“اليابان” تطوِّر لقاحًا ضد “كورونا” من “الجُدري” تستمر فعاليته مدى الحياة

كتب: محمد ماهر
تدقيق: ياسر بهيج

يعمل، حاليًا، باحثون في طوكيو؛ على تطوير لقاح لفيروس COVID-19، تستمر فعاليته مدى الحياة، فيما قد يغير قواعد اللعبة، مع استمرار الحرب على الفيروس التاجي للعام الثالث على التوالي.

عودة الحرية

يأتي هذا؛ في الوقت الذي يبدو فيه أن معظم لقاحات COVID-19 ستتطلب جرعات مُعزِزة دورية ؛بسبب انخفاض مستويات الأجسام المضادة لدى متلقيها، لذا فإن تطوير لقاح فعال مدى الحياة؛ يمكن أن يؤدي إلى وفورات مالية ضخمة، على مستوى العالم، ويمنح العالم حريته، التي سلبها منه فيروس كورونا، الذي أصاب أكثر من 270 مليون شخص، وأودى بحياة أكثر من 5 ملايين حول العالم.

تطوير من “الجدري”

بعد وقت قصير من بدء الجائحة، في أوائل العام 2020، تساءل الباحث الفخري في معهد طوكيو متروبوليتان للعلوم الطبية، ميشينوري كوهارا، عما إذا كان من الممكن تطوير لقاح؛ يعتمد على لقاح الجدري، الذي تم تجربته، واختباره، وساعد العالم على القضاء على مرض الجدري، إذ استغرق فيروس اللقاح، المستخدم في لقاح الجدري، عملًا لأكثر من ثلاثة عقود، وذلك على خلفية معرفة “كوهارا” التامة مدى أهمية هذا اللقاح، الذي من الممكن أن يوفر الحماية ضد “كورونا”، كما فعل مع “الجدري”.

وقد خضع لقاح الجدري للتطوير؛ من خلال الطبيب البريطاني إدوارد جينر، في العام 1796؛ لمواجهة مرض الجدري المعدي، الذي كان معدل وفياته مرتفعًا للغاية.

أقوى لقاح

وفي اليابان، استجاب المرضى للقاح، حتى لم يعُد مريض واحد، منذ العام 1956، وانتهى التطعيم الدوري للحكومة في أواخر السبعينيات، ولكنه لايزال هذا اللقاح؛ هو الوحيد الذي نجح في القضاء على مرض مُعدٍ.

وكانت آخر حالة معروفة لمريض بالجدري؛ في الصومال، العام 1977، بعد حملة تطعيم عالمية، مُنسقة من منظمة الصحة العالمية.

البداية

وفي أبريل 2020، بدأ “كوهارا”، بالتعاون مع المعهد الوطني للأمراض المعدية، في تطوير فيروس لقاح مأشوب (نتيجة التهجين)؛ يحتوي على بروتين شوكي لفيروس SARS-CoV-2، الذي يسبب COVID-19، وقد اختاروا السلالة غير المسببة للأمراض من متحور فيروس اللقاح المسمى DIs، الذي يعمل كناقل فيروسي فعال للغاية، وآمن؛ لتوصيل جين SARS-CoV-2. الشوكي.

وفي حين أن لقاحات “كورونا” RNA COVID-19، التي طورتها شركة “فايزر” Pfizer Inc.-BioNTech SE و”مودرنا” Moderna Inc، قد نجحت في منع الأعراض الشديدة، والوفاة، فإن الأجسام المضادة المُعطلة، تنخفض بشكل كبير، على مدى الأشهر الستة بعد التطعيم، ما يجعل الجرعات المعززة أمرًا لا مفر منه؛ وخاصة ضد متحور “أوميكرون”.

مناعة مدى الحياة

وعلى النقيض من ذلك، فإن اللقاح الذي يتزعم إنتاجه “كوهارا” يمكن أن ينتج أجسامًا مضادة قوية معادلة، في غضون أسبوع من التلقيح، ويقدم التحفيز الأقوى للمناعة الخلوية؛ بالمقارنة مع أي لقاح، كما يقول الباحث الياباني، وسيكون ذلك ضروريًّا، إذ أنه لا يبدو أن أيًّا من لقاحات COVID-19 المتوافرة حاليًا، توفر حماية طويلة الأجل.