fbpx
تقارير

أسطول الصيد المصري للشباب .. مشروع قومي لزيادة الثروة السمكية وتقليل البطالة وتطوير عملية الصيد

كتبت: حياة يحيى
متابعة: مروة مشعل
تدقيق: أحمد علي

تزيد مساحة المصايد السمكية الطبيعية بمصر على 11 مليون فدان، لكن الإنتاج السمكي منها متدنيًا، ومع ضعف قدرات المراكب التقليدية المحلية وهروب الأسماك لأعماق أكبر بفعل التلوث البيئى،  أضطر كثير من الصيادين المصريين لإختراق المياه الإقليمية.

ووفقًا لهيئة الثروة السمكية، وصلت إنتاجية مصر من الأسماك حاليًا مليوناً و920 ألف طن، منها 80% من الإستزراع السمكي، و20% من المصايد الطبيعية.

ووفق الهيئة العامة للرقابة على التأمين، فإن 58.6% من إجمالي السفن القائمة في الصيد بمصر يزيد عمرها على 20 عاماً، وهذا يجعلها مكلفة من حيث الصيانة، علاوة على أنها صغيرة الحجم، ما يحول دون قيامها بأنشطة تجارية غير صيد السمك، فلا تستطيع غالبية المراكب العاملة حاليًا الصيد بأعمق من عشرة أمتار، ما يجعل مراكبهم تعود خاوية، ولا يستطيعون شراء مراكب جديدة.

ومن هنا جاء أمر الرئيس السيسي  بعمل 100 سفينة صيد للشباب لتدعيم أول أسطول مصرى للصيد للشباب.

– مشروع أسطول الصيد المصرى للشباب:

أسطول الصيد المصرى هو مشروع قومي لإنشاء مراكب الصيد بهدف إعادة بناء أسطول الصيد المصري، والذى سيكون في الفترة المقبلة من أهم مصادر ضخ الإستثمارات، و تستهدف هيئة قناة السويس بناء مجموعة من سفن الصيد العملاقة التي ستكون نواة لأسطول صيد على مستوى عالمي متطور يجوب أعالي البحر، إضافة إلى تدريب كوادر شابة على طرق الصيد الحديثة وكيفية التعامل مع سفن الصيد الحديثة ، وستؤول إدارة الأسطول إلى جهاز الخدمة الوطنية للثروة السمكية، والذى سيتولى مهمة تدريب أطقم الصيادين المدنيين الوطنيين على العمل على هذه السفن بمختلف التخصصات الميكانيكية، ويقوم بتنفيذ المشروع تحالف من 4 شركات تابعة لهيئة قناة السويس وهم:

شركة ترسانة السويس البحرية التي تولت أعمال بناء سفن الصيد على القزق الميكانيكي، حيث تتولى الشركة بناء 4 سفن صيد ومرحلة التشطيبات النهائية حالياً بعد تركيب الطلمبات والماكينات والإنتهاء من غرف الإعاشة وملحقاتها.

وشركة الأعمال الهندسية البورسعيدية التي تتولى حاليا بناء 7 سفن صيد من أصل 10 سفن مكلفة بها الشركة، والأعمال الحالية الخاصة بالتشطيبات النهائية قاربت على الإنتهاء على أن تليها تجارب البحر.

وشركة التمساح لبناء السفن التي تقوم ببناء ثماني سفن صيد خلال المرحلة الأولى، منها 4 سفن خلال الدفعة الأولى.

وشركة القناة للإنشاءات البحرية إلى بناء 12 سفينة خلال المرحلة الأولى.

( وطنية ) أول أسطول صيد مصرى:

أطلقت هيئة قناة السويس إسم «وطنية» على أسطول الصيد الجديد لتحمل أرقام من 1 وحتى 34 وهي الدفعة الأولي التي تم الإنتهاء من تصنيعها داخل مصر ، من إجمالى 100 سفينة، بتكلفة مليار و800 مليون مستهدف تصنيعها وتسليمها للشباب بنهاية العام الحالى 2022 ، وتبلغ تكلفة المركب الواحد في أسطول الصيد الجديد  18 مليون جنية.

وتختلف عدة الصيد  بتلك المراكب عن بعض المراكب الأخرى، حيث تعمل بنظام الصيد بالجر بإنزال الشباك وبدء جرها بسرعة 5 عقدة وسحب الشبكة المحملة بالأسماك ورفعها للسفينة .

– تنفيذ الأسطول المصرى للصيد على عدة مراحل:

بحسب شركة الأعمال الهندسية البورسعيدية، فإن أسطول الصيد المصري الجديد يضم 100 سفينة، جرى تقسيمه لمراحل.

وتتضمن المرحلة الأولى 34 سفينة بأبعاد 23.9 م طول و7.20 م عرض، وبقدرات تمكنها من الوصول لمسافات بعيدة تصل إلى دول مثل إريتريا ومختلف دول شمال إفريقيا مع قدرات كبيرة لمقاومة إرتفاعات موج البحر.

بينما تضمنت المرحلة الثانية لمشروع سفن الصيد التي تم تنفيذها 43 سفينة عبر شركات محلية، وتتوزع بواقع 10 سفن للشركة البورسعيدية، و12 سفينة لترسانة بورسعيد، و8 سفن لشركة التمساح بالإسماعيلية، و4 سفن لشركة ترسانة السويس ، وسبق أن شهد الرئيس تدشينها ورفع العلم المصرى عليها فى مايو 2020.

– بأيادٍ مصرية ومواصفات عالمية:

صرح المهندس عماد إسحاق رئيس مجلس إدارة شركة الأعمال الهندسية البورسعيدية، بأن مراكب الصيد التي تم تدشينها صُممت جميعها بأيدٍ مصرية داخل شركات هيئة قناة السويس، وأكد أنه على مدار عام تقريباً، عمل رجال هيئة قناة السويس على تصميم 34 مركب صيد بمواصفات عالمية وبجودة عالية وصناعة مصرية كاملة عدا بعض الأجزاء التي تم إستيرادها من الخارج.

وأوضح أن مشروع مراكب الصيد بنسبة 70% مصري خالص، وأضاف ، أن الشركة تولت التشطيبات والبناء  بنسبة 80 % بمعدات مصرية إلا بعض المهمات يتم إستيرادها من الخارج بنسبة 20 %، ولأول مرة تمتلك مصر أسطولاً للصيد بمواصفات عالمية.

– الأسطول المصرى يمتلك أحدث الاجهزة وخرائط الملاحة:

جميع مراكب الصيد في أسطول الصيد الجديد مجهزة بأجهزة أحدث من كافة مراكب الصيد  فهى تمتلك:

• الأجهزة الحديثة التي تقيس الأعماق أسفل المركب.

• أجهزة الخرائط وأجهزة الرادار.

• السفينة تأتي بطول 24 مترًا وعرض 7 أمتار لكل سفينة وتسع 50 طن أسماك.

• مجهزة بوسائل الإتصال والإنقاذ وأحدث تكنولوجيا ومعدات الصيد الحديثة.

• رادار يقوم بتحديد السفن المحيطة بها ويمكنه أيضا التواصل مع السفن التي بجواره حال وجود أي طارئ أو إستغاثة.

• الراديو في المركب يصل مداه إلي أكثر من 250 كم.

• إن الخرائط الملاحية في المركب تعتبر من أحدث الأجهزة المتواجدة في السفينة لتمكنه من حساب خط السير وأفضل مواعيد وأماكن التحرك.

• قدرة السفن التصدي لأي عوامل جوية، كما أنها قادرة علي العمل في البحر الأبيض المتوسط والمعروف بشدة أمواجه وقوتها مقارنة بالبحر الأحمر.

• تم تجهيز المركب بثلاجات ضخمة للسفينة بعد تجميع الأوناش لشباك الصيد المحملة بالأسماك.

• تم تجهيز السفينة بماكينات قوية تصل إلي 700 حصان.

• كل مركب في مشروع أسطول الصيد الجديد تحتوي علي 50 متر مكعب من الجاز تكفي لتشغيل المركب لمدة 20 يوم.

• وجود 2 مولد على السفينة أحدهم أساسي والآخر إحتياطي.

• محطة تحلية مياه تكفي لإنتاج طن من المياه يكفي لطاقم السفينة الذي يتكون من 14 شخص إضافة إلى 2 من القباطنة.

• ثلاجة كُبرى لحفظ الأسماك ومصنع ثلج.

• ونش الجر الخلفي قادر علي جر الشبكة المحملة بـ 10 طن من الأسماك، والأسطول قادر علي تجميع 500 ألف طن عبر 100 مركب سيتم إنجازهم بالكامل.

• جميع المراكب في مشروع أسطول الصيد الجديد مُجهزة بأجهزة لتحديد أنواع الأسماك وأماكن وجود السمك أيضاً مما يسهل علي الصياد معرفة أماكن الأسماك ونوعياتها.

• الدفة الخاصة بالمركب تعمل بالكهرباء أوتماتيكياً ويمكن التحكم فيها يدوياً أيضاً إضافة إلى تزويد المركب بوحدة هيدروليك تساعد قبطان السفينة على التحكم في السفينة.

• تمتلك السفن الجديدة قدرات أكبر من غالبية المراكب العاملة بمصر، فهى تعتمد على تقنيات متطورة تجعل إنتاجها أعلى بكثير، والتي تفتقدها السفن القديمة التي يعتمد بعضها على “الجر القاعي” ، مما يضر بالإنتاج السمكي، لأنها تستنزف الأسماك الصغيرة الزريعة وتجمع السمك من القاع حتى السطح.

•المراكب ليست مجرد مراكب صغيرة للصيد وإنما قاطرات ضخمة مزودة بأحدث أجهزة الملاحة الدولية.

• كل مركب مزودة بأحدث الماكينات والأنظمة البحرية وأنظمة حفظ الأسماك.

– تدريب على أعلى المستويات العالمية:

يتم تدريب أطقم الصيادين المدنيين  على العمل على هذه السفن بمختلف التخصصات الميكانيكية والكهربية ونظم الملاحة وأعمال الصيد وحفظ الأسماك وتعيينهم عليها ، مما سيؤدى إلى الإرتقاء بمستوى الصيادين المصريين وإكسابهم خبرات عالية في مجال الصيد بمختلف تخصصاته.

– الأسطول المصرى يقتحم المياه العميقة وأعالى البحار:

إن إنشاء أسطول للصيد يفتح المجال أمام دخول مصر منطقة مياه أعالي البحار، بالإضافة إلى الصيد في المياه العميقة (المحيطات) التي ظلت ملعبًا للدول الأوروبية ما يعزز قوة الإقتصاد المحلي.

تُراعي السفن الجديدة الإشتراطات الدولية للصيد في المياه العميقة، حيث لا يقل طول الواحدة عن  24 متًرا بعرض سبعة أمتار وسعة إستيعابية لكميات تجاوز 100 طن من الأسماك المختلفة.

وتتضمن تجهيزات لحفظ الكميات التي يتم إصطيادها، وغرف للإعاشة ومعدات للطوارئ وأحدث أجهزة الاتصال.

وهي خطة لزيادة الإنتاج المحلي من المقاصد الطبيعية المقدر حاليًا بـ400 ألف طن، تأتي من البحرين المتوسط والأحمر والنيل والبحيرات.

– فرص عمل للشباب وعائدات إقتصادية عظيمة:

مشروع الأسطول المصرى يفتح المجال للمزيد من فرص العمل أمام الشباب والحد من البطالة، فالسفن الجديدة لن تتضمن صيادين فقط، ولكن تقنيين وخبراء ملاحة وفنيي تبريد ومهندسي ماكينات وغيرها من التخصصات، كما أن العائدات الإقتصاديّة من المشروع ستتمثل أيضاً في إمتلاك مصر أسطولا مصرياً «تصنيعاً وإدارة للصيد»، حيث يُعد هذا الأسطول الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، مما يفتح آفاقاً واسعة أمام قطاع الصيد المصري لإصطياد أسماك التونة التي ظلت مصر بعيدة كثيراً عن مجالها رغم تواجدها في المغرب، لذلك طرحت هيئة تنمية الثروة السمكية مزايدة لزيادة حصة مصر من أسماك التونة في المتوسط ،وسيتم تصدير إنتاجها إلى الخارج للمساهمة في توفير عملة صعبة للإقتصاد المصري، إضافة لتنويع الإنتاج بدلاً من الإعتماد على المزارع السمكية، وتحقيق الإكتفاء الذاتي التام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى