كتب: محمد كامل
في عام 1995 تمكنت الأجهزة الأمنية المصرية بمدينة طنطا، من القبض على الأمريكي «خوسيه باديلا»، الذي لُقب بـ«عبدالله المهاجر»، بعد زواجه من امرأة مصرية، وكان متخصصًا في صنع القنابل الكيماوية والقنبلة القذرة «The Dirty Bomb»، التي استخدمت في أفغانستان ضد مَنْ تبقى من القوات الروسية، والتي كان تأثيرها يمتد لكيلومترين.
وذلك بعد قدومه من أفغانستان، ولقائه مدحت مرسي السيد عمر، أحد أهم قيادات تنظيم القاعدة، والمشهور بـ«أبوخباب المصري»، الذي تخصص في صنع القنبلة القذرة والكيميائية، ولقي «أبو خباب» حتفه إثر غارة أمريكية على معاقل تنظيم القاعدة في أفغانستان عام 2008.
ومنذ حَل الاتحاد السوفييتي عام 1991، لم يتوقف تنظيم القاعدة عن جهوده في إنتاج واستخدام القنبلة القذرة، وسعى حثيثًا لتطوير قدراته العسكرية، والحصول على قنابل نووية.
مصدر رفيع المستوى، كشف لـ«الجمهورية الثانية» عن إحباط أجهزة الأمن المصرية جهودَ تنظيم القاعدة، في الحصول على حقيبة قنابل نووية من الاتحاد السوفييتي بعد تفككه؛ لشن هجمات على الأراضي الأمريكية.
وحسب المصدر؛ فإن أجهزة الأمن المصرية تمكنت عام 1995 من رصد تحركات مريبة لأحد المصريين الحاصلين على جنسية كندية، بالتواصل مع أحد الكازاخستانيين لشراء القنابل النووية، ما كشف عن خلية يقودها أحمد سلامة مبروك، المشهور بـ«أبوالفرج المصري»، تضم -إضافة للمصري، الحاصل على الجنسية الكندية- أربعة مصريين آخرين، أعضاء في تنظيم القاعدة، وأحد علماء الذرة من نيجيريا.
وتمكنت الخلية من التواصل مع الكازاخستاني؛ لشراء حقيبة القنابل النووية، بتكليف من زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، بواسطة «المصري الكندي»، ورصدت أجهزة الأمن التحركات، ومنها لقاءات متعددة بين عناصر خلية تنظيم القاعدة والوسيط، أمام السفارة الإيرانية بـ«قيرغيزستان»، إحدى الدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي في عام 1991، كما تمكنت من كشف موعد اللقاء الذي كان محددًا له في إحدى المناطق الحدودية داخل إيران.
وضبطت الأجهزة الأمنية المصرية، وقتها أحمد سلامة مبروك، وبقية أعضاء الخلية، والوسيط والبائع الكازاخستاني، داخل الأراضي الإيرانية، ومعهم حقيبة قنابل نووية معدة للتفجير، إضافة لحقيبة بها آلاف الشيكات السياحية المصروفة لحاملها، بصحبة الجانب المصري، وتقدر بملايين الدولارات وقتها، كدفعة أولى من ثمن القنابل النووية.
واستطاعت الأجهزة الأمنية المصرية القبض على المتهمين، وبحوزتهم القنابل والشيكات السياحية، وتمكنت من تهريبهم خارج إيران دون علم السلطات الإيرانية، وترحيلهم إلى مصر، لاسيما أن أعضاء الخلية كانوا ضمن تنظيم الجهاد المصري، ومطلوبين في العديد من القضايا، كما سلمت البائع الكازاخستاني إلى بلده؛ ليحاكم هناك، وكذلك العالم النيجيري سَلَّمته أجهزة الأمن إلى بلده.
“القاعدة” تعترف
واعترفت خلية تنظيم القاعدة وقتها برغبتها في الحصول على القنابل النووية، بتكليف من «أسامة بن لادن» شخصيًّا، لشن هجمات نووية داخل أراضي الولايات المتحدة الأمريكية.
يُشار إلى أن «أسامة بن لادن» أسس تنظيم القاعدة في أفغانستان، مع بدايات عام 1988، وضمَّ له العديد من قيادات تنظيم الجهاد المصري والجماعة الإسلامية، إضافة للمجاهدين العرب الذين أُطلق عليهم وقت الاحتلال السوفييتي لأفغانستان اسم «الأفغان العرب»؛ وذلك لشن هجمات إرهابية على المصالح الغربية في العالم، أعقبها إعلان «بن لادن» تأسيس «الجبهة العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين» في عام 1998؛ لمقاتلة الأمريكان وحلفائهم في أي مكان بالعالم، وفقًا لتصريح «بن لادن» وقتها.
وشارك «خوسيه باديلا»، المعروف بعبدالله المهاجر في إعداد القنبلة القذرة مع مدحت مرسي السيد عمر، المعروف بـ«أبوخباب المصري»، خبير الأسلحة الكيميائية بتنظيم القاعدة، الذي تخرج في جامعة الإسكندرية وتخصص في الكيمياء، وانضم لتنظيم الجهاد قبل سفره من مصر إلى أفغانستان، بينما أسلم «خوسيه باديلا» في عام 1988، بعد لقائه في أمريكا عددًا من أتباع الدكتور عمر عبدالرحمن، المُنظر الفكري للجماعة الإسلامية.
كان أحمد سلامة مبروك، المعروف بـ«أبو الفرج المصري»، أمير الخلية التي كلفها «بن لادن» بالحصول على قنابل نووية، من مواليد قرية المتانيا بمركز العياط محافظة الجيزة، في 8 ديسمبر عام 1956، وتخرج في كلية الزراعة، جامعة القاهرة عام 1979، وانضم إلى تنظيم الجهاد.
أُلقي القبض على «أبوالفرج المصري» عقب اغتيال «السادات»، وقضى في السجن 7 أعوام، غادر بعدها عام 1988 إلى أفغانستان، والتقى أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الحالي، الذي زكَّاه عند «بن لادن»، وأُلقي القبض عليه مرة أخرى من قِبَل أجهزة الأمن المصرية كقائد لخلية كلفها «بن لادن» للحصول على قنابل نووية، وواجه محاكمات بتهم مختلفة، معظمها الاشتراك في عمليات مسلحة والتخطيط لها.
وأُطلق سراحه عقب ثورة 25 يناير، وغادر إلى سوريا عقب ثورة 30 يونيو، وانضم إلى جبهة النصرة، ليشغل منصب نائب أبومحمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة، التي أعلنت عن نفسها كفرع لتنظيم القاعدة في بلاد الشام، ثم أعلنت فك الارتباط مع القاعدة في 28 يونيو 2016.
وظهر «مبروك» إلى جوار «الجولاني»، وأعلنا إلغاء اسم جبهة «النصرة» ليُصبح جبهة «فتح الشام»، ثم تَغيَّر مرة أخرى في 28 يناير 2017 إلى «هيئة تحرير الشام»، مع اندماجها وأربعة فصائل إسلامية أخرى، منها حركة «نور الدين زنكي»، ولقي مصرعه في منطقة «جسر الشغور» بريف «إدلب»، في هجوم لقوات التحالف الدولي يوم 3 أكتوبر 2016.
مصدر الخبر: النسخة الانجليزية من بوابة الجمهورية الثانية Menapost.org