fbpx
تقارير

مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين.. ومتلازمة “النص العنقي” و”الانطوائية” أخطر أضرارها

كتبت: سلمىٰ ربيع
تدقيق: ياسر فتحي

تُعتبر مواقع التواصل الاجتماعي طفرة كبيرة في تكنولوچيا الاتصالات خلال السنوات القليلة الماضية، وظهرت في بادئ الأمر كوسيلة لتواصل الأشخاص في جميع أنحاء العالم ثم اتسعت فأصبحت تحمل العالم داخلها؛ إذ أنها تعتبر مكانًا للمتاجرة وتبادل المعلومات وكذلك مكانًا لتلقي الأخبار ومشاهدة البرامج واستقبال الموجات الاذاعية بسهولة في شتى الأوقات.

وتُعد مواقع التواصل الاجتماعي سلاحًا ذو حدين، حيث تتعدد إيجابياتها فتعمل على الآتي:

– تحقيق التواصل المستمر وتبادل الأفكار والخبرات.
– متابعة الأحداث الجارية في مختلف أنحاء العالم.
– تسويق المنتجات والخدمات المختلفة.
– تطوير عملية التعليم.
– تحقيق الرفاهية والمتعة.
– الحصول على الدعم والمشاركة.

بالإضافة إلى اعتماد فئة كبيرة من كبار السن على مواقع التواصل الاجتماعي في سد أوقات فراغهم خاصةً بعد التوقف عن العمل.

ومع انتشار تلك المواقع وزيادة عدد مستخدميها ظهرت سلبيات عديدة بين الفئات العمرية المختلفة

أولاً: الشباب

يُعتبر الشباب الفئة الأكثر تأثرًا بسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي، ويرجع ذلك إلى عدد الساعات التي يقضونها في تصفح تلك المواقع، حيث تزيد عن 9 ساعات يوميًا؛ الأمر الذي جعلها تتخطى فكرة الاستخدام لتصل إلى الإدمان لتصبح من العادات اليومية التي يتخذونها ضرورة مُلحة لا يمكن الاستغناء عنها كتناول الطعام مثلًا.

ويتسبب إدمان الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي في:
– خلق حالة من عدم الرضا والغيرة في نفوسهم بسبب الصورة الوردية التي تُصدرها لهم عن الحياة المُترفة.
– الانعزال والانطوائية ويرجع ذلك إلى الابتعاد عن الواقع وقضاء معظم الوقت أمام شاشات الهواتف والحواسيب، يؤدي ذلك إلى تكوين أصدقاء وعلاقات افتراضية؛ الأمر الذي يجعل الشباب أكثر عُرضة لحالات النصب والتلاعب بالمشاعر، وتصل أحيانًا إلى استغلالهم للمشاركة في ترس إجرامي دون عِلمهم.
– إهدار الوقت وحدوث مشاكل في التحصيل الدراسي بالإضافة إلى خمول العقل وعدم القدرة على الإبداع.
– مُتلازمة “Text Neck ” وهي مُتلازمة يُصاب فيها المريض بآلام الظهر والرقبة بسبب الجلوس لفترات طويلة والرأس مُنحنية عند استخدام الهواتف الذكية، وتؤثر على العمود الفقري بمرور الوقت.
– خضوع الشباب إلى صورة من صور الـ ” Gamification ” أو ما يسمى “التلعيب” لمشاركة المستخدمين في تحقيق أهداف محددة، وزيادة تفاعل ومساهمة الفرد.

والهدف من تطبيق مبادئ ومفاهيم اللعبة هو زيادة تفاعل المستخدمين بتوفير آليات أكثر تحفيزًا وتشجيعًا بالمشاركة،
وبالتالي يسعىٰ الشباب إلى استكمال ما بدؤوه على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على المزيد من الدعم عن طريق التفاعل مع المحتوى الذي يقدمونه ومشاركته على الصفحات الأخرى.

ولكن، على الرغم من سلبية الأمر في خلق روح شرهة تسعى إلى المزيد من التفاعلات إلا أنها تؤثر على علاقة الفرد بمن حوله وتساهم في زعزعة مكانته بينهم إذا لم يحصل على الدعم المطلوب.

ويترتب على تلك السلبيات:
شعور الشباب بالوِحدة وعدم الكفاية والكفاءة، وبالتالي الشعور بالاكتئاب، وهروبهم من الواقع الذي يعتبرونه أليمًا إلى آخر افتراضي يعتقدون أنه أكثر مُلائمة لآمالهم التي يظنون أن “اللايك والشير” هما السبيل لتحقيقها.

ثانيًا: الأطفال

يتسبب استخدام الأطفال المُفرط للهواتف الذكية ومشاهدة بعض المواقع الاجتماعيه كـ ” You tube_ TikTok ” على مدار اليوم في:

– خلق حالة من القلق والاضطراب العاطفي للأطفال بين سن 10 _ 12 عامًا، إذ أنهم يشعرون بقلق مُتزايد حول صورتهم ومظهرهم على الإنترنت.

– تعرض الطفل لصدمات نفسية نتيجة رؤية مظاهر تدل على العنف بشتىٰ أنواعه.

– حدوث مشكلات في النوم نتيجة استخدام الهاتف قبل النوم مباشرة وهذا يتسبب في: انخفاض مستوى ذكاء الطفل مما يؤثر على قدراته الإبداعية وتطور قدراته الحركية والذهنية.

– اتجاه الطفل إلى قضاء وقته في استخدام الهاتف وتصفح الإنترنت بدلًا عن مشاركة أصدقائه في يومه، وبالتالي يؤثر ذلك على علاقاته الاجتماعية ويجعله مُنطويًا لا يشعر بالانتماء لشخص.

ونتيجة للتأثر الهائل بسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي، اتحدَت جهود الباحثين للتوصل إلى حلول فعّالة للحَد من إدمانها..

فبالنسبة للشباب:

– تحديد الهدف من الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي وعدم الدخول على المواقع غير المفيدة.

– النزول لأرض الواقع وتكوين صداقات وعلاقات بعيدًا عن افتراضية الهاتف المحمول.

– مسح التطبيقات من الهاتف والتأقلم بدونها.

– إغلاق الإشعارات في معظم الأحيان كأوقات الدراسة وممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية، وتحديد وقت مُعين على مواقع التواصل الاجتماعي وعند تجاوزه، يفرض الشاب على نفسه عقوبة واجب الالتزام بها.
– مكافأة النفس بوسيلة مختلفة عن استخدام مواقع التواصل.
– عدم إدخال الهاتف إلى غرفة النوم.

أما فيما يخص الأطفال:

– متابعة الآباء لأبنائهم على مواقع التواصل وتفعيل ميزات الرقابة الأسرية.
– تشجيع الطفل على المشاركة في الأنشطة الواقعية بعيدًا عن مواقع التواصل الاجتماعي.
– تحديد وقت مُعين لاستخدام الهاتف مع وضع مكافأة عند الالتزام وعقاب في حالة مُخالفته.
– وضع الطفل في بيئة مُناسبة تساعده على الاندماج معها والتأكد من عدم تعرضه للعنف أو التنمر حتى لا يتجه إلى استخدام هاتفه وحيدًا في غرفته.

ويجب على الجميع استخدام التكنولوجيا بشكل أمثل وباستفادة قصوىٰ، وتوخي أضرارها نظرًا لدخولها في جميع المجالات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى