كوريا الشمالية تستفز المجتمع الدولي بتجربة صاروخية جديدة تمر فوق اليابان
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: أحمد علي
في تصعيد جديد للتجارب الصاروخية، أطلقت كوريا الشمالية صباح اليوم الثلاثاء، صاروخ باليستي متوسط المدى لأول مرة منذ 2017.
ومر الصاروخ فوق اليابان ليسقط في المحيط الهادي على بعد نحو ثلاثة آلاف كيلومتر من اليابان، مما دفع بكين لتفعيل نظام الإنذار المبكر “جي-أليرت” في اليابان، إذ ظهر على شاشات التلفزيون الوطني “إن إتش كي” تحذير يدعو سكان المناطق الشمالية والشمالية الشرقية للإحتماء داخل مبان أو تحت الأرض.
يأتي ذلك في الوقت الذي أجرت فيه اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناورات عسكرية ثلاثية في وقت سابق من الأسبوع الماضي، توصف أنها مناورات إستفزاز لبيونج يانج.
وجدير بالذكر أن الأمم المتحدة تحظر على كوريا الشمالية إجراء تجارب الأسلحة الباليستية والنووية، كما يعتبر تحليق صواريخ بإتجاه دول أخرى أو فوقها دون أي تحذير مسبق أو تشاور، إنتهاكاً للمعايير الدولية خوفاً من أن يخطيء الصاروخ هدفه.
وصباح اليوم أعلن الجيش الكوري الجنوبي أنّه “رصد صاروخاً بالستياً متوسط المدى، أطلق من منطقة موبيونغ-ري في مقاطعة جاغانغ الشمالية وحلّق فوق اليابان بإتّجاه الشرق”.
وأضاف أنّ الصاروخ حلّق لمسافة 4500 كلم على إرتفاع 970 كلم وبسرعة ناهزت 17 ماخ (أسرع من الصوت 17 مرة).
وأدان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا عملية الإطلاق، ووصفها بـ “السلوك العنيف”، ودعت الحكومة اليابانية إلى عقد إجتماع لمجلس الأمن القومي.
وفي أول رد فعل دولي أدان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال هذه التجربة الصاروخية ووصفها بالـــ”عدوان غير مبرر”.
الإتحاد الأوروبي يعتبر إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي “عدوانا غير مبرر” و”محاولة متعمدة لتعريض أمن المنطقة للخطر”، كما أعرب عن تضامن “الإتحاد الأوروبي مع اليابان وكوريا الجنوبية”.
وبدورها ندّدت القيادة العسكرية الأمريكية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ ، في بيان، بإطلاق كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً وأكدت “التزام واشنطن الراسخ الدفاع عن اليابان وكوريا الجنوبية”.
وأضاف البيان إن “الولايات المتّحدة تدين هذه الأعمال وتدعو بيونج يانج إلى الإمتناع عن أيّ عمل آخر غير قانوني ومزعزع للإستقرار”.
كما أعلن البيت الأبيض أنّ الولايات المتّحدة تتشاور مع اليابان وكوريا الجنوبية للردّ “بقوة” على التجربة الصاروخية لكوريا الشمالية.
كما أجرى مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان محادثتين منفصلتين مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي للتوافق حول رد”دولي مناسب وقويّ”.
وأكّدت هيئة الأركان الكورية الجنوبية في بيان أنّ الجيش “يبقي على حالة إستعداد تام ويتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتّحدة، وفي الوقت نفسه يعزّز المراقبة واليقظة”.
وتعهّد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك-يول بـ”ردّ حازم” على إطلاق الصاروخ البالستي.
وقالت الرئاسة الكورية الجنوبية في بيان إنّ هذه التجربة الصاروخية الكورية الشمالية هي “إستفزاز ” جديد “ينتهك بوضوح المبادئ الدولية ومعايير الأمم المتحدة، وقد أمر يون بردّ حازم وأتّخاذ إجراءات مناسبة بالتعاون مع الولايات المتّحدة والمجتمع الدولي”.