النزاع ينسف إثيوبيا.. الأورومو يزحفون نحو العاصمة والتيجراي يسقطون (6) طائرات مسيرة
تقرير: المثنى عبدالقادر الفحل
تدقيق: عبد الفتاح عبد الواحد
حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن النزاع المستمر في إثيوبيا قد يؤدي إلى (نسف) البلاد، وأشار بلينكن في حديث أمام منتدى (رويترز نيكست)، إلى أن الولايات المتحدة تستطيع فرض عقوبات على المسئولين عن تأجيج النزاع.
وقال: استخدمنا بعضها ضد إريتريا التي لعبت دورًا سلبيًا للغاية في هذه الدراما للأسف، وهذه الأدوات لا تزال بحوزتنا لنستخدمها ضد آخرين، وأشار إلى أن التوترات العرقية المتزايدة في إثيوبيا تهدد بنسف البلاد.
قصف لوقف المساعدات
جددت الحكومة الإثيوبية قصف مدينة (مكلي) عاصمة إقليم التيجراي ظهر اليوم (السبت) بواسطة طائرات دون طيار، بعد 30 دقيقة على رحلة لطائرة تابعة للأمم المتحدة قامت بنقل مساعدات عاجلة للنازحين بالإقليم، وتهدف الحكومة بذلك التشويش ومنع الطائرات الأممية من الوصول إلى الإقليم بدعوى استمرار انعدام الأمن، ما يؤثر على الأوضاع الداخلية بالإقليم، حيث يعاني على الأقل مليون من مواطني الإقليم من الجوع.
حسم المعركة قريبًا
قال رئيس أركان جبهة تحرير التيجراي فى إثيوبيا، الجنرال تاديسى ويريدي، إن قواته تعد لهجوم كبير سيحسم المعركة مع قوات الحكومة بقيادة رئيس الوزراء آبى أحمد، وأضاف: لم ننسحب، وخطتنا الآن اختصار الوقت لمنع تفاقم معاناة الإثيوبيين، وتابع فى مقطع فيديو مسجل نعلم جيدًا أنه عندما نعود خطوة إلى الوراء، فإننا على يقين أننا سنتقدم خطوتين للأمام فى اليوم التالى، وهذا ليس جديدا على شعب التيجراي.
وأكد على أن الدعاية التى يشنها ضده الجيش الإثيوبى لن تدوم طويلًا، قائلًا سنقوم بإسكات هذا التبجح، فى وقت مختصر، سنصل إلى قدراتنا الكاملة ونشن هجومًا كاملًا ،وقال بدأ بالفعل إسكات ضوضاء العدو (الجيش الإثيوبى) وفى الأيام القليلة القادمة أؤكد لكم أننا سنكون فى وضع يسمح لنا بتحقيق انتصارات هائلة.
وأكد نحن فى وضع قوى للغاية، أحلام العدو الجامحة فى ظل اقتراض انتصارات غير موجودة فى طريقها للإذلال التام، وتابع قائد القوات يجب أن يكون شعب التيجراي واثقًا من أبنائه بغض النظر عن التكنولوجيا والعدد الكبير من القوة البشرية التى يجلبها العدو.
وخاطب شعب تيجراى، قائلا كونوا واثقين من أبنائكم وأخوانكم وأخواتكم وآبائكم، وبصفة عامة جيش التيجراي، وفى غضون فترة وجيزة سننتقل إلى قفزة هائلة، وأؤكد لكم أننا سننهى الحرب إلى نهايتها قريبا.
في غضون ذلك علمت (الجمهورية الثانية) من مصادر ميدانية أن التيجراى تمكنوا من إسقاط (6) طائرات بدون طيار بعدد من جبهات القتال أمس (الجمعة).
تطويق أديس أبابا
أكدت جبهة تحرير الأورومو أن قواتها تتقدم بسرعة نحو تطويق العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، من جهة الجنوب والغرب، وحسب موقع العربية، فإن الجبهة أعلنت ذلك، فيما أكدت وسائل إعلام حكومية إثيوبية، اليوم (السبت)، أن السلطات المختصة قررت إغلاق جميع المدارس الثانوية حتى يتمكن الطلاب من المشاركة في مساندة الحكومة، بدلًا من كونهم على جبهة القتال في الحرب الأهلية.
وأكدت الحكومة الإثيوبية أن قرابة مليون طالب تركوا المدارس بالفعل بسبب الحرب مع جبهة تحرير التيجراي، وكان الجيش الإثيوبي قد أعلن سابقًا أنه حقق انتصارات على عدة مدن كانت تحت سيطرة جبهة تحرير التيجراي، دون أن يعرض صورًا أو فيديو من داخل تلك المدن.
ووفقا لبيان صدر عن الجيش الإثيوبي الأربعاء الماضي، قال: استعدنا السيطرة على مدينة لاليبيلا التاريخية التي تضم كنائس مسجلة في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، وفي السياق نفسه، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن قواته بصدد عدة عمليات عسكرية لتحرير مدن خميسي وباتي وكومبلشا، والتي تعتبر أكبر مدن إقليم أمهرة، خلال الفترة المقبلة، ووعد آبي أحمد خلال كلمة له من جبهة القتال التي يقودها أن استعادة تلك المدن ستكون خلال يومين.
رفض المعتقلين السياسيين
رفضت المحكمة الفيدرالية الإثيوبية العليا اقتراحًا تقدمت به النيابة العامة الإثيوبية بخصوص محاكمة جوهر محمد ورفاقه السياسيين الأورومين غيابيًا بعد رفضهم الحضور (المثول) أمام تلك المحكمة، هذا ويذكر بأن السجناء السياسيين الأوروميين وعلى رأسهم جوهر محمد وبقلا غربا وآخرين كانوا قد رفضوا المثول أمام تلك المحكمة في خطاب رسمي بعثوه لرئيس المحكمة الفيدرالية الإثيوبية العليا، متهمين المحكمة بعدم الحيادية حسب وصفهم.
أفظع انتهاكات الحكومة
تستخدم الحكومة الإثيوبية المعتقلين المدنيين المحتجزين من قومية التيجراي في معسكرات احتجاز ضخمة منذ أسابيع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في أغراض الإعلام المحلي، حيث عرضت الحكومة اليوم (السبت) المئات منهم على أنهم يتبعون لقوات جبهة التيجراي في إقليم عفار، وقاموا بالاستسلام، بينما ستقوم الحكومة غداً (الأحد) باستخدام بعضهم في العاصمة أديس أبابا لأغراض إقامة مسيرة تأييد إلى رئيس الوزراء آبي أحمد.
تجدر الإشارة إلى أن الكونجرس الأمريكي كان قد أكد اعتقال الحكومة لـ(30) ألفًا من قومية التيجراي في مدن البلاد.
إلى ذلك أعرب خبراء حقوق إنسان التابعون للأمم المتحدة عن قلقهم البالغ إزاء انتشار العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي المرتكب ضد النساء والفتيات في إقاليم التيجراي وأمهرة وعفار بإثيوبيا من قبل أطراف النزاع، وقال الخبراء في بيان إن هذه الأعمال يبدو أنها استُخدمت كجزء من إستراتيجية متعمدة لترويع وإهانة وإذلال الضحايا ومجموعة الأقليات العرقية التي ينتمون إليها، بموافقة الدولة وأطراف النزاع من الجهات غير الحكومية.
وأضافوا في البيان، أن أعمال العنف تشكل بعضًا من أفظع انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني، وأكد الخبراء أن لهذه الأعمال الوحشية آثارًا جسدية ونفسية مدمرة على الضحايا، وقد تفاقمت بسبب عدم قدرة الناجيات على الوصول إلى المساعدة والدعم والإنصاف.
وتابع الخبراء أن أعمال العنف المبلغ عنها تُنسب إلى عناصر من قوة الدفاع الوطني الإثيوبية، وقوات الدفاع الإريترية، إضافة إلى قوة أمهرة الإقليمية الخاصة وميليشيا فانو الحكومية، ورغم أن الأعداد الدقيقة للعنف القائم على النوع الاجتماعي غير معروفة، فإن التقديرات مروّعة، من فبراير حتى أبريل 2021، حيث سجلت المرافق الصحية أكثر من ألف حالة، وفي شهر يوليو وحده، أبلغت عن 2,204 حالات في منطقة التيجراي، كما أن الضحايا في أكثر من 90 % من الحالات كانوا (فتيات قاصرات).
ويُقدّر أن الزيارات إلى المركز قد تضاعفت أربع مرات منذ اندلاع الصراع قبل عام، فضلًا عن أن هذه الأعداد قد تكون أقل من المدى الحقيقي للعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي يُرتكب في إثيوبيا.