فانوس رمضان – البلابيصا القبطية من عمق وبهجة التراث المصري
كتب: جرجس خليل
تدقيق: ياسر فتحي
أهنئك عزيزي القارئ المصري بشهر رمضان، ورمضان في مصر يتميز بطابع خاص تتفرد به مصر عن دول العالم، حيث يشترك مسلمي ومسيحيي مصرنا الطيبة بكثير من مظاهر الاحتفال والفرح، وقد تكون متطابقة، فمع بداية شهر رمضان المبارك تمتلئ البيوت والشوارع المصرية بزينة رمضان، يشترك فيها المسلمون والأقباط ومن أهمها فانوس رمضان.
وأيًا كان أصل الفانوس فإنه يظل عادة مصرية أصيلة و رمزًا خاصًا بشهر رمضان، وخاصةً في مصر.
ولقد انتقل هذا التقليد من جيل إلى جيل، فيقوم الأطفال الآن بحمل الفوانيس في شهر رمضان والخروج إلى الشوارع وهم يغنون ويؤرجحون الفوانيس.
فقبل رمضان ببضعة أيام، يبدأ كل طفل في التطلع لشراء فانوسه، كما أن كثيرًا من الناس أصبحوا يعلقون فوانيس ملونة كبيرة في الشوارع وأمام البيوت والشقق، وحتى على الشجر بما يناسب كل منطقة وكل مستوى اجتماعي، بدءًا من الفوانيس والزينة التي تصنع من ورق الكتب حتى الفوانيس المعدنية الملونة المضيئة.
“حاللو يا حاللو.. رمضان كريم يا حاللو.. حل الكيس وادينا بقشيش يا نروح منجيش يا حلو”
تلك الكلمات التي علقت بأذهان المصريين مستمدة من تراثهم التليد متمثلة في أغنية الفنانة صباح الشهيرة.
بينما يرى البعض أن كلمات “وحوي يا وحوي إياحا” فرعونية خاصة بالترحيب بالقمر، وتم استدعاؤها من التراث المصري الثري للترحيب بشهر رمضان المبارك.
ويعتبر فانوس رمضان أحد المظاهر الشعبية في مصر، وهو أيضًا واحد من الفنون الفلكلورية الّتي نالت اهتمام الفنّانين والدّارسين لارتباطه بشهر الصّوم ثمّ تحويله إلى قطعة جميلة من الدّيكور العربي في الكثير من البيوت المصريّة الحديثة.
وقد بدأ استخدام وظهور فانوس رمضان في مصر إبان العصر الفاطمي، وتوجد روايات مختلفة متعددة في هذا الشأن، لكن الثابت أن فانوس رمضان بدأ كتقليد من مصر أم الدنيا منتشرًا بعد ذلك في كل العالم العربي والإسلامي.
ومعنى وأصل كلمة فانوس يعود إلى اللغة الإغريقية التي تعني أحد وسائل الإضاءة.
“بلابيصا الغطاس”
لدى الأقباط تقليد وفلكلور شعبي مشابه يسمي البلابيصا “فانوس عيد الغطاس”.
وعن البلابيصا قالت الباحثة والكاتبة هالة المصري “مظهر من مظاهر الاحتفال الشعبي بعيد الغطاس في أقصى صعيد مصر حيث يخرج الأطفال إلى الشوارع حاملين البلابيصا ويغنون الأغاني الشعبية المناسبة بحسب ما يناسب هوية قطار الأطفال المحتفل وتنتشر تلك العادة بشدة على الامتداد الجغرافي لمحافظة قنا والأقصر، بينما توجد بعض الفروقات في شكل البلابيصا بين مركز وآخر”.
وأضافت: “البلابيصا كلمة هيروغليفية تعني الشموع، والتي كانت ركيزة أساسية في احتفالات الفراعنة، وقد وصلت إلى الاحتفال القبطي ضمن ماوصل إلينا من الفراعنة
وعن أغنية البلابيصا فقالت: “ويغنون جميعا بفرح
ليلتك يابلابيصا
ليلة هنا وزهور
وفي ليلتك يابلابيصا
حنو العصفور”