سلمى ربيع تكتب: الإعلام من أعلى قمة المهنية والأخلاق إلى سفح الشرف
كتبت: سلمى ربيع
هيأ الرئيس “عبدالفتاح السيسي” المناخ لممارسة الإعلام المصري حُريته أمام العالم وليست مصر فقط، وحث على الاتجاه إلى الأمور الهادفة التي تهِم المواطن وتخدم الدولة بشكل أو بآخر لكن، ما يحدث أن الإعلام مازال ينحدر من أعلى قمة المهنية والأخلاق إلى سفح الشرف..
قد يُهيأ لنا أن الإعلام مُنتشر ويصل إلى كل فرد منا على حِده سواء عن طريق البرامج التليفزيونية، الصحافة أو مواقع التواصل الإجتماعي لكن، على أرض الواقع نجد أننا بعيدين كُل البُعد عن الإعلام؛ إذ أنه تحول من حُرية التعبير بما يفيد المواطن والصالح العام إلى ” الترافيك “؛ حيث أصبح النشر في مقابل الحصول على ” التريند “.
والساحة الإعلامية الآن أصبحتْ لا تدعم المهنية والدقة ولا تهتم بصحة المعلومات التي تصل إلى ” الشارع “؛ فنجد اليوم بعض الإعلاميين والصحفيين يحصلون على أخبارهم من مواقع التواصل الإجتماعي، بغض النظر عن مدى مصداقيتها، ودون الاهتمام بما قد تقودنا إليه تلك الترهات.
بالإضافة إلى بروز العديد من السلبيات الذي يؤدي انتشارها إلى دمار المجتمع المصري _ لا محالة_ والتي تتمثل في :
١- عدم الحيادية، إذ أنه أصبح من المألوف معرفة تأييد الإعلامي لفكرة أو معارضته لأُخرى، ما لم يعُد مألوفًا هي الفئة القليلة _ جدًا _ التي لا نعلم موقفها السياسي أو مذهبها الديني وميولها الكروي، واتجهوا بذلك إلى تبني القضايا _ كل القضايا _ من منظورهم دون الرجوع إلى المهنية الإعلامية.
٢- تدني مستوى الحوار، فلم يعُد الهدف مُخاطبة العقول، ربما يظن الإعلاميين أنهم يخاطبون نِعال المارة؛ فنجد بعضهم يصرخ وتكاد عروقهم تتفجر، والبعض الآخر يستخدم الألفاظ البذيئة والاسقاطات على الألفاظ الجنسية، ولا نعلم في أي مادة دراسية أو مكتب عملي تعلموا ذلك.
٣- الركض خلف الإعلانات التي تُقدر بأموال طائلة حتى إذا حتّم ذلك الوقوف تحت فكوك المُعلنين الذين يتجهون إلى فرض أنفسهم على واقع الشارع المصري أو بالأحرى فرض أنفسهم على العقول المصرية، وكذلك تحوُل المواقع الإخبارية التي من شأنها إصلاح حركة المجتمع وتوعية أعضائه بما يدور حولهم بكُل شفافية وحياد إلى مواقع ربحية تبحث عن عدد المشاهدات الذي يُدر بالمال.
٤- استخدام الإعلام ” للمجاملة “؛ إذ أن الإعلامي لا يعمل بمفرده بل يصطحب زوجته، أخيه، أبناءه وكل من لا يمتلك عمل فِعلي أو يبحث عن الشهرة والأضواء، دون التركيز على ” المهنية “.
من الواضح أنه يغفل الكثيرون أن لفعل الإعلام في الشاشات والصُحف رد فعل في عقول وسلوكيات أفراد المجتمع، لذلك يجب دعم خطط الإصلاح التي وضعتها الدولة وليس المُساعدة في هدم مساعيها.