فظائع حرب إثيوبيا.. إلقاء الجثث من مرتفع وتدمير مقبرة الرئيس الأسبق

تقرير: المثنى عبدالقادر الفحل

تدقيق: عبد الفتاح عبد الواحد

أكد زعيم جبهة تحرير التيجراي بإثيوبيا، دكتور دبرصيون قبرميكائيل، أن النصر في أيديهم، ولا يمكن تغيير نتيجة المعركة الحالية الجارية في البلاد، وقال دبرصيون خلال مؤتمر صحفي متلفز إنهم سوف يقاتلون حتى يتوسل رئيس الوزراء آبي أحمد التفاوض السلمى معهم.

موضحًا أن إستراتيجية التيجراي الحالية هي من أجل فك الحصار على شعب القومية المضطهد، وأن العدو استغل ذلك من أجل عكس الواقع لصالحه لتعبئة وتضليل الناس داخليًا وخارجيًا، من أجل تدخل القوى الخارجية لإنقاذه، لكنه لن يستطع رغم ذلك تغيير النتيجة النهاية للمعركة.

معارك شرسة

أعلن المتحدث باسم جبهة التيجراي، غيتاشوا رضا، أن قواتهم حققت تقدمًا عبر إستراتيجيتهم الجديدة في مناطق (تامرا – ديسي)، حيث استطاعت بنجاح إظهار التكتيك العسكري الجديد للقوات الحكومية التى انهارت أمامهم.

في غضون ذلك علمت (الجمهورية الثانية) من مصادرها أن معارك شرسة دارت اليوم (الاثنين) في محور (باتي – كاميز- كومبوشا – كميسي)، حيث سحقت القوات المشتركة لجبهتي التيجراي والأورومو القوات الحكومية، وأن معارك أخرى لاتزال دائرة في محور (قاشينا – لالبيلا) حيث تهاجم قوات التيجراي بقوة.
‏
‏وفي إقليم عفار دمرت جبهة التيجراي قافلة حكومية مكونة من 12 سيارة لنقل الجنود، بينما تدور أيضا معارك بين ميليشيات فانو الحكومية التابعة لقومية الأمهرة في منطقتهم، حيث يصدون جيشًا جديدًا من جبهة التيجراي، أما في إقليم التيجراي فلقد قصفت الطائرات بدون طيار المسيرة عدة منازل في مدينة (مكلي) عاصمة الإقليم.
‏
مطالبة دولية

أفادت المعلومات أن الإدارة الأمريكية جددت الدعوة لأطراف الحرب الأهلية الإثيوبية بوقف القتال وفتح الطرق أمام المساعدات الإنسانية والتفاوض، وقال بيان مشترك لدول (الولايات المتحدة – المملكة المتحدة – كندا – أستراليا – الدنمارك – هولندا) إنه يدين الاعتقالات الجماعية لقومية التيجراي من قبل النظام الإثيوبي دون اتهامات، ودعا البيان لوصول المراقبين الدوليين دون عوائق وفي الوقت المناسب ووقف إطلاق النار.

وقالت الدول إنهم يشعرون بالقلق العميق إزاء التقارير الأخيرة عن قيام الحكومة الإثيوبية باحتجاز أعداد كبيرة من المواطنين الإثيوبيين على أساس انتمائهم العرقي وبدون تهمة، وأكد البيان أن إعلان الحكومة الإثيوبية عن حالة الطوارئ في 2 نوفمبر الماضي، ليس مبررًا للاحتجاز الجماعي لأفراد من مجموعات عرقية معينة، حيث رصدت التقارير الصادرة عن اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية اعتقالات واسعة النطاق لأتباع عرق التيجراي، بما في ذلك القساوسة الأرثوذكس وكبار السن والأمهات مع الأطفال، ويتم القبض على الأفراد واحتجازهم دون توجيه تهم إليهم، أو عقد جلسة استماع في المحكمة، ويقال إنهم محتجزون في ظروف غير إنسانية.

وأضاف البيان أنه من الواضح أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع، ونحن ندين كل أشكال العنف ضد المدنيين في الماضي والحاضر والمستقبل، يجب على جميع الجهات المسلحة وقف القتال، ويجب أن تنسحب قوات الدفاع الإريترية من إثيوبيا، ونكرر دعوتنا لجميع الأطراف لاغتنام الفرصة للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار دون شروط مسبقة.

مذبحة جديدة

كشفت مصادر أن ميليشيات الأمهرة الحكومية قامت بارتكاب مذبحة جديدة ضد قومية التيجراي، راح ضحيتها (14) عندما قامت بإلقاء القبض عليهم في منطقة (هاملي هاموشتي)، وتم إطلاق النار عليهم في إعدام جماعي، ثم إلقاء جثثهم من منحدرٍ عالٍ يدعى (هيليغن)، يضاف أن من بين القتلى (4) نساء.

هجوم على قبر

وفي تحول فظيع لأحداث الحرب الأهلية هاجم أنصار الحكومة الإثيوبية بحزب الازدهار الحاكم قبر رئيس الوزراء الإثيوبي الأسبق ميلس زيناوي في كنيسة الثالوث، وقاموا بتدمير صورة الرئيس وملحقات القبر من زهور وغيرها.

يضاف أن الرئيس الأسبق ينحدر من قومية التيجراي، كما أن الحملة العرقية ضد التيجراي شملت منذ بداية الحرب طرد وتسريح جنرالات وضباط الجيش من التيجراي، والأسبوع الماضي تم تدمير سد تكيزي الذي يغذي مدن الإقليم بالكهرباء، هذا غير استهداف مزارع ومدن وأرياف الإقليم.
‏
13 مليون جائع

قال بيان صادر عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن إثيوبيا تواجه أزمة جوع، وأدت الآثار المشتركة الممتدة للنزاع والجفاف والفيضانات وغزو الجراد الصحراوي واضطرابات السوق وارتفاع أسعار المواد الغذائية ووباء كوفيد -19 إلى إصابة ما يقدر بنحو 13.6 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي.

وأفاد بيان صادر عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه يعاني من فجوة تمويلية قدرها 579 مليون دولار لتقديم المساعدة الغذائية المنقذة للحياة وأنشطة دعم سبل العيش إلى 12 مليون شخص في إثيوبيا على مدى الأشهر الستة المقبلة، وهذا يشمل 316 مليون دولار بشكل عاجل لإيصال المساعدات الغذائية الطارئة إلى 3.7 مليون شخص في شمال إثيوبيا خلال الأشهر الستة المقبلة.

وأشار بيان المنظمة الأممية إلى أن الدعم الغذائي الكامل وفي الوقت المناسب أمر بالغ الأهمية لتخفيف معاناة الملايين في جميع أنحاء إثيوبيا، بالإضافة إلى التحديات الشديدة التي تواجه السكان المتأثرين بالصراع في العديد من المناطق.

وأعربت المنظمة عن القلق العميق إزاء الضعف المرتبط بالمناخ وانعدام الأمن الغذائي في المناطق المنخفضة الجافة، كما يقول ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري، الدكتور ستيفن وير أومامو، وقال بيان المنظمة من المتوقع حدوث مستويات قياسية عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في إثيوبيا حتى منتصف عام 2022م على الأقل، مع كون الأجزاء الشمالية والجنوبية والجنوبية الشرقية من البلاد هي الأكثر إثارة للقلق، وفقًا لآخر توقعات الأمن الغذائي في إثيوبيا.

وأوضح البيان في شمال إثيوبيا، يعتبر وضع الأمن الغذائي في جميع المناطق الثلاث في عفار وأمهرة و التيجراي حرجًا بالفعل، وسيزداد سوءًا إذا استمرت الانقطاعات التي يسببها الصراع للمساعدات الإنسانية، وستأتي آثار الصراع المستمر بما في ذلك الاضطراب المستمر في التدفقات التجارية والحد الأدنى من النشاط الاقتصادي بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة بالفعل في الغذاء والدخل.

وأكد البيان أن نقص التمويل أدى بالفعل إلى خفض الحصص التموينية لحوالي 710 آلاف لاجئ في جميع أنحاء البلاد، ويتلقى اللاجئون الآن 60 % من السعرات الحرارية المطلوبة للفرد في اليوم، بينما تتلقى العائلات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي حبوبًا أقل بنسبة 10 % لكل شخص شهريًا.