العناني: مصر مؤهلة تماما لسياحة اليخوت طوال العام وهو مشروع له عائد إقتصادي ضخم
حوار: ندى حسن
تدقيق: ياسر فتحي
شهد قطاع السياحة خلال الفترة الماضية انجازات غير مسبوقة، خاصة أن هذا الملف يحظى باهتمام ودعم كبير من القيادة السياسية، ولهذا كان لـ “بوابة الجمهورية الثانية” حوار مع الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار للحديث عن أهم مشروعات الوزارة، وخاصة في القطاع السياحي.
• بعد ضم وزارتي السياحة والآثار في حقيبة وزارية واحدة، اتجهت إلى صياغة قوانين جديدة… فما هي أهم تلك القوانين؟
– طبعًا تم صياغة قوانين كثيرة للعمل على دمج الوزارتين وأهمهم مشروع صندوق السياحة والآثار الذي يدعم ويمول الأنشطة التي تعمل على تنمية وتنشيط السياحة، والترويج لها عالميًا وتطوير الخدمات والمناطق السياحية، وتحفيز السياحة الوافدة، ودعم مشروعات المجلس الأعلى للآثار، والمتعلقة بترميم وحفظ وصيانة الآثار وتطوير المواقع الأثرية والنهوض بالإرث الحضاري وفقًا لمفهوم التنمية السياحية المستدامة.
• وماذا عن مشروع سياحة اليخوت الذي تم ذكرة خلال الفترة الماضية كثيرًا من قِبَل وزارة النقل؟
– استراتيجية تعظيم سياحة اليخوت والسفن السياحية أُعدَّت تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقرار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في هذا الشأن بتاريخ 30 يونيو الماضي و تتضمن إعداد سياسة سعرية موحدة من شأنها تقديم حوافز وتخفيضات جاذبة للسفن واليخوت السياحية، ورفع كفاءة الموانئ السياحية الحالية وإنشاء «مارينا يخوت» في المواقع التي تتمتع بعوامل الجذب السياحي، وإعداد خطة تسويقية للترويج لسياحة اليخوت والموانئ السياحية المصرية، والمشاركة الفعالة في المؤتمرات والمنتديات السياحية والمعارض الدولية، كما تشمل عناصر الاستراتيجية إنشاء المنصة الإلكترونية «النافذة الواحدة لسياحة اليخوت» بحيث يُمثل فيها جميع الجهات المعنية بغرض تبسيط الإجراءات والحصول على الموافقات، وكذا إصدار فاتورة موحدة، وتحديث خريطة مواقع «مارينا اليخوت» الدولية القائمة، والمقترحة على مستوى الجمهورية، ومراجعة المسافات البينية بما يتناسب مع الظهير السياحي وطبيعة الشاطئ لكل منطقة.
• ولكن هل مصر الآن مؤهلة لإقامة هذا النوع من السياحة؟
– طبعًا نحن مؤهلون لذلك؛ لأن مصر تتمتع بمناخ ملائم على مدار العام، ما يسمح بسياحة اليخوت طوال العام، أو تخزين اليخوت الأجنبية خلال فترة الشتاء، كما تمتلك مصر أكثر من 2400 كم من السواحل والشواطئ الخلابة، ومنتجعات سياحية متميزة توجد على مقربة من مدن تاريخية وسياحية شهيرة، كما تزخر بمناطق كثيرة لا مثيل لها عالميًا في مجالات الغوص والرياضات البحرية وغيرها، كما أن ذلك النوع من السياحة له أهمية اقتصادية؛ حيث تعد أحد المصادر التي تدر عوائد كبيرة للدولة في صورة رسوم العبور والرسو وغيرها، وكذا إيرادات الضرائب، والوقود، والصيانة، كما أنّ سائح اليخوت ينفق أكثر من غيره، إذ قدَّرت إحدى الدراسات أنّ متوسط إنفاقه اليومي يزيد بنسبة 94% عن السائح العادي و قيمة سياحة اليخوت في منطقة البحر المتوسط تبلغ نحو 300 مليار دولار سنويًا، وفقًا للتقديرات العالمية، وتستحوذ الدول الأوروبية المطلة على سواحل البحر المتوسط على 50% من إجمالي حجم سياحة اليخوت.
وسياحة اليخوت تسهم أيضًا بشكل كبير في توفير فرص عمل مباشرة بمعدل 4.4 وظيفة مباشرة لكل يخت إضافة إلى 100 وظيفة غير مباشرة، وذلك في قطاعات: الضيافة، وشركات ووكالات السفر والسياحة والخدمات.
لافتًا إلى أنّ التقديرات تشير إلى أنّ سياحة اليخوت وفرت نحو 180 ألف فرصة عمل في أوروبا.
• هل الوزارة مستعدة لافتتاحات جديدة قبل نهاية ٢٠٢٢؟
– عام 2022 هو عام استثنائي ومميز، حيث سيشهد مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، وكذلك مرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات، كما أن دعم الدولة لقطاع السياحة والآثار لم يتمثل فقط في تمويل المشروعات الأثرية فحسب، بل امتد ليشمل عددًا من المشروعات السياحية منها مدينة الجلالة، والعلمين الجديدة وغيرها.
• ماهي آخر التطورات داخل المنتجعات السياحية بمدينة الجلالة؟
– مشروع مدينة هضبة الجلالة الجديدة هو أكبر المشروعات القومية في مصر بعد العاصمة الإدارية الجديدة، حيث تشرف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على مشروع مدينة الجلالة – العين السخنة، حيث تم تصميم مدينة الجلالة ببراعة عالية لتناسب احتياجات كل الفئات، وتنقسم مدينة الجلالة إلى ثلاث مراحل، تبلغ مساحة المرحلة الأولى في مشروع هضبة الجلالة 2050 فدانًا تتكون من أنشطة مختلفة، وتشمل المناطق السكنية والقرى السياحية والثقافية.
وتهدف مدينة الجلالة الجديدة جبل الجلالة لإنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة ومشروعات سياحية وعلاجية، وتساهم في تحقيق التنمية، بالإضافة إلى خلق مجتمع تنموي حضاري جديد، لأنها تتمتع بطبيعة خلابة ذات طابع سياحي فريد من حيث الطبيعة الجبلية والساحلية، وتوفر تلك المشروعات أكثر من 150 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في كافة المجالات السياحية.
• وماذا عن مدينة العلمين الجديدة؟
– يتم إنشاء مدينة العلمين الجديدة على مساحة 50 ألف فدان لتصبح مدينة متكاملة، وهي تضع مصر في خريطة السياحة العالمية حيث أنه تتوفر بها عدة عوامل تؤهلها إلى الانطلاق للعالمية؛ بسبب تميز مكانها وشواطئها وجوها.
ومع الخطط العمرانية ومنتجعات السياحة التي تم بناؤها على أعلى مستوى دخلت مصر في المنافسة العالمية في السياحة الترفيهية كما أنها تحظىٰ باهتمام كبير من قبل الحكومة، برئاسة د.مصطفى مدبولي، حيث أنه من أولويات اهتمامات الدولة جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية للعديد من القطاعات الواعدة الموجودة على أرض مصر، والتي يأتي في مقدمتها قطاع السياحة، استغلالاً للمقومات والإمكانات التي تمتلكها مصر في هذا القطاع الحيوي بما يسهم في زيادة حركة السياحة الوافدة لمصر.
وتعمل الوزارة حاليًا بالتعاون مع كافه جهات الدولة المعنية بالأمر بإنشاء عدد من الغرف الفندقية في مدينة العلمين الجديدة البالغ عددها 15500 غرفة، وتخطط الحكومة لتوفير نحو 25 ألف غرفة فندقية، ومنتجعات سياحية عالمية، لتكون المدينة نموذجًا جديدًا للمدن الساحلية المصرية، التي تحقق تنمية متكاملة وتوفر أساسًا اقتصاديًا متنوعًا، يشتمل على أنشطة السياحة وخصوصًا أن المدينة تتمتع بجانب المنتجعات السياحية والمنشآت السياحية والشواطئ الخلابة، بمول العلمين الجديد ومرسى الفنار ومركز المؤتمرات، والذي تم إنشاؤهم برفاهية عالية ومتكاملة.
وأحب أن أوضح أن مدينة العلمين أخذت وضعها من الآن داخل الخريطة السياحية، حيث شهدت مدينة العلمين الجديدة والساحل الشمالي ارتفاعًا في نسبة الإشغالات السياحية وصل إلى 95% في الأعياد وكان هناك إقبال شديد على الفنادق والقرى السياحية هناك من قِبَل السياحة الداخلية والسياحة العربية.
• ما الأسواق السياحية التي تستهدفها الوزارة في خلال الفترة المقبلة؟
– وضعت الوزارة استراتيجية كبيرة لدعم القطاع السياحي المصري خاصة بعد التغلب على أزمة فيروس كورونا، ونجحت في فتح أسواق جديدة في العالم كله.
وتستهدف الوزارة، خلال عام 2022، السياحة الأفريقية وتنشيط التعاون في مجال السياحة مع دولة المجر، خصوصًا أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بقطاع السياحة الأفريقية والأوروبية في عام 2022.
• في خلال الفترة الماضية نجحت مصر في تفعيل سياحة المؤتمرات، ومن ضمنها منتدىٰ الشباب ومؤتمر المناخ “COP27 “، والذي يقام بشرم الشيخ خلال الفترة القادمة، فكيف استعدت وزارة السياحة والآثار لهذا الحدث؟
– وزارة السياحة والآثار، على استعداد كامل لذلك، وقد حرصت الوزارة والقطاع السياحي المصري بأكمله على بذل قصارى الجهد لتسخير كافة الإمكانات السياحية الممكنة للمساهمة في إخراج مؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ “COP27” والتي تستضيفه مصر هذا العام، بالصورة المشرفة والتي تعكس مكانة وقيمة مصر عالميًا، ولتظهر للعالم ما يتم بذله من جهد نحو حماية البيئة والسياحة المستدامة والسياحة الخضراء الصديقة للبيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
إنه كما احترم أجدادنا القدماء البيئة، وأقاموا آثارًا ضخمة للاستدامة، والتي لا زالت موجودة حتى الآن، واحترموا الطبيعة وعناصرها، فإننا نسير على خطى ونهج الأجداد للحفاظ أيضًا على البيئة وتحقيق الاستدامة من أجل الأجيال القادمة.
ويتم الآن رفع كفاءة الفنادق بشرم الشيخ، حتى تتمكن من الحصول على العلامة الخضراء، ونسعى لأن تكون شرم الشيخ مدنيه خضراء قبل موعد المؤتمر، وسيكون ذلك نموذجًا في إطار مشروع ضخم تعمل الوزارة على تنفيذه، لتحويل القطاع السياحي المصري بأكمله إلى قطاع صديق للبيئة، وهو ما سيسهم في الحد من التغيرات المناخية، تماشيًا مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة وأهداف استراتيجية التنمية المستدامة للوزارة، ورؤية مصر 2030، للحفاظ على التوازن البيئي واستدامة النشاط السياحي والأثري، وتشجيع التحول نحو الاقتصاد الأخضر، ونشر الممارسات الصديقة للبيئة، واستخدام مصادر الطاقة المُتجددة بقطاع السياحة والآثار، وتطوير الإجراءات الخاصة بدراسات تقييم الأثر البيئي للمنشآت.
كما يتم إجراء رحلات سياحية للوفود المشاركة في المؤتمر، والتي يبلغ عددها أكثر من ٣٠ ألف مشارك من شتى دول العالم داخل شرم الشيخ وغيرها من المدن السياحية، مثل سانت كاترين والأقصر وأسوان والقاهرة وسيوة، لتعريف ضيوف مصر بالمقومات السياحية المتنوعة للمقصد السياحي مع إبراز المشروعات البيئية.