة اليونيسيف أن تقليل عدد مرات الرضاعة يسبب ضعف المغذيات والمناعة ويؤثر فى النمو البدني والعقلي للطفل سلبا لذلك ينصح بزيادة عدد مرات الرضاعة الطبيعية.
كما أن عدم الاهتمام بنظافة يد الام وطعام الطفل يسبب الديدان التي تقلل امتصاص المواد الغذائية فتسبب ايضا خلل في النمو والتقزم.
التربية الإيجابية والتقزم
هناك عامل هام جدا وهو التربية الايجابية والابتعاد عن احباط الطفل لأن التوتر والإحباط تسبب إضطراب ونقص في هرمون النمو والذي يؤدي للتقزم، ومن كل ما سبق نفهم سر إهتمام الدولة بالتشخيص المبكر للتقزم لإدراكها أهمية التدخل السريع لعلاج المرض والوقاية منه وأهمية المبادرة في توفير التحاليل اللازمة والعلاج على نفقة الدولة تخفيفا من اعباء تكلفة المرض الباهظة ولوقاية أجيال كاملة من المعاناة خاصة اذا علمنا ان مصر تقع ضمن 36 دولة يتركز فيهم 90% من مرض التقزم حول العالم وان نسبة التقزم في الأطفال دون الخامسة وصلت ل20%.