كتبَ: محمد ماهر
تدقيق لُغوي: ياسر فتحي
يبدو أنَّ الملف الليبي على وشك التأزُّم مِن جديد في ظِلِّ المستجدات الكثيرة حاليًا، فالعثمانلي ينقل مرتزقته مِن الوَطية لمعيتيقة، وحفتر وصالح في القاهرة، وقانون الانتخابات الرئاسية أصدره صالح مُنذ أيامٍ وأرسَلهُ للأمم المتحدة رغم اعتراض كل مَن يساند الوجود التركي داخل ليبيا لا سيما الجماعة المارقة جماعة الإخوان.
يبدو أنَّ العثمانلي يستعد للمواجهة الثانية في ليبيا بعد أنْ خَسِر كل أوراقه في شرق المتوسط بلا استثناء وآخرها ورقة لبنان بعد تفعيل خط الغاز العربي ونقل الغاز المصري للبنان، حيث أفادَت وسائل إعلامٍ ليبية أنَّ تركيا نقلت مُرتزقتَها مِن قاعدة الوطية إلى قاعدة معيتيقة في طرابلس تزامُنًا مع هبوط طائرتي شحنٍ تُركيتين في قاعدة الوطية أيضًا، ورجحت وسائل الإعلام الليبي أنْ يكون ذلك لاشتراط تونس سحب المُرتزقة مِن قُرب حدودها قبل فتح الحدود مع ليبيا، لكن ذلك كان منذ فترة، ويأتي تزامنُ تلك الخطوة مع توقيت إصدار قانون الانتخابات الرئاسية مِن البرلمان الليبي برئاسة عقيلة صالح والذي قوبِلَ برفضٍ إخوانيٍ عنيف خاصة مما يسمى “المجلس الأعلىٰ للدولة” ورئيسه خالد المشري الإخواني.
ومما يرجح أكثر أنَّ نقل المرتزقة يعد تجهيزًا للضغط بقدر أكبر وفرض أمرٍ واقعٍ لا يمكن تغييره، أنَّ تلك الخطوة جاءت بعد يومين مِن كلمةٍ للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجمعية رجال الأعمال والصناعيين الأتراك، قال فيها إنه متمسِّكٌ ببقاء قوات بلاده في ليبيا، وأنَّ الفضل فيما وصلت إليه تركيا يرجع لعوامل عدة مِن بينها العامل العسكري، ضاربًا بعرض الحائط كل الدعوات المحلية والدولية المطالبةِ بخروج القوات الأجنبية كافة والمرتزقة أيضًا، وتهيئة الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات في موعدها المقرر، نهاية هذا العام، بحسب ما نصَّت عليه خارطة الطريق التي أقرَّها أعضاء مُلتقىٰ الحوار في تونس، أواخر عام 2020.
ومِن الجدير بالذكر أيضًا أنَّ المشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان الليبي السيد عقيلة صالح كانا في زيارة اليوم للقاهرة والتقيا بالرئيس السيسي واللواء عباس كامل رئيس المخابرات.
ووقع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح قانون إجراء الانتخابات الرئاسية في ديسمبر، وقال المتحدث باسم البرلمان أنَّ “صالح أرسل القانون الذي سيفتح الطريق أمام إجراء الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر إلى مؤسساتٍ سياسية أخرى وإلىٰ الأمم المتحدة”، وجاء التفويض بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مِن خلال مؤتمر سياسي دعمته الأمم المتحدة العام الماضي في عملية أدَّت أيضًا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في مارس.
واعتبر المجلس الأعلىٰ للدولة في ليبيا الذي تأسس بموجب اتفاق عام 2015 والذي يسيطر عليه جماعة الإخوان، أنَّ “صالح دفع بالقانون قُدُمًا مستخدمًا سلطاتٍ لا يملكها بغرض عرقلة الانتخابات القادمة، مِن خلال قيامِهِ متعمدًا بإصدار قانونٍ مَعيبٍ للانتخابات”.
وشوهدت عشرات الحافلات ترافقها سيارات دفع رباعي للقادة، وبعض الحماية، وهم يستعدون للخروج مِن قاعدة معيتيقة، قبل دخولهم مرةً أخرى مُحمَّلينَ بأعدادٍ مِن المُقاتلين السوريين والأتراك.
ويُذكَر أيضًا أنَّ الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا، اليوم الأحد، طالبوا بضرورة احترام جميع الأطراف الليبية نتيجة الانتخابات المقبلة وإجراء الانتخابات في موعدها المقرر نهاية العام الجاري.
جاء ذلك في بيانٍ مشتركٍ لسفارات الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا في ليبيا، مؤكدة أنَّ مجلس النواب الليبي برئاسة عقيلة صالح حقق خطوة نحو هدف الوصول للانتخابات بإعلانه قانون الانتخابات الرئاسية. وشدد البيان الأوروبي الأمريكي على أنَّ صدور قانون الانتخابات الرئاسية مِن البرلمان، وتقدُّم استعدادات مفوضية الانتخابات، خطوةٌ مهمة نحو موعد الاستحقاق الوطني في 24 ديسمبر 2021.
وحذرت الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا مِن أولئكَ الذين يعرقلون الانتقال السياسي بما فيه الانتخابات بعقوباتِ مجلس الأمن الدولي، مشيدةً في الوقت ذاته برغبة الأطراف الليبية في طَي صفحة خلافات الماضي وتوحيد المؤسسات.
مما يعني أنَّ العالم كله قد أصبح ضِد العُثمانلي، فماذا هو بفاعل!!؟