الأم المثالية لشهداء القوات المسلحة أمل مغربي، إبني كراماته محاوطاني
كتبت: حياة يحيى
تدقيق: ياسر فتحي
تحتفل مصر في 21 مارس من كل عام بعيد الأم، ولا يمكن في هذا اليوم العظيم لمصر أنْ تنسىٰ درة تاج أمهات مصر، أمهات الشهداء اللاتي ضحين بأغلى مايملكن من أجل رفعة هذا الوطن، وقدمن فلذات أكبادهن، بكل صبر وثبات وعزيمة، وفي هذا الإطار قامت الدولة بتكريم الأم المثالية لمحافظة الإسكندرية، عن القوات المسلحة المصرية السيدة أمل مغربي والدة الشهيد نقيب قوات مسلحة محمد عبده، والذي نال الشهادة صائمًا على أرض سيناء في 2015.
وفي حوارها لـ”بوابة الجمهورية الثانية” أخبرتنا السيدة أمل بسعادتها بهذا التكريم، وصرحت: “تفاجأت ولم أکن أتوقع هذا، لكنها مفاجأة جميلة والحمد لله، فمحمد كان ابنًا جميلًا منذ ولِد، وربنا أهِّلُه بصفات عظيمة لأنه مكتوب من يوم مولده عنده إنه شهيد، وهذا اعتقادي”
• ماذا يعني لكِ أن يأتي تكريمك من القوات المسلحة؟
أشعر بالفخر لتكريمي من القوات المسلحة المصرية، المؤسسة العسكرية العريقة، لأنها مصنع الرجال والأبطال وفخرنا، وهذا فخرٌ مابعده فخر.
وقالت: “بعد ربنا حسيت بابني وكراماته محاوطاني.. بلدنا جميلة وفرحانة إن وطني كرمني وفرح قلبي، والدولة مابتنساش حد، واحنا فخورين إننا مصريين، وماكنتش أتمنى أكتر من كده.
وأردفت: “وكون ابني شهيد وابن هذه المؤسسة، فهذا فخر وعزة (وطبطبة من ربنا)، ولهذا فمصر غالية عليَّ، كان البعض يتعجب قائلاً (بعد اللي حصل لابنك ولسة في ضهر البلد وبتدافعي عنها؟)
أقول لهم (أنا لو ماعملتش كده يبقى في حاجة غلط)، إذا كان ابني قدم روحه ونفسه لبلده ورآها تستحق تضحيته فطبيعي إن من فداها ابني بدمه وروحه تبقى غالية عندي.. هذه البلد ثمنها كان عمر ابني، الوطن غالي، وابني وزملاؤه أشجع منا كتير و(جدعان)، هم لم يخافوا مثلنا لأنهم رأوا الجنة أمام أعينهم، لهذا ابني كان ثابت وهو بيقاتل وهادئ لآخر لحظة برغم إصابته ونزيفه، وقال لي وهو فرحان (إدعي لي ياأمي فهذا يومي)، وتابعت أقول للناس كفانا كلام عن الأكل والشرب(السماء اللي احنا تحتها دي والأرض اللي ماشيين عليها مش شوية)، نحن لسنا فى خيام ولاسبايا ولا ذهبت تلك الأرض وخربت كما كان يتمنى أعداؤنا، فبلدنا عظيمة لايمكن أن تضيع أبدًا وفيها أبطال ضحوا وأمهات ضحين بفلذات أكبادهن، أنا أنظر للموضوع بطريقة عملية، فأين كنا بالأمس وكيف أصبحنا، هل نسينا الخوف اللي عشناه ورأيناه؟ والنوم الذي لم نكن نراه، لم نكن نعيش، نسينا انقطاع الكهرباء والمياه والبنزين، وكانت حياتنا سواد، وقلوب مفطورة على أبناء كانوا يقتلون وتتقطع أجسادهم في الشوارع، والله لانريد أن نشرب أو نأكل، لكن ربنا يديم علينا نعمة بلدنا، والحمد لله ربنا رزقنا بقائد عظيم عارف قيمتها.
• كيف قمتِ بتربية ابن يحمل صفات عظيمة مثل الشهيد محمد وإخوته؟
التربية ليست مجرد توجيهات وكلام، ولكن في ثوابت لازم تربي ابنك عليها يعنى فى حلال وفى حرام ، ويتربوا على محاسبة النفس و الضمير ، و تحرى الحلال ، احترام الكلمة ، وعدم الظلم والعدل مع الناس ، وفى اب كان جميل مربى فاضل ومحترم وكان اساس البيت والسند لنا ، الابناء لازم يروا اب وام صالحين ، وانا كنت مهتمة بتربيتهم ومحمد كل الناس كانت تشهدله بالخلق وجميع ابنائى حتى ابنتى منه الله يرحمها و ابنى مازن كلهم على خلق ، واستطردت كنت بين اللين والشدة للإصلاح والتأديب ، لكن كان فى حنيه
ما الرسالة التى توجهينها لكل أم من أبناء الجيش والشرطة ؟
ادعوا لأبنائكم ولهم جميعاً ، بالثبات وساندوهم، قائلة : (الكلمة بتقوى) ولا داعى أن يروا ضعفنا لانه يؤلمهم ، محمد ابنى حين كان يرى والده متأثرا ودموعه فى عينيه وهو ومسافر لعمله كان يحزن ويتألم ، فوالده الله يرحمه كان رقيق المشاعر وعطوف ، وتابعت قائلة : لازم نكون بقوتهم ونحتسبهم عند الله ونفهم ان بلدنا قوية بينا ودا دور ولادنا ماحدش غيرهم حايقوم بيه
ودائما أقول ان ابناء مصر المخلصين هم سندها ، و هذه البلد بقدر ما تعرضت له من محن لكنها لازلالت تقف على قدميها بأبنائها المخلصين، ولولاهم كانت فى انتهت ، و لكن ماشاء الله على ماننعم به من أمان وخير يفيض علينا ، فهذه البلد مكانتها عند ربنا كبيرة لهذا اختصها ربنا بأبنائها الفدائيين .
وأنهت حوارها لنا بوصيتها لكل أم مصرية، علموا الأجيال الصغيرة قيمة الوطن، وربوهم على حب مصر، لأن حب الوطن هو أسمىٰ معاني الحب والعطاء.