كتب : جرجس خليل
تدقيق : ياسر بهيج
مشروع “الدلتا الجديدة” أحد أهم، وأضخم مشاريع الدولة لدعم الاقتصاد، وحماية الأمن القومي المصري؛ من خلال تحقيق التنمية المُستدامة، والأمن الغذائي لكل أفراد الشعب.
ويُعد هذا المشروع الرائد، الذي أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ نموذجًا تنمويًّا متكاملاً لاستراتيجية الدولة في ترسيخ أركان، ودعائم الجمهورية الجديدة على أرض مصر، ودعم قدرتها على مواجهة الزيادة السكانية.
وعلى الصعيد الزراعي؛ يعتبر المشروع قفزة عملاقة نحو تنفيذ استراتيجية الزراعة 2030، بأهدافه التوسعية، في المستقبل.
وفي اجتماعه، اليوم، برئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محمد شاكر، استعراض الرئيس ما تم تنفيذه في المشروع حتى الآن، ووجّه بالإسراع في تأسيس البنية الكهربائية له؛ لاستيعاب معدلات التنمية الآخذة في التوسع بالمنطقة، وتحقيق الحد الأقصى للقيمة المضافة لتلك المشاريع، وحسن إدارتها، ما يؤدي لتوافر مياه الري اللازمة، وبالتالي جودة الإنتاج الزراعي، وتوفيره الشعب بمختلف الأسواق، في جميع فصول السنة.
وفي هذا التقرير الشامل الوافي، تقدّم “الجمهورية الثانية” لقارئها كل مايريد أن يعرفه عن هذا المشروع القومي العملاق، الذي سيحوّل مصرنا الغالية في المستقبل، من دولة مستوردة، إلى مُصدّرة، بل وستنافس الدول الزراعية الكُبرى في غزو الأسواق العالمية.. فضلًا عن القفزة العملاقة التي حققتها وزارة الزراعة في التطور الزراعي بمصر، خلال السنوات الست الماضية، وحتى الآن، بهذا المشروع، وغيره من مشاريع الدولة للتنمية الزراعية، وإليكم التفاصيل:
مشروع رائد
يتكوّن المشروع من مجتمعات زراعية، وعمرانية جديدة، تتميز بنظم إدارة حديثة، وتضم مُجمعات صناعية تقوم على الإنتاج الزراعي، وتوفر الآلاف من فرص العمل الجديدة للشباب، والمستثمرين، وتؤمِّن إنتاج السلع الاستراتيجية والوصول بها إلى الاكتفاء الذاتي، بما ينعكس على استقرار أسعارها في الأسواق.
مميزات عديدة
ويقوم على تنمية الزراعة المصرية، باستخدام أحدث تكنولوجيا الري؛ وله العديد من المميزات، التي ستحقق لمصر أهدافها القومية المُهمّة في التنمية الزراعية، وتتمثل مميزاته فيمايلي:
⁃ 2.2 مليون فدان مساحة المشروع، ومن المقرر الانتهاء من استزراع مليون فدان، خلال عامين، تصلح لزراعة جميع أنواع المحاصيل.
⁃ 30% مساحات زراعية جديدة يضيفها المشروع لمصر، من صافي أراضي الدلتا القديمة، فضلًا عن توفير أنشطة متعلقة بالزراعة؛ مثل؛ أنشطة الثروة الحيوانية، والداجنة، والتصنيع الزراعي.
⁃ 5 ملايين فرصة عمل مباشرة، وغير مباشرة، يقدمها لجميع المواطنين، وبخاصة الشباب، بحلول العام 2025.
⁃ من 12.5 لـ 15 مليون م3 يوميا احتياجات المشروع من المياه، لذا يعتمد على أنظمة ري حديثة؛ لضمان ترشيد استهلاك المياه، وكذلك مصادر مياه غير تقليدية، كمياه الصرف الزراعي المُعالجة.
⁃ 6.5 مليون م3/ يوم، الطاقة الإنتاجية لمحطة معالجة مياه الصرف الزراعي الجاري إنشاؤها غرب الدلتا.
⁃ 200 ألف تمت زراعتها، للعام الثاني على التوالي، باستخدام المياه الجوفية، من خلال ضوابط للسحب، والاستخدام؛ بما يضمن استدامة المخزون الجوفي.
⁃ 300 مليار جنيه حجم استثمارات معالجة مياه الصرف الزراعي، وتنفيذ البنية التحتية، والاستصلاح، والاستزراع بالمشروع.
المحاصيل المستهدفة
وقد قامت الدولة بتحديد أنواع المحاصيل، التي تصلُح زراعتها بالمشروع، بناء على دراسات حديثة على التربة، ومصادر المياه المُتاحة، وهي :
⁃ الذرة، والقمح، والسكر.
⁃ المحاصيل البستانية: الفاكهة، والخضراوات بكل أنواعها.
⁃ النباتات الطبية، والزيتية؛ كفول الصويا، وعباد الشمس، والكتان، والبابونج.
مستقبل مصر
وتشمل “الدلتا الجديدة” مشروعين هما؛ مستقبل مصر، وجنوب محور الضبعة:
أولًا : مشروع مستقبل مصر:
⁃ يقع المشروع على امتداد طريق محور “روض الفرج –الضبعة” الجديد؛ وهو الطريق الذي أنشئ ضمن المشروع القومي للطرق، ويبعد 30 دقيقة عن مدينة السادس من أكتوبر.
⁃ مساحته 500 ألف فدان.
⁃ تم الانتهاء من استزراع مساحة 200 ألف فدان منه، باستغلال المياه الجوفية المتاحة بالمنطقة، ويتوقع أن تصل المساحة المستزرعة إلى 350 ألف فدان، مع بداية العام المقبل 2022، باستخدام 1600 جهاز ري محوري مطوّر؛ على أن تتم زراعتها مرتين سنويًّا؛ في الموسمين الصيفي، والشتوي.
⁃ تنتج أراضيه أجود أنواع المحاصيل الزراعية، بإجمالي استثمارات 5 مليارات جنيه.
جنوب الضبعة
ثانيًا : مشروع استصلاح 500 ألف فدان بجنوب محور الضبعة:
⁃ يقام المشروع بمنطقة جنوب محور الضبعة، غرب مشروع مستقبل مصر، بالقُرب من الدلتا القديمة، ويربط بين الحدود الإدارية لمحافظات مطروح، والبحيرة، والجيزة.
⁃ تبلغ مساحته 688 ألف فدان غرب مشروع مستقبل مصر.
⁃ ويتميز بموقعه الاستراتيجي؛ بالقُرب من الموانئ، والمطارات، ومنها موانئ الإسكندرية، والسخنة، ودمياط، ومطارا غرب القاهرة، وبرج العرب، كما يرتبط بالطرق الرئيسية، وشبكة عمران قائمة وجديدة، منها مدن السادات، وسفنكس، والسادس من أكتوبر.
⁃ ويهدف إلى إعادة توزيع السكان، وجذب عدد كبير من المواطنين؛ لتخفيف التكدس السكاني بالوادي، والدلتا، وكذلك إقامة مُجمعات زراعية – صناعية، تربط بين الزراعة، والصناعة التحويلية، والتجارة، والخدمات.
⁃ تم إجراء الدراسات على أراضي المشروع، وجاءت النتيجة أن أكثر من 90 ٪ من المساحة، صالحة لزراعة المحاصيل الاستراتيجية؛ وتبلغ 500 ألف فدان، على رأسها القمح، والذرة الصفراء، والبقوليات، ومحاصيل الخضر، وأنواع مختلفة من الفاكهة.
⁃ جارٍ إنشاء محطة عملاقة بطاقة 6 ملايين م٣ / يوم؛ لمعالجة مياه الصرف الزراعي، واستغلالها مرة أخرى.
⁃ ويشمل المشروع أيضًا قُرابة 250 ألف فدان، متداخلة مع “منطقة الدراسة” تخُص مشروعات الخدمة الوطنية، ويتكلف استصلاح الفدان الواحد حوالي 200 ألف جنيه.
قفزة عملاقة
وبفضل مشروع “الدلتا الجديدة”، وغيرها من مشاريع الدولة للتنمية الزراعية المُستدامة؛ قفزت وزارة الزراعة، خلال السنوات الست الماضية، قفزة عملاقة في تطوّر الناتج المحلي الإجمالي لقطاع الزراعة، تمثلت في الآتي:
⁃ 669.8 مليار جنيه في العام 2020/2019، مقابل 588 مليار جنيه للعام 2019/2018، و498.1 مليار جنيه للعام 2018/2017، و398.5 مليار جنيه للعام 2017/2016، و318.9 مليار جنيه للعام 2016/2015، و278.5 مليار جنيه للعام 2015/2014.
⁃ 421.2 % زيادة في الاستثمارات العامة المنفذة بقطاع الزراعة؛ إذ سجلت 27.1 مليار جنيه في العام 2020/2019، مُقارنة بـ 5.2 مليار جنيه للعام 2015/2014.
⁃ 697.9 % زيادة في الأراضي المستصلحة، إذ سجلت 115.7 ألف فدان في العام 2020/2019، مقارنة بـ 14.5 ألف فدان للعام 2015/2014.
⁃ 9.4 مليون فدان زادتها المساحة المزروعة؛ بنسبة 5.6 % في العام 2020، مُقارنة بـ 8.9 مليون فدان للعام 2014.
⁃ 88.9 % زيادة في إنتاج الخضر، إذ سجلت 25.5 مليون طن في العام 2020 ، مُقارنة بـ 13.5 مليون طن للعام 2014.
⁃ 10.7 مليون طن إنتاج الفاكهة؛ بزيادة 42.7 % للعام 2020، مُقارنة بـ 7.5 مليون طن للعام 2014.
⁃ 2.4 مليون طن إنتاج المحاصيل السكرية؛ بزيادة 20 % في العام 2020، مُقارنة بـ 2 مليون طن للعام 2014.
⁃ 24.8 مليون طن إنتاج الحبوب؛ بزيادة 4.2 % في العام 2020، مُقارنة بـ 23.8 مليون طن للعام 2014.
⁃ 300 ألف طن إنتاج البقوليات؛ بزيادة 2 % في العام 2020، مُقارنة بـ 294 ألف طن العام 2014.
الاكتفاء الذاتي
كما نجحت “الزراعة” في تحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 100 % من 9 محاصيل زراعية، خلال العام 2020؛ كما يلي:
⁃ الخضر بإنتاج 25.5 مليون طن.
⁃ الفاكهة بإنتاج 10.7 مليون طن.
⁃ الأرز بإنتاج 6.5 مليون طن.
⁃ الذرة البيضاء بإنتاج 4.5 مليون طن.
⁃ البصل بإنتاج 4 مليون طن.
⁃ التمور بإنتاج 1.7 مليون طن.
⁃ الذرة الرفيعة بإنتاج 850 ألف طن.
إنجازات عالمية
وساعدت الطفرة الزراعية التي تحققت الوزراة في تحقيق إنجازات عالمية، تضمنت:
⁃ المركز الأول عالميًّا في تصدير الموالح، والفراولة المجمدة في العام 2020.
⁃ زيادة صادرات مصر الزراعية إلى 5.5 مليون طن؛ بما يعادل 2.6 مليار دولار.
⁃ 11 سوقًا جديدة فُتحت أمام الصادرات الزراعية المصرية، وتسويق 250 صنفًا لـ 150 سلعة زراعية في 139 دولة.
أهداف تتحقق
ولن تتوقف وزارة الزراعة عن التطوير، وزيادة الإنتاج الزراعي في مصر، وتخطط للوصول، خلال 5 سنوات، وحتى عام 2025، بالعديد من المحاصيل لزيادات قياسية، وأبرزها زيادة إنتاج المحصول الرئيسي القمح بنسبة 56 %، ليسجل 14.2 مليون طن في العام 2025، مُقارنة بـ 9.1 مليون طن للعام 2020.