شَهِد قطاع السياحة طفرة حقيقية على مدار السنوات الأخيرة، بدايةً مِن إعادة تصنيف الفنادق، وتحسين الصورة الذهنية لمصر بالخارج، إلى اتباع طرقٍ جديدة ومبتكرة في الترويج للسياحة المصرية، مع استخدام أحدث التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي “السوشيال ميديا” في أعمال الترويج. وأكَّد وليد البطوطي مستشار وزارة السياحة والآثار الأسبق في تصريحات لبوابة ” الجمهورية الثانية ” أنَّ مِن أبرز إنجازات قطاع السياحة والآثار هو برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة الذي اشتمل على عدة محاور هي الإصلاح المؤسسي، والإصلاح التشريعي والتنشيط والترويج، والبنية التحتية والاستثمار ومواكبة الاتجاهات الحديثة وارتكزت رؤية البرنامج على تحقيق تنميةٍ سياحية مُستدامةٍ مِن خلال صياغة وتنفيذ إصلاحات هيكلية تهدف إلى رفع القدرة التنافسية لقطاع السياحة المصري وتتماشىٰ مع الاتجاهات العالمية.
المعارض السياحية الدولية
وأشار “البطوطي” أنَّ مصر ركزت على التواجد في المعارض الدولية للاستفادة القُصوىٰ مِن فرصها الترويجية مع التركيز على الكيف وليس الكم، واستخدام فنون التكنولوجيا التفاعلية والمنصات الرقمية في تصميم الأجنحة بالتوافق مع اتجاهات التسويق الدولية، وشملت تكنولوجيات العرض والتفاعل المستخدمة لأول مرة كلًا مِن تكنولوجيا الهولوجرام والشاشات التفاعلية والواقع الافتراضي وذلك بهدف إبراز مصر كدولة حيوية ومعاصرة.
وأضاف أنَّ مصر حققت أعلى نمو أداء في قطاع السياحة على مستوى العالم وفقًا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي للتنافسية في السفر والسياحة لعام 2019 كما تقدمت 9 مراكز ليحتل قطاع السياحة المصري المركز الـ 65 عالميًا بعد أنْ كان يحتل المركز الـ 74، كذلك تقدمت مصر مِن المركز الـ 60 إلى المركز الـ 5 في استراتيجية الترويج والتسويق السياحي.
انتقاد سياسة الوزارة
حول الانتقادات التي وجهت لوزارة السياحة والآثار خصوصًا بعد حفل طريق الكِباش، إن الوزارة لديها استراتيجية إعلامية للترويج وتنشيط السياحة في مصر، تقوم أحد محاورها على تنظيم العديد مِن الفعاليات المختلفة.
وأوضح، إن الهدف مِن تلك الفعاليات هو بالأساس الترويج وتنشيط السياحة والتأكيد على أنَّ المقصد السياحي المصري حيوي ونابض بالحياة والوصول لقلوب وعقول السائحين مِن مختلف دول العالم بالإضافة لزيادة الوعي السياحي والأثري لدى المصريين.
وأشار “البطوطي”، “نسبة الحجوزات في الأقصر زادت وارتفعت بسبب احتفالية افتتاح طريق الكباش”، موضحًا: “المواقع ووكالات الأنباء العالمية تحتفي باحتفالية طريق الكباش”، وتابع “نتلقىٰ التهنئة مِن كل دول العالم بعد نجاح احتفالية افتتاح طريق الكباش، أبهرنا العالم في شهر أبريل الماضي باحتفالية نقل المومياوات”.
وأضاف “البطوطي” إنَّ كافة الإحصائيات والمؤشرات تتوقع زيادة التدفقات السياحية على مصر خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أنَّ أعداد السائحين في نمو متزايد منذ عدة أشهر خاصة بعد احتفالية موكب المومياوات الملكية والتي وصلت لكل بيت في العالم في ظل وجود وباء كورونا ولكن مع التشديد في الإجراءات الاحترازية الصحية والوقائية التي اتخذتها الدولة المصرية وزيادة ثقة السائحين في مصر، وأيضًا موكب المومياوات الملكية أحدث نقلة نوعية في نظرة العالم إلى مصر، وهو ما أحدثته أيضًا احتفالية طريق الكباش، لافتًا إلى تلك الفعاليات في علم التنشيط السياحي تسمىٰ ”الكرنفالات السياحية”، وتتجه الدول إلى اتباع ذلك لجذب أنظار العالم إليها، وكل مَن يهاجم الترويج فهو عدو للبلد وليس له دراية بعلم التنشيط السياحي.
التحول الرقمي
ونوّه “البطوطي” أنَّ تطبيق التحول الرقمي وإنشاء بوابه الحج والعمره هم كلمة السر وراء الهجوم الشرس وغير المفهوم على سياسة الوزارة؛ حيث أنَّ الوزارة سعت إلى تطبيق منظومة تذاكر المناطق الأثرية الإلكترونية داخل المناطق الأثرية، حيث استهدفت الوزارة تطبيق تلك المنظومة في 40 متحفًا ومكانًا أثريًا.
وأكد “البطوطي” في تصريح خاص “للجمهورية الثانية”، الوزارة هي أول المؤسسات الحكومية التي سعت إلى ذلك التطبيق وذلك بعد واقعة التذاكر المزورة بالمتحف المصري بالتحرير، حيث تم ضبط مرشد سياحي معه دفتر تذاكر مزور بقيمة ٢٠ ألف جنيهًا وتم تحويله إلى نيابة قصر النيل للنظر في الواقعه مُشيرًا إلى تلك الواقعة مِن ضمن آلاف القضايا على مَرِّ السنين.
وتابع قائلًا “منظومة التذاكر الإلكترونية تساهم في الحفاظ على حصيلة المناطق الأثرية”، مؤكدًا أنها خطوة ممتازة، وتحول مهم سيكون له بالغ الأثر الإيجابي لضبط الخدمة، وسيتصدى بشكل رادع لأية عمليات نصب تتم على المواطنين، علاوة على القضاء على المجاملات التي تتم مِن بعض العاملين تجاه مواطن بعينه، كما أنها قضت على سماسرة التذاكر الورقية التي كانت تتكسب الملايين شهريًا.
هذا بالإضافة إلى البوابة المصرية للعمرة، والتي تعد خطوة هامة جدًا لتنظيم إجراءات العمرة لتُحدث طفرة جديدة وتغييرًا جذريًا في ملف الحج والعمرة لضمان حقوق المعتمرين وشركات السياحة سواء، وتمنع التزوير والتلاعب الذي كان يحدث في السابق.
وأشار “البطوطي” إلى أنَّ القانون الجديد سَيُسهِم في تحقيق مظلة حماية للمعتمرين مِن قبل عمليات النصب التي تتم من خلال بعض الشركات السياحية الوهمية، والسماسرة والوسطاء والتي كانت تحقق مكاسب بالملايين على حساب المعتمر والحاج المصري وعلى حساب سمعة الدولة المصرية من خلال وضع نظام يساعد في تنفيذ متطلبات المعتمرين تحت مظلةٍ حكوميةٍ مؤمَّنةٍ بالكامل.
ومن أهم مزايا القانون الجديد للعمرة القضاء على بعض الظواهر والمشكلات التي كانت تواجه المعتمرين أثناء تواجدهم بالمملكة العربية السعودية، أبرزها افتراش المعتمرين الشوارع بسبب عدم توافر السكن، وكذا ظاهرة التخلف مِن العمرة للحج، ووجود تكدس بالمطارات بسبب عدم وجود تذاكر طيران للعودة لبعض المعتمرين.
وأشار أيضًا إلى بوابة الحج والعمرة التي تمنح ربط كود تعريفي خاص بكل معتمر آليًا مع الإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية بوزارة الداخلية؛ لإرساله إلكترونيًا لأقسام الجوازات بمنافذ الجمهورية، لافتًا إلى أن هذا سيساهم في توفير كافة البيانات المتكاملة عن كل معتمر لدى كل الجهات المختصة.
