fbpx
تقارير

عائلات الرويهب تكسر تابوهات المغالاة في شروط الزواج.. وخبراء : المغالاة وراء زيادة أعداد الغارمات في السجون

كتبت: حياة يحيى
تدقيق: ياسر فتحي

 

أصبحت ظاهرة المغالاة في المهور وتكاليف ومظاهر الزواج في مصر مشكلة اجتماعية لاتخفىٰ على أحد، وأصبحت وراء عزوف الكثيرين عن فكرة الزواج، بالإضافة لمشاكل الاستدانة والغارمات، خاصة في قرى الريف المصري وصعيد مصر، ومن هنا جاءت فكرة مبادرة تيسير الزواج في قرية الرويهب بسوهاج.

وأكد المهندس حسن حسبو، أحد مؤسسي المبادرة بسوهاج، أنهم أقبلوا على هذه المبادرة بعد الطفرة الكبيرة والغلاء الفاحش الذي حدث في شروط الزواج خلال السنوات الأخيرة.

واجتمعت عائلات قرية الرويهب، مركز المنشأة، بمحافظة سوهاج لوضع حد للمغالاة والشروط المجحفة؛ تيسيرًا على العروسين للزواج، وإلغاء كثير من مظاهر وشروط الاحتفال بالزواج والتجهيز، ووضع حد أقصىٰ لكل تلك التفاصيل.

ومن هذه التفاصيل:

– إلغاء بند العَشاء المقرر على العريس نهائيًا.
– إلغاء النيش والسفره ومحتوياتهم.
– إلغاء تجهيز وفرش حجرة الأطفال.
– إلغاء الـ( دي- جيه) في نقل عفش العروسة.
– إلغاء خاتم أُم العريس وهدايا أخوات العريس.
– يتحمّل العريس تكاليف الكوافير مرة واحدة فقط في الخطوبه أو الزواج.
– القاعه بحسب رأي العريس وحسب رغبته وعلى قدر استطاعته دون شروط مِن أهل العروسة.

وقال الدكتور فتحي قناوي أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، لـ”الجمهورية الثانية”، إنَّ أحد أهم أسباب المغالاة في مظاهر وتكاليف الزواج هو الخوف مِن الطلاق، فيحرص الأهل على تكبيل العريس بالكثير من الطلبات والقائمة لضمان عدم تطليق بناتهم.

وأضاف: “أنَّ تلك العادت القديمة موروثة من العادات القبلية، خاصة في الريف، فهي نوع مِن التفاخر والمباهاة بمكانة العائلة، وحتى العاملات الفقيرة أصبحت تقلد الأسر الميسورة بسبب السوشيال ميديا التي فتحت باب التباهي والشهرة، وبالتالي كل أسرة تريد أنْ تظهر بما يليق”.

مشيرًا إلى أنَّ تلك المظاهر تسببت في ازدياد أعداد الغارمات وهذا مؤشر على انعدام الوعي الحقيقي والإدراك للمعنى الحقيقي للأسرة وعلينا أنْ ندرك أن قيمة الأسرة في أفرادها لا في قطع الأثاث.

مِن جانبه قال الدكتور فتحي القناوى، أن تجربة عائلات الرويهب، برغم إيجابياتها إلا أنه يستحيل تعميمها نظرًا لاختلاف طبيعة القبليات والريف عن باقي المدن والطبقات الاجتماعية في مصر، وأنها ذات طبيعة خاصة تتخذ فيها الأعراف وكأنها قانون ملزم لايمكن لأحد كسره.

وأضاف لـ”الجمهورية الثانية”، أنه يؤكد على دور الدولة ومؤسساتها المعنية كالتعليم، والمؤسسات الدينية والإعلامية؛ لقدرتها على الوصول للناس وتوعيتهم بأهمية الأسرة وقيم التواضع ورفض البذخ والإسراف والتركيز على مفهوم علاقة الرجل بالمرأة وإدارة المنزل وكيفية إدارة الحياة.

وقالت الدكتورة منال عمران أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية لبوابة الجمهورية الثانية، “أنَّ تلك العادات مرتبطة بالريف ولا نلاحظها في المدن، وأكدت أنَّ الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم الاستقرار في العمل بالإضافة لضعف المرتبات، صنع حالة مِن الخوف لدىٰ الأسر مِن عدم تلبية احتياجات أبنائهم بعد الزواج، فيضغطون لشراء كل ما يمكنهم قبل الزواج بحجة أنهم بعد الزواج ستصبح الحياة أكثر صعوبة.

وأضافت، أنَّ الإعلام والإعلانات قامت بخلق نمط استهلاكي مبالغ فيه لدفع الناس للشراء، لاسيما للشباب الصغير، وخلقت حالة من المبالغة في التطلعات ونَهَم الشراء غير الواعي للمتطلبات الحقيقية، وأن ذلك أدى لعزوف كثير من الشباب عن الزواج لعدم قدرتهم المالية مقابل كل ذلك البذخ في الشراء.
وتابعت، أنه يجب التأكيد على على أهمية التعليم والاهتمام بتشكيل وعي الجيل الصغير، لافتة إلى دور الدولة في دعم الشباب بمشروعات مثل الإسكان الاجتماعي المفروش والتمويل العقاري، وهي مشروعات ممتازة لكنها غير كافية، وتحتاج لتيسير شروطها لتصل لأكبر قاعدة من الشباب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى