محاولة فاشلة لاغتيال “الكاظمي” في بغداد .. والجيش العراقي يفتح تحقيقًا حول الحادث
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر بهيج
أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن محاولة لاغتيال رئيس الوزراء مصطفي الكاظمي، فجر اليوم، بثلاث طائرات مُسيّرة مختلفة الأحجام، اثنتان منها استهدفت منزله، بالمنطقة الخضراء، بوسط العاصمة بغداد، فيما استهدفت الثالثة مقر الحكومة.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية، بحسب شهود عيان، أن قوات التأمين أستطاعت إسقاط طائرتين منها، ولكن الثالثة، التي استهدفت المقر الحكومي، أوقعت أضرارًا مادية، وأصابت 6 من عناصر التأمين بجروح.
كما كشف مصدر أمني عراقي عن تدخل منظومة الدفاع الجوي، التابعة للسفارة الأمريكية “C-RAM”، مع قوات التأمين العراقية، في إسقاط الطائرتين، خلال الهجوم الذي شُنّ على منزل الكاظمي.
وأفاد المصدر بأن الطائرة الثالثة المُسيّرة حامت في محيط مقر إقامة الكاظمي، لأكثر من ثلاث دقائق، فبدأ طاقم الحراسة بإطلاق النار عليها، لإسقاطها، لكنه لم يتمكن من ذلك، وتشير المعلومات الأولية إلى أن انطلاق الطائرة تم من داخل بغداد.
إجراءات لكشف الملابسات
فيما أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، في بيان لها، عن تتبع مسار الطائرة المُسيّرة المُفخخة، وأنها بصدد اتخاذ إجراءات لكشف ملابسات الحادث، وكيفية وصول الطائرة إلى مكان إقامة رئيس الوزراء.
كما أعلنت القوات المسلحة العراقية، على لسان المتحدث باسمها اللواء يحيي عبد الرسول، عن بدء التحقيقات لمعرفة مكان انطلاق الطائرة المُفخخة، وأن الأجهزة الأمنية، والاستخباراتية باشرت جمع الأدلة حول الحادث.
كلمة الكاظمي للعراقيين
وبعد الحادث، ألقى الكاظمي كلمة مُسجلة إلى المواطنين العراقيين، طمأنهم فيها بأنه لم يُصب بأي أذي جراء الحادث.
وقال، في كلمته : “إن القوات الأمنية تعمل على حماية البلاد، والصواريخ الجبانة، والمُسيّرات لا تبني الأوطان، فبناء البلاد لايتم إلا عبر احترام مؤسسات الدولة”.
وكان الكاظمي قد كتب في حسابه على “تويتر”، في أول تعليق له، عقب فشل محاولة الاغتيال : “كنتُ ومازلتُ مشروع فداء للعراق، وشعبه، ولكن صواريخ الغدر لن تثبط عزيمة المؤمنين، ولن تهتز لنا شعرة، مع ثبات، وإصرار قواتنا الأمنية البطلة على حفظ أمن الناس، وإحقاق الحق، ووضع القانون في نصابه”.
إدانات دولية للحادث
وتوالت الإدانات المحلية، والعربية، والدولية للحادث الإجرامي الذى استهدف الكاظمي، وأولهم كان من الرئيس العراقي برهم صالح، الذى أدان محاولة اغتيال الكاظمي، ووصفه بأنه “اعتداء إرهابي، وتجاوز خطير، وجريمة نكراء بحق العراق “، داعيًا إلى وحدة الموقف، في مواجهة “الأشرار المتربصين”، بعد محاولة الاغتيال الفاشلة.
وبدوره، دان رئيس إقليم كردستان العراق محاولة الاغتيال، وقال : “نُدين بشدة محاولة الاعتداء على منزل رئيس الحكومة العراقية”.
وفي تعليق له على محاولة اغتيال الكاظمي، قال زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر : “إن هذا العمل الإرهابي، استهداف واضح، وصريح للعراق، ليعيش تحت طائلة الشغب، والعنف، والإرهاب”،مناشدًا القوى الأمنية، والجيش العراقي الأخذ بزمام الأمور، والسيطرة على أمن العراق.
ودان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نايف فلاح مبارك الحجرف، محاولة الاغتيال، التي وصفها بـ”الآثمة”، مُعلنًا رفضه القاطع لمثل هذه الاعتداءات الإجرامية، التي استهدفت أمن، واستقرار العراق، ومُعتبِرًا أن أمن العراق من أمن دول المجلس.
كما شجب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محاولة اغتيال الكاظمي، داعيًا كل الأطراف، والقوى السياسية بالعراق إلى التهدئة، ونبذ العنف.
وبدورها، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا، قالت فيه : “الأعمال الإرهابية البائسة لن تُثني العراق عن استكمال مسيرة الإنجازات الوطنية”.
فيما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة بشدة هذا العمل الإرهابي الجبان، الذي استهدف رئيس مجلس الوزراء العراقي.
وكذلك أعلنت الخارجية الكويتية، في بيان لها، إدانتها، واستنكارها لمحاولة “الاغتيال الآثمة” التي تعرض لها رئيس مجلس الوزراء العراقي.
وشددت الخارجية الكويتية على وقوف الكويت إلى جانب العراق، وتضامنها، وتأييدها كل الإجراءات، التي يتخذها، للحفاظ على أمنه، واستقراره، وسيادته.
وعلى الصعيد نفسه، أصدرت الخارجية الأردنية بيانًا، دانت فيه محاولة الاغتيال الإرهابية الفاشلة، التي استهدفت الكاظمي، مؤكدة تضامن المملكة التام مع العراق، وشعبه، ودعمها الكامل لأمنه، واستقراره، ولجهود الحكومة العراقية في مكافحة الإرهاب، وتعزيز المسيرة الديمقراطية، والمحافظة على الإنجازات الوطنية.
وفي أبوظبي، دانت الإمارات “الهجوم الإرهابي” الذي استهدف الكاظمي.
وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن استنكاره، بأشد العبارات، للمحاولة الدنيئة لاستهداف رئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي، قائلًا : “إن العدوان الذي تعرض له منزل رئيس وزراء العراق بطائرات مُسيّرة مفخخة إنما يستهدف هيبة الدولة العراقية، وأمنها، واستقرارها”.
وبدورها أصدرت منظمة التعاون الإسلامي بيانًا، دانت فيه بشدة محاولة اغتيال الكاظمي، قائلة : ” إن المنظمة تتابع، ببالغ القلق، تطورات الوضع في جمهورية العراق، وتدين بأشد العبارات محاولة الاغتيال الدنية، التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي”، واعتبر أمينها العام يوسف بن أحمد العثيمين، أن هذا الهجوم عمل إرهابي، يستهدف وحدة العراق، وأمنه، واستقراره.
فيما وصفت الخارجية الأمريكية، في بيان لها، محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي بأنها عمل إرهابي واضح، قائلة : “نحن على اتصال وثيق بقوات الأمن العراقية، وعرضنا المساعدة في التحقيق في الهجوم على منزل رئيس الوزراء”.
ومن جانبها، دانت الأمم المتحدة، ممثلة في بعثتها لمساعدة العراق، بأشد العبارات، محاولة اغتيال الكاظمي، وأعربت البعثة الأُممية، في بيان لها، عن ارتياحها لعدم إصابة الكاظمي بأذى، في الهجوم الذي استهدف مقر إقامته ببغداد.