موقع أبو مينا الأثري منطقة خصبة للسياحة يرجع تاريخها إلى القرنين الرابع والسادس
كتبت: ندىٰ حسن
تدقيق: ياسر فتحي
انتهت وزارة السياحة والآثار من مشروع ترميم وتطوير وخفض منسوب المياه الجوفية بموقع أبو مينا الأثري بمنطقة برج العرب بالإسكندرية بتكلفه ٥٠ مليون جنيه.
• رفع الموقع من القائمة الحمراء
تعكف الوزارة على الانتهاء من إجراءات تقديم طلب رفع الموقع من قائمة التراث المهدد بالخطر باليونسكو، بعد ٢١ عامًا من وضعه على هذه القائمة بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، ويعد أحد أهم المشروعات التي قامت بها الوزارة ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع ترميمه وتطوير الموقع العام ككل.
وتتضافر جهود كافة الجهات المعنية بالدولة لتنفيذ جميع الأعمال، بالتعاون مع وزارتي الموارد المائية والري، والزراعة واستصلاح الأراضي، ومحافظة الإسكندرية، بما يساهم في إنجاز المشروع بالشكل الأمثل، وبما يتماشىٰ مع أهمية الموقع كأحد المواقع الأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وتهتم الدولة المصرية بهذا المشروع وغيره من المشروعات التي تتم بمواقع التراث العالمي، حيث تم تشكيل لجنة عليا لإدارة مواقع التراث العالمي عام ٢٠١٨م برئاسة مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات الوطنية والاستراتيجية، وذلك بقرار من رئيس الجمهورية.
• الانتهاء من المشروع في ٣سنوات
مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بموقع أبو مينا الأثري بدأ منذ عام ٢٠١٩، بتمويل ذاتي من المجلس الأعلى للآثار، وبتكلفة بلغت نحو ٥٠ مليون جنيه مصري، وتم الانتهاء من جميع عناصر المشروع وبدء التشغيل التجريبي له في منتصف نوفمبر ٢٠٢١، حيث تم التأكد خلال تلك فترة من نجاح منظومة العمل، حيث أن منسوب المياه بمنطقة قبر أبو مينا تم خفضها بشكل ملحوظ، وتضمن المشروع تنفيذ 12 بئرًا حول منطقة القبر بأعماق تتراوح مابين 35 إلى 50 مترًا، وتنفيذ 57 بئر حول الموقع الأثري ككل، ومد خطوط طرد المياه للمنطقة بطول حوالي ٦١٥٠متر طولي، وربط شبكة الآبار المستحدثة وكافة الأعمال الكهروميكانيكية بمنظومة التحكم الموجودة بالموقع، وكذلك متابعة مناسيب المياه الجوفية بالآبار.
• أساليب حديثة للترميم بالمنطقة
جميع الدراسات الاستشارية لتحديد الأسلوب الأمثل للتصميم والتشغيل لمنظومة خفض منسوب المياه الجوفية بالمنطقة الأثرية، ومتابعة تنفيذ الأعمال الحقلية بالمشروع، تمت بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري ممثلة في معهد بحوث المياه الجوفية ومعهد بحوث مياة الصرف، حيث قامت بالمساهمة في أعمال تطهير المصارف المتواجدة داخل المنطقة الأثرية والمصارف العمومية حول المنطقة، أما وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي فقد ساهمت في أعمال تحويل نظام الري للأراضي الزراعية حول المنطقة الأثرية ليصبح بنظام الري بالتنقيط بدلاً من نظام الري بالغمر، الأمر الذي سيكون له دور فعال في تقليل حجم مياه الصرف الزراعي وتقليل مشاكل المياه الجوفية بالمنطقة.
بالإضافة إلى أنه تم الانتهاء من تثبيت العناصر المعمارية لكل من البازيليكا، وكنيسة القبر، والقبر، بإعادة الأحجار المفككة والمتناثرة بالموقع للحفاظ عليها، كما تم الانتهاء من ترميم السور الغربي للبازيليكا، وجاري أعمال الترميم الدقيق بحوائط الكنيسة البازيليكا الكبرى، وكذلك العراميس بالحوائط، بالإضافة إلى الانتهاء من أعمال ترميم المدخل الرئيسي وتنظيف الدير من الحشائش.
• إعداد تقرير لليونسكو
وقامت الوزارة في فبراير ٢٠٢٢ بموافاة منظمة اليونسكو بتقرير حالة الحفاظ على موقع أبو مينا، متضمنًا الجهود التي قامت بها الوزارة من إجراءات تصحيحية بالموقع، تمهيدًا للتقدم بطلب رسمي لرفعه من قائمة التراث المهدد بالخطر.
بالإضافة إلى أن تقرير الحفاظ شمل شرحًا لمشروع خفض منسوب المياه الجوفية، وخطة إدارة متكاملة للموقع لأول مرة منذ إدراجه على قائمة التراث العالمي في عام ١٩٧٩م، تضمنت مقترحًا لدرء الخطورة وتعديل الحدود الخاصة بالموقع الأثري وخطة الحفاظ والترميم، فضلاً عن طلب الوزارة بإيفاد بعثة رصد من مركز التراث العالمي للوقوف على ماتم في مجال درء الخطورة التي تهدد الموقع في أقرب وقت ممكن تمهيدا لرفعه من على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.
• تجهيز الموقع للزيارة
وفي السياق ذاته، فإنه يجري الآن تأهيل موقع أبو مينا للزيارة، حيث تم وضع عدد من اللافتات الإرشادية بالطرق الخارجية المؤدية للموقع، والتي نفذت بالتنسيق مع محافظة الأسكندرية، كما أنه جاري تمهيد مسار الزيارة ومسارات الإتاحة وتزويد الموقع بعدد من الخرائط واللوحات الإرشادية والمعلوماتية التي يتم تنفيذها بالتعاون مع منظمة اليونسكو لتفسير الموقع الأثري للزائرين، مزودة بالرمز الكودى QR code لمطالعة المزيد من المعلومات والمواد الفيلمية حول الموقع، بالإضافة إلى عمل دورات مياه وتزويد الموقع بسلات قمامة صديقة للبيئة بنظام فصل المخلفات، ومظلات ومقاعد لاستراحة الزائرين، ووحدة إسعافات أولية.
• تاريخ منطقه أبو مينا الأثرية
تتمتع منطقة أبو مينا الأثرية بمكانةٍ تاريخية وأثرية كبيرة حيث يرجع تاريخها إلى ما بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين، واكتسبت شهرتها من وجود قبر القديس مينا، وفي أواخر القرن الخامس، والنصف الأول من القرن السادس الميلادي أصبحت من أهم مراكز الحج المسيحية في مصر.
وتتكون المنطقة الأثرية من بقايا الأسوار الخارجية التي كانت تحيط بالموقع كله، والبوابتين الشمالية والغربية وبعض الشوارع المحاطة بصفوف من الأعمدة، بالإضافة إلى منازل وحمامات واستراحات خاصة بالحجاج القادمين إلى المنطقة، وفناء محاط بصفوف من الأعمدة الرخامية يقع خلفها محلات عديدة لبيع الهدايا التذكارية للحجاج، كما يقع جنوب هذا الفناء مجموعة من الكنائس ومكان للاستشفاء وأيضًا خزانات للمياه ووحدات سكنية.
وقد كانت منطقة أبو مينا في الماضي قرية صغيرة، وقد أظهرت الحفائر حتى الآن ١٠ مبانٍ يتكون منها المجمع المعماري الضخم لأبي مينا وهي: البازيليكا الكبرى، كنيسة المدفن، المعمودية، دور الضيافة، الحمام المزدوج (بازيليكا الحمامات)، الحمام الشمالي، البازيليكا الشمالية، الكنيسة الشرقية، الكنيسة الغربية.