فضيحة إثيوبية.. مقتل 10 آلاف جندي حكومي وآبي يقصف سد تيكيزي
تقرير: المثنى عبدالقادر الفحل
تدقيق: عبد الفتاح عبد الواحد
تزايد القصف الحكومي على إقليم التيجراي بشكل واسع اليوم (الثلاثاء)، حيث اتهم رئيس جبهة التيجراي دكتور ديبرصون قبرمكائيل،اتهم طائرات آبي أحمد بقصف سد تيكيزي الكهربائي، ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي في مدن الإقليم في الساعات الأولى من صباح اليوم.
في الوقت نفسه قصفت الحكومة بعد ذلك بساعات العاصمة (مكلي)، لكن لم ترد إصابات وسط المدنيين، في المقابل نفت الحكومة قيامها بقصف السد الكهربائي.
في السياق نفسه شن سلاح الجو الإثيوبي غارات أخرى في إقليم أوروميا، حيث قتل ما لايقل عن (71) من المدنيين في منطقة (ولو) بحسب المتحدث باسم جبهة الأورومو أودا توربي، بالإضافة لقصف على مئات الأبرياء شرق ولغا، مشيرًا إلى أن الحكومة قطعت الاتصالات هناك قبل القصف.
الجيش فقد 10 آلاف
فضحت وكالة الأنباء الإثيوبية (فانا) النظام عندما بثت حديثًا جانبيًا للرئيس آبي أحمد مع جنرال حكومي يتحدثان عن الأوضاع في إقليم عفار، حيث سأل الرئيس آبي الجنرال عن عدد المفقودين في الجيش، فرد الجنرال أن قواته فقدت (10) آلاف جندي، لكن سرعان ما انتبهت وكالة الأنباء الإثيوبية للحديث الذي نقل أيضا على قناة الجزيرة الإنجليزية، ولأنه كان باللغة المحلية الإثيوبية لم تنتبه القناة القطرية للحديث.
يضاف أن الجيش والميليشيات الحكومية فقدت الجنود خلال المعارك التى دارت في منطقة (شيفرا) بإقليم عفار، خلال الأربعين يومًا الماضية، وذكر الجنرال موضحًا أنهم شاهدوا جثث القتلى في كل مكان في الشوارع منتشرةً بشكل مروع، ودليلًا على ضراوة القتال، إلى ذلك قامت ميليشيات المهرة الحكومية اليوم الثلاثاء بتخريج الآلاف من القوات الخاصة بالإقليم.
السير نحو الهدف
قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اليوم الثلاثاء، إن أديس أبابا تحشد قواتها لشن هجوم حاسم على الجبهة الشعبية لتحرير التيجراي، وفي بيان له دعا آبي أحمد قوات “جبهة التيجراي ” وكل من انضم إليها إلى الاستسلام لإنقاذ أنفسهم، يأتي ذلك بعد إعلان الجيش الإثيوبي سيطرته على مدينة شيفرا في إقليم عفار.
يشار إلى أن مدينة شفر تقع غربي بلدة ملي، التي تحاول قوات التيجراي الاستيلاء عليها منذ أسابيع، لأنها تقع على الطريق السريع الذي يربط بين إثيوبيا وميناء جيبوتي الرئيسي في منطقة القرن الإفريقي، ويوم الجمعة الماضي، توجه آبي أحمد، وفقا لما ذكرته محطة فانا التليفزيونية التابعة للدولة، إلى خط الجبهة الأمامي مع الجيش الذي يقاتل قوات التيجراي في إقليم عفار شمال شرقي البلاد.
في المقابل أكد القائد العسكرى فى قوات جبهة تحرير التيجراي الجنرال (ودى أمبيتى) أن قواته تواصل التقدم على عدة جبهات، مع التركيز بشكل كبير الآن على الهدف النهائى، وقال (ودى أمبيتى) فى لقاء أجراه تليفزيونيًا بث في قناة إقليم التيجراي إن حكومة آبى أحمد تعتقد أننا نسعى لفتح ممر لفك الحصار على التيجراي عبر مناطق الغرب والشرق, فى إشارة إلى غرب التيجراي وجبهة (ملى) فى عفار، مضيفًا أنهم يريدون أن نمضى وقتنا فى مناوشات فى سمرا (عاصمة إقليم عفار) لكننا سنكسر موقع القرار السياسى، وعندها تفتح جميع الممرات.
تجريد من نوبل
بشكل مفاجئ طالب النائب البريطاني جيريمي هانت بتجريد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي من جائزة نوبل للسلام التى منحت له، وقال البرلماني البريطاني ظهر اليوم الثلاثاء خلال جلسة مجلس العموم إن الوقت قد حان لوقف الإبادة الجماعية ضد قومية التيجراي من قبل الحكومة الآثيوبية، وناشد البرلماني باستدعاء وزيرة الخارجية البريطانية فيكي فورد بشأن ذلك.
في الأثناء أحيا آلاف من قومية (التيجراي) وخارجها الذكرى الأولى لواحدة من افظع الأعمال الوحشية التى شهدتها الحرب فى الإقليم، وهى مذبحة أكسوم، وكانت قوات إثيوبية وإريترية اقتحمت مدينة أكسوم في 20 نوفمبر 2020، عقب قصف عشوائي قتل كثيرًا من المدنيين، حسبما أفاد تقرير صدر لمنظمة هيومن رايتس ووتش، وأضاف التقرير أن الإريتريين انخرطوا بعد ذلك في أعمال نهب واسعة، معظمها وقع أمام القوات الإثيوبية.
وبدأت المذبحة في 28 نوفمبر 2020 عندما بدأ الإريتريون في اقتحام أكسوم، وعاثوا فيها بحثًا عن شباب وأطفال لإعدامهم، وذكر تحقيق أجرته منظمة العفو الدولية تفاصيل عن الوقائع ذاتها، وكيف عاثت قوات إريترية في المدينة وقتلت بشكل ممنهج مئات المدنيين بدم بارد.
وتقول هيومن رايتس ووتش، والعفو الدولية إنه من المستحيل إثبات إحصاء دقيق لعدد القتلى، لكن التقديرات تشير إلى أن 800 مدني لقوا مصرعهم يومي 28 و29 نوفمبر فقط، وتعدّ مدينة أكسوم من بين مواقع التراث العالمي، بحسب منظمة اليونسكو.