كتبت: ندى حسن
تدقيق: عبد الفتاح عبد الواحد
ردود أفعال واسعة لاحتفالية طريق الكباش التي أقيمت مساء الخميس بالأقصر، حيث أعرب خبراء الآثار عن فخرهم بهذه الفعالية الضخمة التي أبهرت العالم، وحظيت بمتابعة واسعة، ويرون أن هذه الاحتفالية أعادت الروح إلى الاقصر، وتعد ترويجًا لها ولآثارها التي لا يوجد مثيل لها، أو مناخها المعتدل، ومناظره الخلابة.
وفي تصريحات خاصة لبوابة الجمهورية الثانية من كبار المسئولين عن الآثار أكد خبير الآثار الدكتور على أبو دشيش أن هذه الاحتفالية تبرهن أن ربوع الوطن في عقل وقلب الرئيس الذي يسعى دوما إلى إحداث التنمية في كل مكان، كما أن مشاركة الرئيس السيسي في احتفالية طريق الكباش بالأقصر تؤكد الأهمية التي توليها القيادة السياسية لهذه الاحتفالية التي تحظى بمتابعة دولية واسعة، والمتمثلة في ربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان المصري بالميراث الإنساني الكبير الذي يشكل جزءًا كبيرًا من تاريخ مصر العروبة والحضارة.
مصر علي قمة العالم
وقال الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق في تصريحات “لبوابة الجمهورية الثانية” إن ما حدث خلال حفل افتتاح طريق الكباش بالأقصر وضع مصر على قمة العالم.
وأضاف زاهي حواس أن العروض الفنية في حفل الافتتاح كانت غير عادية ومبهرة، خاصة عرض عيد الأوبيت، موضحا أن هذه الأغاني التي جاءت في الاحتفال هي مصرية أصيلة، وتُرجمت عن أغنيات فرعونية.
وأشار حواس إلى أن كل من شاهد الإبهار الذي حدث سيفكر في زيارة مصر، كما أن الحفل يقول للعالم إن مصر آمنة، ويعلن أن مصر انتهت من أهم مشروع أثري في القرن الـ 21، الذي بدأ في 2005، وهو ترميم طريق الكباش،مشيرا إلى أن المشروع يعتبر عملًا عظيمًا.
طفرة كبيرة
وأكد الخبير الأثرى الدكتور عبد الرحيم ريحان فى اتصال هاتفى مع “الجمهورية الثانية” أن الاحتفالية تعد الأكبر من نوعها التي ينظمها النسيج المصري أجمع، وتؤكد على رسالة مصر الحضارية في التفكير المحلى ذي الأبعاد العالمية، التي تواكب رسالته العسكرية في الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره، وحفظ منجزاته عبر التاريخ.
وأشار ريحان إلى أننا ندرك قيمة طريق الكباش، وأنه معلم آثرى مهم جدا للعالم كله، وكل من يفهم ويعي قيمة حدث احتفال طريق الكباش يعلم جيدًا ما يمكن أن يضيفه للسياحة الأثرية في مصر، كما أن مصر تشهد طفرات كبيرة تزيد من مكانة البلاد في العالم كله من خلال هذه الإنجازات التي تحدث في أرجاء الوطن، لافتا إلى ردود الفعل العالمية على هذا الإنجاز.
وقال مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار، إن هذا اليوم فارق في تاريخ مصر، حيث اخذت الدولة المصرية العالم لرحلة تجمع بين الماضي والحاضر، مشددًا على أن حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي رسالة مهمة جدًا أنه يتابع كل كبيرة وصغيرة، وأن قطاع الآثار لن يقل أهمية عن قطاع آخر فى الدولة، مؤكدا أنه “فى الأيام القادمة اللي هييجي الأقصر هيفكر 1000 مرة قبل ما يمشي”.
مردود اقتصادي
وقال الدكتور الطيب غريب، مدير معبد الكرنك إن حفل الكباش له مردود اقتصادي منقطع النظير، كما انه أعطى رسالة إلى العالم أجمع أن الدولة المصرية مستقرة وآمنة وتنهض وتستعيد مجدها وحضارتها، وبالتالي فهي آمنة لجذب الاستثمارات ولإقامة المشروعات وعودة السياحة، ويعطي انطباعًا رائعًا لرجال المال والأعمال والاقتصاد في العالم أجمع، بعد إثبات أن مصر دولة قادرة على الوقوف على قدميها رغم كافة التحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية، متوقعًا أن العائد السياحي على مصر مرجح أن يبدأ خلال الشهور المقبلة، خاصة بعد أن ثبت للعالم كله أن مجريات الأمور في مصر تسير على قدم وساق والحياة تبدو طبيعية والدولة توفر كافة السبل الاحترازية لجعل انتشار فيروس كورونا المستجد تحت السيطرة.
ترويج للسياحة المصرية
وقال الدكتور مصطفى الصغير، المشرف على مشروع إحياء طريق الكباش إن الحدث عظيم ومفيد بشكل كبير للترويج للسياحة المصرية، ويعطي رسالة لدول العالم الغربي، خاصة شرق أوروبا، بأن مصر رغم ظروف كورونا لكنها ملتزمة بالضوابط الصحية، وهناك افتتاحات وأحداث واكتشافات أثرية على أعلى مستوى، كما أن الحدث سيؤدي إلى عودة الأوروبيين لمصر، والعودة للمقاصد السياحية المصرية، مع اتباع الإجراءات الاحترازية بشكل كامل.
وأضاف الصغير أن الحدث يعطي ضوءًا أخضر لمنظمي الرحلات السياحية، خاصة في أوروبا للبدء في تنظيم رحلات سياحية لمصر.
جهود المرممين
ولكن قبل أن نصل إلى هذا الاحتفال الكبير قاد مرممو الآثار في مصر ملحمة نجاح في طريق الكباش الفرعوني الممتد من معبد الكرنك شمالًا حتى معبد الأقصر جنوبًا، الذي يصل إلى 2700 متر، حيث انخرطوا في ترميم مئات القطع الأثرية بدقة عالية وسرعة فائقة.
ومن هنا أكدت منال أبو الدهب -أحد أبطال المرممين- في تصريح لـ “بوابة الجمهورية الثانية” والتي شاركت فى ترميم معابد الكرنك وطريق الكباش، والتى حرصت على التحدث مع فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية خلال الاحتفال أن الجهود المبذولة في طريق الكباش بدأت عام 2007، وكانت هناك صعوبات عديدة، مثل وجود الطريق وسط منطقة سكنية، وانتشار المباني والأراضي الزراعية حوله، لذلك جرى إعداد خطة لإنقاذ الكباش من تلك الأوضاع الصعبة، كما توقف العمل لسنوات قبل استئناف الجهود في 2017 بدعم واهتمام بالغ من الحكومة، وانخرط رجال الترميم في إجراء مسح شامل للكباش عن طريق التصوير والتوثيق لكل قطعة أثرية، ثم إزالة الأتربة وإتمام التنظيف الميكانيكي والكيميائي.
أعداد الكباش
واستقبلنا أعدادًا كبيرةً من الكباش وأجزاءً منها، سواء رأس الكبش أو القواعد، بعد العثور عليها من قبل الأثريين أثناء عمليات البحث في المنطقة، وقد كانت حالتها سيئة، لكننا قمنا بجهد فى التعامل مع الترميم القديم وتركيبها من جديد بمواد حديثة، وإظهار الألوان الأصلية لكل قطعة أثرية”.
ولم تبخل الدولة بأي من احتياجات فريق الترميم من أدوات ومواد خاصة، فخلال 24 ساعة من إرسال الطلبات المتعلقة بالترميم، نحصل على موافقة الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري، ويتم توفيرها على الفور أو استيرادها من خارج مصر.
ونوهت أبو الذهب أن المشروع اعتمد على رجال الترميم في محافظة الأقصر، فضلًا عن الاستعانة بأبرز المرممين من باقي محافظات مصر، نظرًا لحجم العمل الهائل، ولحرصنا على تجهيز الكباش في الوقت المحدد، كما قمنا بتدريب العشرات من خريجي كليات الآثار ومعهد ترميم الأقصر وضمهم إلى التجربة.
بعد سنوات من العمل الشاق، نجحنا في الانتهاء من ترميم كافة الكباش، وآخرها المكتشفة في منطقة نجع أبو عصبة،
مشيرة إلى أن العمل والاكتشافات فى حفائر الكباش ما زالت مستمرة، ومازلنا فى استقبال تماثيل كباش، بعضها بجسم أسد ورأس كبش وبعضها بجسم ورأس كبش في طريق أبو الهول.